ثري بقلبي

ثري بقلبي 8

انا لا أهوى السيارات و لكن أحب السرعة .. ليس لحد الموت بالطبع و لكن لحد الأثارة ., قمت لأعد الفطور و قلبي يمنعني .. يريد مني ان ارتوي بنبض فارس , وضعت قلبي على صدره فأتعبني .. كان ينبض بسرعة كبيرة كدقات عداد قنبلة تكاد تنفجر , قمت عنه و انا اشعر بالأسف على حاله , انه متعب و حزين , قلت حيلتي تجعلني متعبة انا كذلك . . اريد ان ارفع شعارا ألا و هو انا من اجلك يا فارس ., لقد احضر فارس طعاما و أجلسه في الثلاجة .. حسنا ماذا لدينا اليوم .. كالعادة بيض مسلوق و ازينه بالبهارات .. سأصر على فارس بأن يتذوقه لربما يعجبه كما يقولون قلب الرجل في معدته , لربما اخرجه من رحم الألم .

_فارس_

ياله من صباح قمت و انا اشتم رائحة جميلة تتجول في الاركان .. معدتي تتضور جوعا و لكني اذ ما جلست مع الزهراء سأتذكر الليلة السهراء .. تبا لذكريات .. زهراء لا تستحق السحق .. هل أنا مخطئ ؟ .. أنه لا دخل لها بما فعلت السابقة الحمقاء .. أنا آسف يا زهراء فأنا سجين الماضي أنتظر بفارغ الصبر الافراج ., في الليلة السابقة جئت الشقة مع جل تعبي و وهني , و حلما دخلت الغرفة لأتفقد الزهراء كانت بالفعل زهراء , شعرها البني اربكني و اغراني لأداعبه و امسد اطرافه الملساء ., لقد نهضت و في عينيها التي تصطادني الف حكاية و روايات ., هدأتها و امرتها بأن تنام و تدريجيا استلقت , لا اعلم بما حلمت كي تتيقظ هكذا , اضطجعت بمحاذاتها و صرت احادث شعرها بأناملي , تذكرني كثيرا بفجيعتي , نمت اخيرا و خيوط ذهبية تدنو من الشباك ., رأيتها واقفه تبتسم لي عند طرف الباب , كانت ملاك .. كدت ان ابكي .. لا يا زهراء لا تزيدي فجيعتي .., قالت : صباح الخير فويرس ., شعرت بغصة و جفاف يتربع بلعومي .. ص..صباح الخيرات ., قلت لها بنبرة حزينة : لدي عمل .. لقد تأخرت , قالت : لقد اعددت لك الفطور ., قلت : لا يا زهراء فأنا مشغول لا اريد ., نظرت الى عينيها و اذ قطرة ندى تنساب من الوردة ., لقد تألمت بشدة و أنا ارها هكذا , قلت لها بنبرة عالية : لا تبكي , ردت علي بصوت هادئ كالموسيقى الرومنسية : انا لا ابكي فقط شئ دخل الى عيني لابد انه اثر الكحل المقاوم للماء ., قلت : حسنا .. انا سأخرج ., تركتها محكمة بحسرتها .. لقد شلت احاسيسها انا اعلم بذلك .. فقط لو يحدث لي تشذيب عصبي ينسيني الامور العتيقة الماضية المزعجة لجعلت زهراء أسعد زوجة في العالم .. و لكنني لا استطيع فقد احببت المتعجرفة .. قد ملكت ريعان قلبي فحتلت العرش .

_زهراء_

لا بأس انه مشغول .. لقد حطم كل شئ و بعثره دون ان يعيد ترتيبه , اشعر بالقلق من المستقبل و لكنني أؤمن بمقولة انسى الماضي و لا تتطلع للمستقبل فقط عش يومك .. يومك ., ما كنت اريده فقط هو الحب و ان اشعر بأني زوجته .. ليس بيدي حيلة ابدا .. أنا خائرة القوى ., لم تعد شهيتي مفتوحة .. يا الله .. اكلت قليلا ثم وضعت المتبقي في صحن و اعطيته لجارتنا ام عبيد ., ام عبيد امرأة طاعنة في السن السطور المتسطرة على جسدها توحي بذلك فقد نقشت ألف حكاية على تجاعيدها ., جرتني من يدي قائلة : تفضلي ., دخلت شقتها المتواضعة , كانت هناك برواز كبير يحمل صورة رجل في ريعان شبابه ., قالت : اجلسي يا سيدة ., قبعت على الكنبة الخضراء العتيقة , اشعر اني دخلت الى عصور قديمة آثر ديكور الغرفة ., ذهبت عني محضرة معها ابريق الشاي مع كوب .. سكبت الشاي في كوب كأنه نهر احمر يتدفق شلالا .. مدت يدها لأخذه .. ترددت ثم اخذته بفتور ., قالت :ما هي اخبارك ابنتي ؟ , قلت لها : بخير الحمد لله , قلت لها : من في هذه الصورة ؟.. ترددت ثم قالت :عبيد ابني رحمه الله كان شابا قويا اطرقت رأسها تتذكر ثم تحدثت: لو كان حيا لكان لدي احفاد ..., قلت : رحمه الله ., نظرت الى الصحن الذي اعطيتها اياه و قالت : لابد انك ماهرة بالطبخ ., انخرطت بالخجل ., قالت : زوجك دائم الخروج .. اعذري فانا لا تجسس و لكن صوت الباب مزعج ., قلت : لديه اشغال كثيرة ., قالت: الله يعينه ., قلت : آمين ., قالت : الله يهديكم , ... آمين ., ارتشفي الشاي ,... حسنا ., كنت متوجسة و خائفة من ان يكون بالشاي شئ لا قدر الله .. و لكني ارتشفته ., قالت : عندما ستصبحين حاملا ستجوعين كثيرا و ستأكلين كثيرا و تشتهين كثيرا و تتقيئين كثيرا ., قلت لها : اعرف ., قالت : الاكثر ألما و فرحا هو الانجاب ., مسكت رجلي ثم قالت : لديك مسافة طويلة تجتازينها أليس كذلك ؟ ., حملقت بها : لم افهم ., قالت : ستفهمين فيما بعد يا آنسة ., قلت في نفسي : لماذا قالت آنسة و ليس سيدة هل نست اني متزوجة ., لم اعر الامر انتباها استأذنت منها وهممت بالخروج ., فرحت الى الى بيتي و استرخيت على الكنبة .. مغمضة عيني .