فارس_
في احد الايام الشتوية قبلت زهراء حبيبتي و هي متوعكة من حملها , صحيح فقد كان الكاشف صحيحا كما تمنينا , جعلتها تلزم والدتها التي تحسنت كثيرا .. و امرتها ان تستدفئ بالملابس الثقيلة , قالت لي كلاما يشرح صدري : حضنك يدفئني و يدفئ الصغير ., لم اتملك جنون الفرح حينتها فقبلتها كالمجنون و هل في عقلي ذرة عقل معها ؟! .. لم اقصد ان شئ بها بالطبع بال قصدت اني اهيم بها عشقا ., مرت ساعات و انا بالعمل و فجأة رأيت ما يفجر انهار قلبي , المتعجرفة التي تعافيت منها و نسيتها بحبي لزهراء .. كانت تحمل بين ذراعيها طفلا صغيرا , اقتربت مني و في عينيها حزن دفين على ما يبدو او قد يكون مصطنع لأني لا اثق فيها ابدا ., قالت : ما اخبارك ؟ ., قلت : بخير الحمد لله ., جلست في المقعد تنظر بنظرات لاذعة .. ايعقل هذه تأتي بعد ان قتلتني ,؟ تراني و لا تخجل من نفسها و معها ماذا ؟ طفل صغير .. اللعنة عليها ., قلت مستجمعا الغضب و القهر : اخرجي من هنا ., قالت : اتطردني ؟! ., قلت : لقد طردتني من قلبك حينما كنت اديم لك الليل ابكي .. ابتعدي مثل ما كنت بالأمس ., قالت : فارس انتظر قليلا سأخبرك شيئا ستصدم منه ., تملك الفضول رعشات جسدي و قلت : ما لديك بسرعة .. انا مشغول ., قالت : اترى هذا الطفل ؟., مسكت قبضتي بشدة , اكملت : هذا طفلك ., دوي السهام خرق صدري حينتها و ملامحي تجمدت و جسدي صار كالجثة ., قلت بصوت متلعثم : كاذبة يا حقيرة اخرجي .. اخرجي ., قالت : فارس انا احبك كثيرا .., ثم اردفت الدموع .. دموع التماسيح هذا ما اظن لا ليست دموع التماسيح فالتماسيح تبكي حين تفرح فهيا صادقة ليست مثل هذه المتعجرفة , قالت : ابي اجبرني على الطلاق منك .. اعلم يا فارس انه مهما كان في الاوراق سيكون اوراقا و لكن الذي يتربع على عرش قلبي مستحيل ان يتغير , فارس انا احبك كثيرا .. اتعلم ان زواجي من ذلك الرجل الغني لم يكن الا من اجل ابي ؟ ., أنا لم اكن راضية .. كنت ابكي شهورا طوال في حملي , فارس ارجع لي فانت لي ., قلت لها : لا تكذبي علي , انا رجل متزوج و لدي زوجة احبها لماذا تريدين ان تفسدي حياتي من جديد ؟ .. لماذا ؟ .. لم اكن عدوا لك ابدا , كنت اشغفك حبا و لكنك كنتي تتكبرين علي و تسخرين مني , لان همك الوحيد هو المال و اللعب في قلوب الناس أليس كذلك اعترفي ؟ ., بان الغضب عليها اذ الحمرة اكتست مسامها , قالت : قل لي انك تريد ان تتخلى عن ابنك .. , شعرت بالضعف قوي باتت خائرة القوى ., قالت : انظر اليه يا فارس انه يشبهك ., كيف لها ان تلعب بقلبي هكذا انا متعب كثيرا في هذه اللحظة .. كيف للحظة ما تجعلني ابا ؟ .. , اكملت : اسميته احمد كما تحب , اتذكر عندما كنا نراقب النجوم في تلك الليلة الشاعرية , كنا نختار الاسماء التي سنسميها لأبنائنا , كنت تقول انك تحب اسم احمد كثيرا ., انسابت الدموع من عيناي , اني اغرق و دموع تزيد من غرقي , ماذا تهذي هذه ؟ من اين اتت ؟., قلت بعصبية : هل انت واثقة بأنه ابني ؟ ., قالت : احمله بين يديك لعلك تقتنع ., مسكته بصعوبة , كان ناعما جدا , شعرت بإحساس جميل عندما تبسم لي , نسيت كرهي لها في تلك اللحظة ...
_زهراء_
في صباح نسماته باردة تلحف رعشات جسد المدينة , قبلت فارس كعادتي و انا اجر رجلي الثقيلة من الحمل , كنت اريده ان يختار مسكنا بسرعة و لكنه لم يستعجل بالأمر , الحمد لله امي تحسنت بعد غيابها تحت الفراش و لكنها ابت ان تذهب الى العمل .. هذا افضل لها ., كنت متلهفة و اتوق لرؤية الصغير القابع في بطني الذي اتنفس فيتنفس , شعور جميل رغم التعب الذي لم كل ضلع في جسدي ., مر الوقت سريعا و غابت الشمس مكدسة خلفها السحب السوداء و فارس لم يرجع بعد ., و بما اني لا استطيع شرب القهوة فغفوت على الفراش منهكة ., ... لا اعلم ما هو الوقت الان .. سمعت ارتطام قوي , قمت فزعة جدا ابحث كالمجنونة عن مصدر الصوت , نالت اعيوني اتساعا فزعة و قلبي انهار من الهول .. امي واقعة على الارض ., اسرعت اليها أجر ثقلي , صحت بصوت مرتفع : ماما .. ماما , جذبتني بضعف من ملابسي و تلفظت بوهن مع تنفس ثقيل : حبيبتي زهراء اعتني بنفسك جيدا و حافظي على فارس و اخوك و زوجته , قلت باكيا : لماذا هذا الكلام الان ؟ , رفعت سماعة الهاتف اتصل بالإسعاف بسرعة و يدي تهتز ارتباكا , قلت اطمئن امي : لا تخافي يا ماما ستكونين بخير , حركت اناملي متصلة بأخي و قلت بعد عناء : اخي تعال امي متعبة .. بسرعة ارجوك ., نظرت امي لعيني بنظرة لن انساها ابدا ما حييت و لفظت : زهراء حبيبتي كوني قوية .. سأذهب لوالدك لا تقلقي , صرخت : لا ماما لا تقولي هذا .. انا احتاجك .. الكل يحتاجك .. نحن نحبك ., لفظت : و انا كذلك ., شعرت باختناق في صوتها و هي تقول : وداعا حبيبتي .. اشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله , ثم اغلقت عينيها و نامت الى الابد ., صحت و دموعي تغادر محجرها بوابل .. قلبي ينهار و يذوب و يغلي دمي , لم استطع ابدا .. السواد احتل عيناي .
أنت تقرأ
ثري بقلبي
Romanceعندما تتركه زوجته و تتزوج رجلاً غيره يضيع في الألم فيحاول انقاذ نفسه بزواج مرة أخرى .. فهل سينسى حبه ؟ .. و هل سيتقبلها في قلبه ؟ الشخصيات التي تتحدث بضمير متكلم .. فارس زهراء اَحدثتُ تعديلاً على القصة . اذ أني لم انقلها سابقاً بشكل صحيح.. و أنا...