الفصل الثامن

4.9K 140 0
                                    

يوم الخميس

باتت هبة مضطربة من بداية اليوم كأى عروس تشعر بالتوتر والخوف من مستقبل مجهول ألقت بنفسها به مرغمة ،تذهب وتجىء فى توتر على الحمام المتصل بغرفتها ذات الألوان البنفسجية الهادئة والمريحة للعين ،حتى وصلت المزينة ( الكوافيرة) لتساعدها على عمل حمامات كريمات الشعر اللازمة وتفرد بكفها مستحضرات التجميل على جسدها ، ما أن تركتها المرأة وخرجت وهى تشد خلفها الباب ليصفع بشدة من الرياح ،حتى بدأت هبة فى تشغيل المياه الساخنة وهى تنظف جسدها بالصابون لإختفاء الشامبوهات فى ظروف غامضة ،إمتلأ الحمام بالبخار وهبة تفرك فى قدميها وجسدها لتقشير الطبقة الخارجية المليئة بأتربة المكان وعواصفه ،تعبأ الحمام بالبخار حتى شعرت هبة وكأنها ستفقد وعيها من شدة السخونة ، فخرجت من المغسل العريض_(البانيو) وهى تلف المنشفة حول جسدها المبتل ليبرز جمال ساقيها وبياضهما ، وضعت يديها على مقبض الباب لتجاوزه لكنه بدى "صدئا ولا يفتح ،أدارت المقبض عدة مرات بلا جدوى ،فأستغاثت بإختناق:_

_ ألحقونــــــــــــــــــــ ،الباب مش راضى يفتح وحموت هنا .

ظلت تستنجد بلا جدوى ،وهى تخبط بيديها الحمراويين على باب المرحاض بقوة حتى شعرت بالدوار مع الحرارة المرتفعة للبخار ،وسعالها الشديد فقدت الوعى ،كان حسام فى تلك الأثناء متجها إلى غرفتهما ليقدم عروسته إلى والدته المستاءة من ظروف زواجهما المربكة ،كأى أمرأة مصرية أصيلة تريد تزويجه إلى ابنة خالته لكنه عنيدا للغاية ، خبط على الباب المرحاض قائلا:_

_ يلا يا هبة ماما عاوزة تشوفك .

لم يأته الرد فعلق وهو يخبط بقوة:_

_ انتى يا بنتى بتولدى جوه ولا أيه ،بقالك ساعة فى الحمام..!!

إزداد قلقه عندما لم يصدر منها أى صوت ، فرفع مقلتيه وهو يضيقهما لينظر من المربع الزجاجى فى الباب ،ليجده كاللون الثلج والبخار يخرج منه نسب صغيرة جدا من أسفل عقب الباب ، حاول فتح الباب لكن المقبض كان مستعصيا على ذلك، فدفع الباب بقوة وخوف كبيرين ،حتى أستطاع فتحه ليجد هبة فاقدة للوعى مفترشة بجسدها الهزيل لأرضية الحمام ،جثا على ركبتيه وهو يحاول أن يفيقها ،وهو يضرب بخفة على وجنتيها :_

_ هبة ،هبة فوقى ،أنتى كويسة.!!!

كانت عينيها نصف مغلقتين وهى تسعل وقد بدأت فى أخذ أنفاسها حين تسرب البخار إلى الخارج ،لكنها لم تقوى على الرد ،فحملها بين ذراعيه ليضعها على السرير وهو يغطيها بأحدى الأغطية القديمة ،محضرا لها كوبا من المياه ،وواضعا رأسها على وسادة قطنية مريحة ،كبس على زر الإضاءة ليترك لها المجال للراحة

ومع سدول الظلام لستائره توافدت الحشود بشكل أكبر ، وعلت الزغاريد أرجاء المنزل ،وتوقفت عجلات أحدى سيارات الجيب أمام بيت كبير عائلة الشرقاوى لتنزل منه رانيا وزيزي وتسنيم بفساتينهم البسيطة اللائقة بمكان كهذا ،صعدوا إلى هبة والتى كانت تضع لمساتها الأخيرة على فستان عرسها والنساء فى جلسة لوحدهن يصفقن ويغنين أغانى من تراث الشعبى الصعيدى ،لمحت هبة رفيقاتها فى المرأة وهم يدخلن غرفتها فقالت بعتاب:_

أسرار الحب بقلم أميرة السمدونى كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن