الفصل الرابع

4.8K 140 0
                                    


كان الحزن ملقيا بظلاله على الجميع ، و كأن شمعة أو إضاءة البيت قد أنطفأت مع بهوت ملامح رانيا وذبولها وإنعزالها الدائم فى غرفتها ذات الرسومات الجدارية المتنوعة،يخبرك السواد القابع بأسفل عينيها عن تعرضها لخيبة أمل كبرى وغير متوقعة بالمرة، أليس معتز هوالشخص الذى أحبته ودافعت عنه أمام أهلها حين وصفوه بكونه نفعى بحت..!،ألم تكن هى تلك الساذجة التى تمتنع عن مقابلة أى عريس مكتفية بإبتسامته وحديثهما..؟،كانت إلى اللحظة مشدوهة وغير مصدقة لما سمعته (معتز خطوبته السبت الجاى..!!)، الدموع محتبسة بمقلتيها تأبى النزول ،تحدق فى الجدار المقابل لسريرها الخشبى طوال الوقت بذهول،كررت شلتها الإتصال بها مرات كثيرة بلاجدوى ،حتى قررن الذهاب إلى منزلها للإطمئنان عليها، فأستقبلتهم والدتها تحكى لهم عن محاولاتها المستميتة لإخراجها من هذه الحالة المزاجية السيئة بلا جدوى ،وإكتفائها بتناول السجائر طوال الوقت وكأنها تخرج فيها طاقتها المكبوتة وصرخاتها الحبيسة لحنجرتها متمنعة عن الطعام، دخلت الفتيات إلى الغرفة فجلست زيزي على طرف السرير بينما سحبت هبة و تسنيم الكراسى البلاستيكية المواجهة له ،فأمسكت زيزي بكف صديقتها بحنو:_

_ رونى أنا مش حقولك الكلام التقليدى ال بيتقال فى المواقف ال زى دى أن الحياة مبتقفش على ولازم نتعايش ونتأقلم لا لا خالص ،فى بيت

شعر بيقول عرف الحبيب مقامه فتمردا

قاطعتها هبة بعدم فهم :_

_ أنتى الشعر لحس دماغك انتى فى أيه وأحنا فى أيه .. ؟

فأوضحت9 :_

_ أقصد أن إندفاعك عليه طول الوقت ، وأنك تصالحيه فى أوقات أنتى أصلا مش غلطانة فيها لمجرد أنك مش عاوزة تخسريه ،ده كله خلاه واثق ومتأكد مليون فى المية أنه مهما عمل أنتى حترجعى له

فعلقت تسنيم بتلقائية ودون إنتقاء لكلامتها كعادتها :_

_ بلاش الكلام الكبير ده يا زوزة وفلسفاتك دى .

ثم أستطردت:_

_ بإختصار زيزي عاوزة تقولك أن هو محبكيش لأنك كنتى بتلغى أوقات كتير شخصيتك عشـــ

ترقرق الدمع فى عينى رانيا فهى الحقيقة المؤلمة حقاً ، لكن هبة وزيزي ألقوا على (تسنيم ) نظرة لائمة ،ففتحت فمها لتستكمل بترت زيزي كلماتها بمزاح :_

_ أنتى حتموتى موتة مش طبيعية يا تسنيم من ال بتعمليه فى الناس ،حتموتى أوفر دوس دبش ،أيه يا بنتى حد يقول كده ..؟

أردفت تسنيم وهى تزم شفتيها :_

_ دايما حابطينى ومبتخلونيش اتكلم كده .

فعلقت هبة بضحكة قصيرة :_

_ أنتى عارفة الأطفال لما مامتهم بتأخدهم فى حتة بتفضل تقولهم متقولش كذا ولا كذا ،أنتى عاوز شهادة معاملة أطفال لكزتها برفق معترضة:_

أسرار الحب بقلم أميرة السمدونى كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن