فى مبنى القناة الفضائية :_
عادت تسنيم بأعصاب متعبة من قسم مدينة نصر لتقف بمحاذاة المايك الإذاعى وفريق الإعداد مع مهندسين الصوت بداخل الغرفة الزجاجية يظبطون مستوى الصوت ، ويختارون المؤثرات الصوتية والفواصل لحلقة اليوم ،أما تسنيم فكانت واقفة فى حالة من الحزن التام على رفيقتها ،مصدومة فى معتز وفى أفعاله بالرغم من كل الحب التى منحته إياه صديقتها ،ولم يقدر كل ذلك وتركها فى حقل من الألغام ،انتبهت على دق ساعة الحائط معلنة السابعة مساء فألقت مقدمتها الأكاديمية المعتادة مساء النو على كل الناس .......................... حنطلع فاصل ونرجع لكم ،غاصت فى تلك الدقائق الزمنية القصيرة من الإعلان فى وحل معتز وهى تفكر فى صديقتها ومعاملة أهلها لها والمجتمع فلا أحد يريد أن يسمعها ،عادت من الفصال ولم تستطع منع مشاعرهاالمضطربة من التحكم فى موضوع الحلقة فخرجت عن رزمة الاوراق المعدة مسبقا لترتجل هى على نفسها متنهدة"الحب والأمان ،أهم حاجة فى حياة أى بنت ومن هى طفلة إحساسها بالأمان ،زمان وأحنا صغيرين كان لما حد يضربنا أو يأذينا بكلمة أو بصة مش كويسة كنا بمنتهى الثقة نقوله انا حقول لبابا ،وكأن بابا هو رمز الأمان هو السند للبنت لحد ما بتحب أو بتتجوز ،بتروح بيت جديد أو بتتعرف على إنسان مختلف فى الطباع عنها ،فبتطلع شوية بره دايرتها الأسرية لنطاق أوسع ، السؤال المهم والملح هنا هو هل الإنسان ده حيكون لها سند عصاية تستند عليها ولا عصاية حتنضرب بيها وتفقد كل قوتها ..؟، الأمان بجد حاجة أساسية فى حياة أى بنت وسر كبير من أسرار الحب،ثم واصلت كون أنك فى علاقة مش حاسة فيها بالأمان وأنه فى أى وقت ممكن يغدر بيكى ،ده كفيل أنه يدمر أى حاجة حلوة أنتى عشتيها ،حنطلع فاصل ونرجع لكم تانى خليكم معانا فى برنامج أسرار الحب مع راديو مشاعر إف أم مش أى راديو "
تنفست الصعداء والدموع محتبسة بعينيها ، بينما لاقى فعلها المتهور تصفيق المعدين والعاملين بالمحطة الإذاعية إضافة الردود الإيجابية والتفاعل الذى كان قويا للغاية على صفحات التواصل إضافة لتلقى الكثير من الإتصالات على الأرقام المخصصة ،وبينما هى تأخذ رشفة من زجاجة المياه المعدنية وهى تجفف بأحدى المناديل عرقها ماكثة رأسها فى الأرض وهى على إحدى الكراسى ،حتى لاحظت وجود حذاء لامع باللون الأسود القاتم فرفعت بصرها ليصطدم بطارق الحامل لباقة من الورود قائلا بإبتسامة لطيفة:_
_ اتفضلى .
تسنيم بإستغراب وبضحكة خفيفة :_
_ أيه ده ورد..! ، ومن طارق كمان ،لا لا مش معقول ههههه
علق بمزاح :_
_ أنا أصلا مأجره من محل ورود على الناصية ،هاتيه بقى عشان أعدى على صاحبى فى المستشفى
سحبته منه قائلة :_ ، وبعدين ده بقى بتاعى خلاص أستعوض ربنا .
أشار لها مهندس الصوت للعودة إلى غرفة التسجيل مرة أخرى فأستاذنت طارق :_
أنت تقرأ
أسرار الحب بقلم أميرة السمدونى كاملة
Romansaيمكنكم متابعة أعمال الكاتبة على صفحة روايات بقلم أميرة السمدونى على فيس بوك