ثري بقلبي 11

923 27 10
                                    


_زهراء_
قمت مفزوعة .. اغلقت شئ ما عيني , كانت منشفة مبللة , استرجع ما قد حدث و بالطبع شعرت بالضيق .. تجاهلت الأمر , ثم نظرت الى الساعة انها تناهز الخامسة , رحت اصلي صلاة العصر , ثم توجهت لأعد شئ فكما تعلمون مدى جوعي , استغرقت نصف ساعة لطبخ و ربع ساعة للأكل , شعرت بالذعر فجأة عندما دخل فارس , هممت بالنهوض بسرعة متوجه للغرفة , أنا غالية لا استحق ما فعله بي .. كيف له؟ .. كيف يجرؤ ؟.. أنا لا استحق كل هذا .. أنا مظلومة , لن احدثه , طرق الباب , الفزع يدب على كل خلية تملا جسدي , عندما لم استجب له .. دخل علي , نبضات قلبي تتعالى .. شعرت بالبغض .. اريد ان اضربه بشدة ., قال : زهراء ., قلت له و قد تملك مني الغضب : اخرج ., قال بصوت هادئ : أنا آسف ., اجبت : ما فائدة الاسف ؟ و انت تضربني في كل مرة .. ألا تشعر بالذنب .. أنا احترق كذلك ليس انت فقط .. ماضيك ليس ذنبي , فقدر مجهودي حيالك ., تقدم حتى اصبح على مقربة مني , اشعر بالاختناق الان فانخرطت بالبكاء , ربت يده على كتفي و قال : سامحيني .. فأنا لا استطيع العيش ظالما , قلت وسط الدموع : لا تظلم اذا ., اخذ يمسك ذراعي بعدها وجهني قبلته و انا اقاوم , قلت بصوت منفعل : ماذا تريد مني ؟., قال : أعدك بأن لا اضربك .. لهكذا اريدك ان تضربني بكل ما أؤتيتي من قوة الآن ., تملكت قبضتي ذروة القوة حينتها فاشتعلت قبضتي الى صدره على موضع قلبه .. اضربه الان بشدة و ابكي اشد .. اريد ان امزق قلبه كي يحبني .. اريده ان يحبني فقط .. أنا لا اريد مالا او قصورا او حدائق .. أنا اريد قلبه فقط .. , عندما فرغت منهكة من الالم اذ لكل فعل ردت فعل , نطق لسانه : زهراء أنا مستعد لأجلك .. سأنسى كل السواد الذي يلم حياتي و يؤلمك .. أنا اريد ان أمضي قدما .. لا اريد ان ابقى في دهاليز الماضي .. ارجوك يا زهراء انتشليني و ضعيني في قلبك ., احسست ان عاطفتي مهزومة امامه .. فاحتضنته بأقوى ما لدي .. استغرقت في حضنه عشر دقائق .. و لكنها جميلة جدا .. جوها وردي و ودي ., ابعد وجهي عنه ليمسح دموعي بأنامله , كان يمسح الدموع في اعتقاده و لكن في اعتقادي كان يرسم لوحة على وجهي ., قال : زهراء .. هل تريدين الذهاب الى شهر العسل ؟ , اطرقت رأسي خجلة و متعجبة, و متسائلة عن هذا السؤال الذي لابد ان يعرف اجابته , فهززت رأسي بالإيجاب , اخرج من جيبه شئ ما .. اتضح لي في ما بعد أنها تذكرة سفر ., شعرت بنشوة فرح و لكن لم اظهرها , جعلت الوجه الباكي قناعي ., قال : اريدك ان تصبحي سعيدة فأن الحزن لا يليق بك ., انه لا يعرف ان سعادتي مرتبطة بسعادته .. آه يا فارس لو تعلم فقط أنني سعيدة داخليا الان عكس الظاهر ., و بتفكيري عن الحب استعدت ذاكرتي اذ ان اخي و زوجته سيزورننا غدا ., اسبرت فارس قائلة : اخي سيأتي غدا ., قال فارس : أخشى ان اقول ذلك و لكن سنسافر غدا ان شاء الله , سأسبر أخاك ., هاتف اخي فورا و اخبره , اخبرني بعدها انهم فرحين و سيودعوننا في المطار , مسك فارس يدي و قال : هلمي هيا لنرتب الحقائب .. زهراء اريدك ان تحملي ايا من الحقائب و لكن لا اريدك ان تحملي حقائب الدموع ., ابتسمت له رغما عني و هممت بالنهوض معه ., لقد امتلأت الحقيبة بملابسي و ملابسه .. ياله من شعور رائع كأننا شخص واحد .. امتزج عطري بعطره ., الغريب في الامر انني لا اعلم اين سنسافر ؟ .. أقصد اي بلدة ؟ .. المهم بالنسبة لي انني سأكون مع فويرس ., انقل الليل سواده في السماء .. لم استطع النوم لأنني كنت متوترة في الحقيقة ,لان فارس لم يقل لأمي مباشرة عن السفر بل اخي من قال لها , اذ انها لم تتوقع الامر فلم تشئ ان تهاتفني , انا اعرف طبعها اذ تحسب انها تضايقني اذ ما اتصلت و لكنني بالعكس افرح لهذا ., لان افكر بالغد سأريح رأسي على الوسادة فالحظة هي اللحظة فقط لن اعيش فيها لحظات لم تصل بعد .. فالموضوع مثل الجنين اذ اخرج قبل اوانه سيموت و الثمر اذ ما نضج لم يلذ طعمه .. الارق ما زال مستمرا و فارس يقبع في الصالة يشاهد التلفاز .. تسألت في نفسي : لماذا لا اشاركه ؟ ., رفعت الغطاء عن جسدي و هممت بالنهوض , احاول قدر المستطاع ان تكون خطواتي جريئة , نظر الي لبرهة ثم تلفت الى الشاشة , قال و هو لا يزال يشاهد التلفاز : ألا تستطيعين النوم ؟ ., اجبته : نعم .. هل استطيع ان اشاركك ؟, هز رأسه بالإيجاب .. بدأت نبضات قلبي تقفز شيئا فشيئا .. هواء ساخن هب على وجهي على الرغم من هواء التكييف البارد ., في شاشة تربع مجموعة من الاطفال مع والدهم يحكي لهم حكاية عن حياته عندما كان صغيرا ., كنت اتظاهر بالمشاهدة فقد كان قلبي مع تحركات فارس اذ يبدو عليه التوتر هو الاخر ., و عند مقربة من نهاية الفلم . . حدث مشهد تقريبا في كل الافلام يحدث هو الرجل عندما يقبل مرأة سواء زوجته .. حبيبته .. صديقته , في تلك اللحظة بدأ فارس يحدث حركات اسميها بالغرابة تلك التي تحدث لغريبي الاطوار , اذا اراد ان يقبلني فأنا زوجته , اشعر بالخجل الان .. قمت عن الكنبة .. يد حرارتها مشتعلة قد مسكت يدي .. انه فارس , قال : لا تذهبي ., رجعت الى مكاني بلا بنت الشفه تخرج من فمي ., اشعر الان بالجو كان ورديا حقا , صدر صوت من فارس : لماذا قمتي ؟ هل لأن .. , قلت : لان الفليم قد انتهى ., قال : هل تحبين المال ؟ , شعرت بالغرابة من هذا السؤال و لكني اجبت : بالطبع لا .. و أنا لا احب الناس الماديين ., قال: الحمد لله .. بدأت بالأعجاب بك ., اطرقت رأسي خجلا ., بعض الكلمات لا اتوقعها من فارس او من بعض الناس حولي تشعرني بأن هناك غرابة في الكلمات لأن الشعور يظل عاجزا عن الايضاح .. فأنا أؤمن بإيماءات الشخص اكثر من ألفاظه ., كانت عينا فارس براقتين و هذا يدل على صدق قوله .. هذا اشعرني بالفرح ., الحمد لله انه اصبح افضل من السابق ., اكمل : اتعرفين لماذا اصدقك ؟ .. لأنك لم تسأليني عن المكان الذي سنسافر فيه .. او عن الامور التي تريدين ان تفعليها .. او حتى عن الاموال التي اشتريت بها التذكرة .. انت فعلا .. لا اعرف ماذا اقول .. لقد وثقتي بي و صبرتي و تحملتي الاذى .. أنت انسانة اكثر من رائعة و يعجز لساني من البوح , شعرت في هذه اللحظة بالخجل الذي راح يخنقني بالطوق الحرارة فدرجة حرارتي كانت فوق الاربعين اي مصابة بالحمى .. ههههه اضحك من موضعي مونولوجيا في الموقف ., قلت على مضض : شكرا ., قال : لا شكر على واجب كان من المفترض ان يحدث سابقا ., شعرت بالتوتر حالما اقترب مني حتى لامس وجهه وجهي , قبلني .. هذه اول مرة يضع قبلة على جبيني .. لابد ان حرارة وجهي لسعت شفتيه .. كان شعور جميل .. قلبي اخذ يعدو بقوة مجتاز صحراء مترامية الاطراف ., قال : هيا اذهبي الى النوم فغدا لدينا مشوار طويل ., قلت : جفاني النوم ., قال : حسنا سأساعدك على النوم ., اخذني لجحره .. راح يمسد شعري و يغني بصوته الحنون : نامي يا زهراء ..

نامي يا جميلة ..

نامي .. نامي نامي نامي

, شعرت ان جفن عيني ينغلق من صوته الحنون , و قد سرى في شراييني دفئ .

ثري بقلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن