الفصل ال 12

4.3K 121 1
                                    

رفعت يديها لتصفعه لكن قطع دخول إياد المفاجأ ردة فعلها حيث كان يبحث عنها منذ خروجها من السجن ،فأتصل بتسنيم ووقعت كعادتها بالحديث فأخبرته عن مكان صديقتها وهى تضرب بيديها وجهها فى لوم ،دخل عليهما إياد بشكل مفاجأ إلتفتت له رانيا فكانت الأزار الأمامية مفتوحة ولم تكن هناك سرعة للرد منها حيث حدثت الأشياء بسرعة ،طالعها إياد بزيه الرسمى بإشمئزاز وإحتقار نادما على إطاعته لوالدته وإعطائه فرصة لها ،فركضت نحوه قائلة :_

_ أستنــــــــــــــــــــــــــى حفهمك

عرقلها معتز وهو يقول بصوت خبيث وعال مسموع:_

_ يلا رانيا عشان نكمل إجتماعنا المغلق يا قلبى

ضربت رانيا بقدمها فى الأرض بغيظ مشتهية الفتك به فصاحت "جك ضربة فى قلبك ربنا ياخدك" وذهبت اللحاق بإياد الغاضب بسرعة قبل مغادرته وتوضيح الأمور له ،فنزلت على السلم الخلفى بالشركة المطل على ساحة السيارات الدائرية ،لتلحق به وهى تلهث من شدة الركض ،ممسكة بطرف جيبتها كى لا تعثرها ،بينما كان إياد فى أوج غضبه لا يود أن يراها إلى أخر عمره ،أستوقفته كلماتها المتقطعة المنهكة وهى تنادى عليه :_

_ إياد أستنى أستنى .

لم يمنحها إهتماما فغرس مفاتيح السيارة فى الباب بعينين مسهمتين متشحتين بالغيوم ،بينما خبطت هى بكفها النحيل لتمنعه من الدخول قائلة وهى تلتقط أنفاسها :_

_ إياد أنا مظلومة ، معتز ساومنى وخلانى مضيتــ

قاطعها وهو يدفعها بعيدا عنه بقسوة ليدلف لسيارته :_

_ لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين يا رانيا ،لو صدقتك مرة مش

حصدقك التانية ،أبعدى عن طريقى

خطت صوبه بخفة وهى تقسم له ببرائتها وبإبتزاز معتز لها لكن دون جدوى ، فقال إياد بإبتسامة تحمل المرارة:_

_ وعشان أنتى بريئة رجعتى له تانى برجلك ..!!، عارفة ليه ..؟

حركت يديها لتلجم لسانه وهى تهز رأسها برجاء لكى لا يسمعها كلمات تجرحها ،لكنه واصل بغلاظة :_

_ عشان أنتى رخيصة ،لو كان أغتصبك والفيلم الهندى ال حكتهولى ده ،مكنش زمانك رجعتى له أبدا ،لكن الظاهر أنك حبيتى الموضوع .

كانت رانيا تخلق له الأعذار ،فإن كان أهلها لم يثقوا بها فما بالها بشاب غريب، فهمست من بين عبراتها برجاء:_

_ إياد أدينى فرصة ،أرجوك أرجوك أنا محتجالك أوى كل الناس أتخلوا عنى بلاش تكون زيهم .

هز رأسه فى أسف معقبا وهو يدلف للسيارة :_

_ للأسف يا رانيا الثقة زى عود الكبريت هى مرة واحدة وبس ..!!

قلصت من المسافة بينهما وهى تركض نحوه حتى لا يغادر تاركا إياها لهمومها تريد أن تتعلق ولو بقشة واحدة ،وإن تشعر بالإهتمام فى وقت ظنت نفسها فيه أخر سكان هذا الكوكب ، وأثناء ركضها تعثرت بتلك الجيبة الطويلة الواسعة حتى إنكفئت على وجهها ،هبط إياد بسرعة من سيارته مرتكزا على ركبتيه وهو يضمها إلى صدره فى خوف ،يداعب شعيراتها المتناثرة وهو يقبل جبينها الأملس ،حتى قالت من بين الهالات السوداء ومن بين تلك السحب الممطرة طوال الوقت بلهجة منكسرة:_

أسرار الحب بقلم أميرة السمدونى كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن