ثري بقلبي17

656 22 8
                                    

_فارس _

اشعر اليوم اني اهيم حبا لزهراء اكثر من السابق , دافئة جدا حينما تتقرب مني و حينما ابتعد عنها اشعر بالشوق لدفئها ., قمت و الصبح .. كانت زهراء لا تزال مجثمه بصدري ., ابعدتها بلطف .. لم تتحرك كانت غارقة في النوم ., تأنيب بالضمير ينتابني اذ ما تركت الزهراء لوحدها في البيت و لكن ما العمل ؟ غير العمل ., لم اشئ ان اوقظها فأديت مهامي في البيت و خرجت الى العمل ., موظفون غاضبون و اوراق متبعثرة و اخرى متكومة لم اكترث لإمرهم و جلست بمكتبي اعانق الاوراق بيدي فأكاد ان اخنقها ., مع مرور الوقت توقفت لبرهة استشعر مفكرا باسم الزهراء , أليس شيعيا ؟.. زوجتي سنية.. فمن اين لها هذا الاسم ؟ .. انه مجرد اسم في النهاية .. اسم رائع مأخوذ من السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها ., هل انا فارس الاحلام الذي لطالما كنت في احلام تلك الفتاة التي تحمل في اصبعها خاتما يربطني بها ؟ .. انا اعترف في الحقيقة اني خائف من المستقبل .. اخاف ان اخيب امل زهراء فيني سأموت في الحال اذ ما حصل هذا , و بمجرد ذكري للمستقبل تنتابني احلام اليقظة .. زهراء تحمل طفلا جميلا بين يديها الناعمتين و هي تبتسم ابتسامة جذابة تجعل القلوب تبتسم للحياة ., عندما تذكرت امها ضربت راحة يدي على رأسي بقوة لأني قد نسيت ان اصطحب الزهراء لبيت اهلها , حسبي الله ونعم الوكيل .

_زهراء_

فتحت عيناي .. كان سناك يخترق حلكة الغرفة و نور عيني , لابد انها الظهيرة , قمت بسرعة اذ اني لم اصلي الصبح , لم يوقظني فارس , يا للهول ... الحمد لله قلت عندما تيقنت انها الساعة الثانية عشر ., توضئت و لبست ملابس اخرى و صليت ثم جلست على سجادتي انتظر صلاة الظهر التي ستعلن بعد قليل ., مر الوقت حتى سكن الليل و هجرت العصافير الى مجحرها و انا انتظر منأى قلبي جحره .. كنت قد اديت فروضي و جلست انتظره و قلبي به جمرة شوق مستعرة معلقه على الباب ., كتبت :

انتظر الليل لأجل عينيك

لأجل جحرك .. و صوتك

غاب الكون تحت الليل

و اصبح السواد ملأ الليل

الا قلبي يستعر كالقنديل

مشتاقا بجمرة حارقة

اندلعت بقلبي شوقا اليك

, استغفرت ربي و اغمضت عيني , رددت بيت الشافعي : صبرا جميلا ما اقرب الفرجا ., كأن هزيم الرعد اصاب قلبي عندما سمعت صوت قفل الباب ., وقفت كالمذهولة رحت احتضنه بقوة , انه المكان الذي انتمي اليه جحره , احسست بجسده المتعب جراء يومه الطويل بالعمل , اصطحبته الى الغرفة و يدي تعانق انامله , اضطجع على الفراش و قال : شكرا حبيبتي , لا تنسي ان تذكريني ان اصطحبك غدا لامك لا اريدك ان تبقي وحيدة , قلت : حسنا , الان جاء دوري دور الام فرحت امسد شعره بأناملي و انشد له حتى غفى في جحري , تمسيد الشعر اشبه بمداعبة الماء يشعر المرء بالصفاء و يخلق جوا عاطفيا يبوح بلا حديث .. يطلق العنان للحب بطريقة جياشة عاطفية ., و أخيرا استسلمت لأخبو بين ذراعيه .

ثري بقلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن