فى منزل حسام السنهورى
كانت الأجواء هادئة ورمانسية للغاية ،فقد أطفأت جميع أنوار المنزل للحصول على الراحة النفسية وكذلك لمشاهدة كرتون رابنزبول المدهش للتخفيف عن هبة وعنه هو الأخر من مشاغل الحياة وضغوط الدراسة،أسند حسام ظهره إلى مسند مرتبط بمقدمة سريره وهبة إلى جواره يأكلان سويا من التسالى من الفول السودانى والفشار واللب وغيرها ،وهما ينظران لشاشة العرض بشغف وطفولية أراد حسام تعويض زوجته عنها ، حتى أتى فاصل إعلانى ،فقال حسام وهو يمد يديه فى وعاء الفشار الواسع الشهى :_
_ تعرفى إنك فيكى شبه من رابنزبول..؟
تسائلت هبة بعبائتها المنزلية وهى تأزز اللب :_
_ إزاى يعنى..؟
رد حسام بغموض :_
_ يعنى إنطوائية وغامضة ودايما حابسة نفسك جوه دايرة معينة
علقت هبة وهى تتقدم بظهرها للأمام بيأس :_
_ مش يمكن لأن العالم بره قاسي جدا ،والناس حقودة وأنانية وشريرة ولما بيلاقوا أصغر شعاع من الشمس بيلمع لازم يتطفى(جملة شهيرة بالكرتون المشهور)
رمقها حسام بود ونشوة قبل أن يعقب بحكمة :_
_ العالم من غير إختلاط وصداقات وعلاقات وصدمات ميبقاش عالم يبقى ظلام بيبلع أى حاجة حلوة
مطت هبة شفتيها بحزن متذكرة والدها وطفولتها التعيسة:_
_ أهى الصدمات دى هى ال بتخلينا طول الوقت مش حاسين بالأمان تجاه حد ودايما معالمنا تائهة،ثم واصلت بنبرة صوت واهنة يشوبها الإنكسار لأنك مبتبقاش متوقع أن أقرب الناس ليك ممكن يأذوك .
ضيق حسام عينيه فى مكر وقد فهم ما تفكر به فقال :_
_ مممم ،بس رابنزبول رغم أن الساحرة ال ربتها فهمتها انها والدتها وانقبلت عليها بعدين وكانت عاوزة تقص شعرها ال بيلمع ،إلا أن ربنا عوضها بيوجين .
إبتسمت هبة قبل أن تسأل فى خبث :_
_ تقصد أنك يوجينى...؟
وجه بصره صوبها وهو يقبض على كفيها الباردين :_
_ شايفة أيه ..؟
تنحنحت وهى تهم بالنهوض :_
_ أحم حقوم أصحى ماما تصلى القيام
أبقاها بقبضة يديه السمراء القاسية وهو يقربها إليه بحنان ، تقترب أنفاسهم فيه بقوة ،حتى أردفت فى إستفسار لذيذ وهى تنظر فى عمق عينيه بحب:
_ بتعمل أيه يا مجنون ..؟
ضمها إليه بحنان وهو يسحب الغطاء فوقهما قائلا بنشوة وإثارة:_
أنت تقرأ
أسرار الحب بقلم أميرة السمدونى كاملة
Romanceيمكنكم متابعة أعمال الكاتبة على صفحة روايات بقلم أميرة السمدونى على فيس بوك