ابتسم عمار ظناً منه أنها تمزح :
بإمكاني تصديق أي شيء , إلا أن حسناء تترك لكِ زكيبة الأموال هذه , فأنا أعلمها جيدا .
غضبت نغم من طريقته المليئة بالتقليل والسخرية , فهما برغم صفاتهما السيئة سيبقان جزء ثابت من عائلتها :
_ ان حسناء لم تتركه لي , فلقد تزوجت شخص آخر اختاره قلبها , وللعلم هو فقير للغاية , ولكنها تحبه , أما حسان فهو ليس زكيبة أموال , انه رجل يعمل بجد ويتعب كثيرا ليكون عنده هذه الزكيبة , ثم انه ابن عمي ودمي من دمه , وزوجي حالياً وكل هذا سيجعلني أتصدى بقوة لأي شخص يحاول اهانته أو التقليل منه ولو بمجرد التلميح .
_ نغم , لماذا كل هذا الانفعال ؟!
أنا لم أقصد أي إهانة لأي شخص , ثم أنني ما زلت لا أفهم , كلمة زوجي هذه التي ترددينها !
_ هذه حقيقة يا عمار , ان حسان زوجي ولقد تم عقد قراننا أمس , وأنا أعي أن عدم استيعابك لما أقوله , هو من جعلك تتفوه بكلمات لم ترضيني , وان أردت المزيد من الفهم فأنا أفضل أن تعرف الحكاية كاملة من أحد غيري , ولكني فقط أحببت أن أضع النقاط على الحروف .
_ نغم , مهما حدث فرأيي فيكِ لن يتغير , كنتِ وستبقي في نظري من أنقى خلق الله على الأرض .
_ شكرا جزيلا يا عمار وتأكد اني سأظل أتمنى لك الخير دوماً .
استأذنت نغم منه , وذهبت لترى سارة والتحضيرات الأولية لتنفيذ المشروع .
_ ما كل هذا الجمال يا خالتي , لقد ازدادت الحديقة جمالا بهذه الألعاب .
_ هذا حقيقي يا نغم , وأتوقع أنها ستتجمل أكثر بحضور الأطفال , هل رأيتِ عمار ؟.
_ نعم كان بالخارج .
_ وأين هو ؟
فمازال لدينا الكثير من العمل .
_ لا أعلم , ربما غادر .
لمحت سارة الخاتم بإصبع نغم فقالت متعجبة :
_ ما هذا الخاتم ؟
_ هذا ما أتيت لأخبركِ عنه يا خالتي .
قصت نغم على سارة كل ما حدث من لحظة هروب حسناء ورسالة زواجها , الى اللحظة التي وافقت فيها على عقد قرانها من حسان منعاً لفضح أسرتها .
_ مجنونة أنتِ يا نغم حتى تفعلين بنفسك ذلك , فحسان لن يطلقك وحتى ان افترضنا انه سيوفي بوعده , لماذا تحملين أنتِ على عاتقك لقب مطلقة وهي تنعم بحياتها مع هذا الذي اختارته وستنفق عليه أموال سرقتها من غيره .
_ لا أدري ولكن شيئا بداخلي يحرك ثقتي تجاه حسان , ولقد اعتبرت حسناء قدري ولن أتخلى عنها , حتى وان بقيت وحدي أعيش على أطلالها وأتتبع أثار قدميها .
أنت تقرأ
حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )
Abenteuerحسناء زان الخالق صنعتها ، فآتاها حبيب ولهان ، قدم لها الورد مهرآ فسقتها الغدر بإحكام خضعت لثري أطعمها القسوة والوحدة والحرمان ، ندمت حسناء على رجل لم تأخذ منه سوى الخزلان ، وعادت تطمع في الحب مع ذئب لاعب بالألوان ، وقالت يا أبتي اتركن معه ، فهو لي...