اتمنى لو ان اسافر الى مكان بعيد لا احد يستطيع العثور علي ..
كله بسبب فارس .. يشعرني اني لا استحق الحب .. يشعرني اني امراءه غير مرغوب فيها .. امرأة منبوذة ..
عيناي تبكي و قلبي ينهار فتخور قواي .. كيف له ان يقول بأني سجن هذا ما التقطه عندما قال العشاق في سجون ..
احاول ان ألتقط انفاسي المحترقة بفعل الدموع .. لقد نسيت أن أتغذا .. لدي نقص في الدم فوق ذلك ..
لبست عباءتي و خرجت من الشقة , كان هناك سوبرماركت قابع على مقربة من الفندق , استطعت بخروجي ان اتنفس رائحة الهواء الطلق . . رحت اتبضع مكونات لأطبخ .. اعين الرجال لم تغادر الى ان غادرت .. ماذا يريدوني مني ؟ انا امرأة متزوجة و محتشمة .. انهم يخسرون الدنيا و الاخرة بفعلهم هذا .. ألا يدركون هذا .. اذا كنت امرأة غير متسترة فكيف سينظرون لي .. انهم لا يملكونني كي ينظرون .. عيونهم فارغة على ما يملكون .. و لا يسعنا الا ان نقول الله يهديهم .. , دخلت الى الشقة وانا احمل الاكياس .. و فجأة رأيت فارس و قد ملأ الاحمرار وجهه و عينيه , صرخ : اين كنت ؟ .. فارتجفت بقوة من الهول .. قلت بصوت متلعثم : لقد ذهبت لشراء الحاجيات , قال: لماذا لم تخبريني ؟ .. قلت : لم اشأ ان اشغلك . . , مسكني بقوة من يديه .. لقد تألمت بشدة .. رماني في الغرفة , انا متفاجئة .. نبضاتي تجري خارج جوفي .. لقد اقفل علي الباب , الآن ماذا سأفعل ؟ أنا جائعة .
اضطجعت على السرير لأنسى الجوع الذي اعتراني , كان رأسي منفجر بصداعه .. لماذا اتيت يا فارس ؟ ليت انك نسيت ان عنك زوجة .. أنا لا اشعر اني زوجته بتاتا .. , بعد مضي خمسة دقائق تحرك مقبض الباب .. دخل فارس الى الغرفة , كنت انظر اليه بعينين شبه مغمضتين اثر وهني , جلس بمحاذاتي .. خفت منه فغطيت وجهي بالغطاء , قال : آسف .. آسف , خلع الغطاء بالكامل عن وجهي , لم استطع النظر اليه .. كنت احدق في الفراغ .. اكمل بصوت ممزوج بالبكاء : كنت خائف عليك .. لماذا لم تخبريني انك قد خرجتي ؟ .. خفت انك تخليتي عني .. هربتي مني .., ثم بدأت السيول العارمة بالتدفق من عينيه ., وضعني في جحره و أخذ يداعب شعري بيديه مثلما تمنيت.
_فارس_
عندما دخلت الشقة .. كنت متلهفا لرؤيتة الزهراء , ناديت باسمها .. لم تجب , صرت كالمجنون ابحث عنها .. ضربت بكل قوتي على الحمام .. و لكن حلما ادرته كان مفتوحا , كان نبضي يصعق قلبي .. اشعر بالضياع , صار الغضب و خوف يملأ كل خلايا جسدي و يملك كل حواسي .. شعرت بالحرارة و النار ينسكب من مقلي ...ايعقل انها هربت مني ؟.. لابد انها ذهبت لأهلها .. لم تستطع ان تتحملني .. لم تصبر .. لماذا يا زهراء ؟ اللعنة .., و فجأة دخلت الزهراء و معها كيس .. كانت مذروعة , صرخت في وجهها و طرحتها ارضا في الغرفة ثم اغلقت عليها بالمفتاح ., شعرت بالندم .. بالهلع .. بالشفقة , دخلت عليها .. كانت طفلة ترتعد محشورة في السرير .. كان تبكي .. قلبي كاد ان ينخلع من محجره و يسقط ارضا , الى هذا الحد اصلت الكآبة لتلك الفتاة اليتيمة .. اضطجعت بمحاذاتها , اخفت وجهها بالكامل عني , لا تريد ان ارى الماسات تخرج من بؤبؤة عينيها .. اذا رأها الحجر في هذه الحالة سيبكي فكيف قلبي أنا ؟ , تأسفت منها و كشفت عن وجهها , فؤادي يصطك ألما على حالها .. وجهها البشوش في الصباح امسى بكآبة شديدة .. اشعر بالفشل امامها ., وضعتها في حضني و رحت امسد خصلات شعرها الجميل , نامي عزيزتي .. فأنا لست وحشك .. لقد بدأت أحبك .
نطقت بنبرة قطعتني : ابتعد عني .. اخرج .. لا اريدك , قلت لها بصوت مبحوح : زهراء .. صه ., و بحركة بطيئة ابعدتني , قامت لتخرج بخطوات عشوائية , كانت تمسك رأسها ., بادرت لأمسكها كيلا تقع .. و لكنها سقطت ..
زهراء قومي حبيبتي .. أنا آسف لن اكررها , صفعتها حتى بان احمرار شديد على وجهها .. سقطت دمعاتي على وجهها , زهراء .. زهراء , انها لا تجيب ..
صوت يكاد ان لا يسمع الاقرب الى الهمس : اريد ماء ., امتثلت لأمرها , جريت و قلبي يجري ازمع و اسرع , ملأت الكوب .. نصفه قد انسكب , قربت الكوب الى فيها , اخذت تشرب ببطء شديد , زهراء .. هل تشعرين بتحسن ؟.,أخذت تلهث , شعرت انها تريد المزيد من الماء فهرعت لجلبه , شعرت بأنها ارتوت .. قبلتها على جبينها , استعرت شفتاي اذ ان حرارتها كانت عالية , حملتها بين ذراعي كطفلة صغيرة , خفيفة جدا كانت .. وضعتها على السرير ., ذهبت الى الحمام لأخذ منشفة , بللتها بالماء ثم فرشتها على جبين الزهراء , كانت مغمضة العينين , اهدبها الطويلة مغرية جدا .. كيف لي ان لا ألحظ هذا .. هي جميلة جدا ! .. أجمل من لوحة فنية .. و حتى من تلك المتعجرفة! ., اذا ما تعايشت مع زهراء فمن المستحيل ان لا احبها .. فيجب علي ان فاجأها بشئ لأكسب ودها .. فلربما انسى المتعجرفة و الحزن .. أنا خائف ان تكون زهراء مثلها .. لدي وسواس اريد ان افنيه من الوجود , نائمة بهدوء كانت كالملاك , أشعر بالذنب .. أنا نادم .. كيف لي ان ارفع يدي على أمراءه .. اين ذهبت رجولتي ؟ ذابت في قاع الرياح .., الاعتذار ليس قولا فقط بال فعل .. فكيف لي ان اعتذر ثم اعيد الكرة مرارا ؟ , يجب ان اتصرف .. ان اغير تصرفاتي مع الزهراء , انها بالفعل تستحق الحب .. انها كالموسيقى الهادئة .. الحزينة تحتاج الى عازف او مستمع , فالحياة تمضي كالمياه البحر .. يجب علي ان امضي قدما كيلا تجرفني الامواج و اخرج من رحم الشقاء .
أنت تقرأ
ثري بقلبي
Romanceعندما تتركه زوجته و تتزوج رجلاً غيره يضيع في الألم فيحاول انقاذ نفسه بزواج مرة أخرى .. فهل سينسى حبه ؟ .. و هل سيتقبلها في قلبه ؟ الشخصيات التي تتحدث بضمير متكلم .. فارس زهراء اَحدثتُ تعديلاً على القصة . اذ أني لم انقلها سابقاً بشكل صحيح.. و أنا...