الفصل ال 22

4.7K 105 2
                                    

بمدينة 6 أكتوبر

أستقلت زيزي دراجتها البخارية فى نشاط مع عقارب السادسة والنصف صباحا قبل الذهاب لعملها وكذلك يوسف لمدرسته ،وهى تدندن مع فيروز حيث ثبتت السماعات بأذنيها جيدا ،" يا مرسال المراسيل على الضيعة القريبى ،خد لى بدربك هالمنديل وأعطيه لحبيبي ،على الداير طرزته شوي " كتبت له قصة عمر بدموعى القريبي خد لى بدربك هالمنديل وأعطيه لحبيبي " ، تحرك بقدميها بدلات الدراجة فى نشوة وهى تلمح من على بعد عربية يوسف مواصلة بسعادة "بيته بأخر البيوت قدامه علية بتر غنائها عتريس الجالس على مصطبتع على بعد عدة أمتار خبطت على رأسها وهى تكز على أسنانها"أيه الغباء ده إزاى نسيته أوف "، إقتربت ببنطالها الازرق وقميصها نفس اللون وهى تركن عجلتها على الصف الثانى لعدم خلو مكان فى الصف الأول، هب عتريس ناحيتها فأنزلت كابها لتدراى عينيها بينما عتريس يقول :_

_ ممنوع الوجوف هنا صف تانى

تنهدت زيزي وهى تقبض على جوابها معلقة وهى ترمق عجلتها بعدم إكتراث لحديثه:_

_ هى يعنى عشان ملهاش مراية تلمعها حتخنقنى ...؟

رد عتريس بنفس إصراره على مغادرتها وهو يعلق بسأم:_

_ بجولك أيه أنا مش عايز مشاكل خد العجلة بتاعتك وأمشى من هنا

زفرت زيزي بضيق من مماطلته قائلة وهى تشير لكرسيه المستقر بمدخل العمارة بلهجة أمرة مخيفة:_

_ أنا ال بجولك أيه خد كرسيك وروح أجعد بعيد متعصبنيش عليك .

أثارت مناداتها له باسمه ريبته ،فضيق عينيه وكأنه بحاول التعرف عليها وهو يلوى رقبته يمنى ويسرى متعجبا:_

وأنت عرفت منين أن اسمى عتريس..؟

أجابت بتلعثم لعدم ترتيبها لما ستقوله وهى تخرج كارنيه الجريدة فى وجهه قائلة :_

_ عشان أنا أنا مباحث يا عتريس

حلت عليه الكلمة كالصاعقة فضرب بكفه على رأسه وهو يقول بلهجة متقطعة مضطربة:_

_ يا خبر أبيض الداخلية بذات نفسيها ...، ثم واصل بعد ثوان وهو يتذكر أين سمع تلك النبرة كما أن الدراجة لا زالت تثير ريبته:_

_ بس مش غريبة شوية إنك جاى بالعجلة مش بالبوكس ..؟

علقت زيزي وهى ترفع النضارة الشمسية على وجهها وشاربها مثبت فوق شفتيها بإحكام وبصوت شبيه بالرجال:_

_ أصل أنا صديق البيئة جيت بالعجلة عشان التلوث وجده ، أنت عارف

فتح عتريس شفتيه بإمتعاض فأسكتته زيزي بحزم ووعيد :_

_ عتريس روح كل عيش بدل ما تتوحشك أم العيال الليلة وتبيت فى الحجز

تركت عتريس بين ظنونه إتجهت إلى المرأة الأمامية لسيارة يوسف،لتثبت عليها رسالتها الكلاسيكية التى تحمل فى داخلها مقتبسات لغادة السمان ومقدمة من صنع يديها بعجلة وقد ترامى لأذنها صوت البواب وهو يهلل بنزول يوسف ويستقبله ، فأختبئت خلف أحد أعمدة الإنارة بذعر من أن يكون رمقها ،لكن رامى سبق أخيه لإلحاح البواب بإخبار يوسف عن حدوث أشياء غريبة فى العمارة ،يسير رامى صوب السيارة حتى لفتت تلك الرسالة المتدلية نظره ،فمسكها وهو يرفع حاجبيه بدهشة ليطالع ما بها لكن زيزي قفزت عليه فى هلع وهى تعنفه:_

أسرار الحب بقلم أميرة السمدونى كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن