حسناء VS عمار

1.7K 29 0
                                    

خرجت حسناء من غرفتها تقاوم النوم , تفرك عينيها محاولة التغلب عليه , يبدو أنها سَهرت حتي طلوع الشمس .

رأتها أختها التوأم نغم فقالت محاولة مضايقتها:

_ وأخيراً استيقظت الأميرة المدللة التي ينتظرها الجميع, أتحبِ أن أحضر لكِ الفطور في فراشك أم تتناولينه في شرفة غرفتك مستمتعة بمنظر غروب الشمس الرائع ؟!

_ لا يا نغم , أحب أن أتناول فطوري هادئة , دون أن أسمع ضجيج صوتك , وأتمني أن تقدري أنني أختك الأكبر وتتحدثين معي بأسلوب أفضل من ذلك .

_  امممم ألم تَمِلي من تلك الكلمة ؟! أنتِ لستِ أختي الأكبر اننا توأمان والفارق بيننا في العمر ثواني قليلة .

قاطعتهم أمهم راغبة في انهاء ذلك الجدل قائلة :
_ كِفو عن هذا الهراء , وأخبروني من منكن ستقضي هذه  العطلة مع جدتها ؟!.

نظرت حسناء الي نغم باطمئنان لأننها تعلم أن أختها هي التي تحب دائماً أن تذهب الى جدتها في الريف حيث الهدوء وراحة البال وجمال الطبيعة , وقد كانت جدتهما مسلية في أحاديثها للحد الذي يجعل نغم تعشق  زيارتها باستمرار ,وتنتظر العطلات لتقضيها معها , أما حسناء فتحب ضجيج الحياة , تستمتع بجولات المرح مع صديقاتها في المدينة , تعشق السهر والضوضاء والتكنولوجيا , ولا تستهويها هدوء الطبيعة.
قالت نغم لامها مُستاءة :
انا آسفةٌ يا أمي فلقد أخبرتك مُسبقاً بأنني استغليت العطلة والتحقتُ بإحدى المجلات لأتدرب فيها علي العمل بالصحافة, ولذلك لن أستطع الذهاب.
وهنا أَسرعت حسناء قائلة:
_ وأنا لن أذهب . فلدي جدول مخطط للخروج مع صديقاتي, ولا أستطيع أن أتخلي عنه, ثم انه ليس من العدل أن أقضي عطلتي التي انتظرتها لشهور في أحضان الحشرات والحيوانات وحكايات جدتي عن بطولات جدي  في الفلاحة , والبركة التي تفتقدها في الأشياء , والخمس جنيهات التي كانت تشتري أبعديه , و
قاطعتها الأم متجاهلة ما قالته:
_ ستذهب حسناء وقُضي الأمر .
وفي اليوم التالي كانت حسناء مُتأففة ترتب حقيبتها, وقد كان معروفاً عنها أناقتها الدائمة وحبها لمظهرها والرغبة في التألق المستمر , لذلك وضعت بها أكثر بكثير مما تحتاجه لتقضي أسبوع بالريف.

ما ان وصلت حسناء حتي قابلتها خالتها سارة وهي امرأة تعدى عمرها الخمس وثلاثون بقليل تمتلك دكان صغير أسفل المنزل لبيع البقوليات والحبوب وبعض الحلوى البسيطة للصغار وقليل من الأشياء ويساعدها في تمضية الوقت , فهي من لا يعرفها وبمجرد التحدث اليها يشعر بأنها جافة ومعقدة حيث أنها لا تجيد معاملة الناس ولا الحديث معهم , وربما لهذا السبب لم يتقدم أحد لِخُطبتها حتي الآن , ولكن من يعرفها عن قرب يعلم أنها تمتاز بطيبة قلبها وحبها للحياة وينقصها فقط حُسن التعبير عما بداخلها .
_ أيعقل هذا , حسناء الجميلة في ريفنا المتواضع؟!
_ اشتقت اليكِ وللسانك الطويل يا خالتي العزيزة.
_ لساني الطويل ؟! سأريكِ طول هذا اللسان ليلاً .
دخلت حسناء الى المنزل حيث حضن جدتها وحنانها , وقضت يومها تتبادل الاحاديث معها عن أحوال أمها وأبيها وشجارهما المستمر , وكيف يؤثر ذلك سلباً عليها هي وأختها نغم .
وسرعان ما شَعُرت جدتها بالنعاس وغلبها النوم واستلقت علي فراشها مستسلمة للأحلام.
أما حسناء فلم تجد غير سارة ونيس لليلتها , فهمت تلحقها قبل أن تدخل في نوم عميق .
_ لا أعلم يا خالتي كيف تنامو في مثل هذا الوقت , فالساعة لم تتعدا العاشرة مساءً ؟ّ!
استدارت اليها وهي تتثاءب قائلة :
_اتركيني يا حسناء فأنا استيقظ باكراً لأفتح دُكاني , لأن زبائني يعتمدون عليا في شراء أغراضهم اليومية .

حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن