" نغم أخبريهم بأني لن آتي , فلن يقبل المأذون بأن يعقد قران فتاة متزوجة , أنا تزوجت وسأعيش مع زوجي الذي اختاره قلبي , واعتذري لحسان فلقد اقترضت منه مبلغ كبير وسيعيده له زوجي عندما يصبح غنياً مثله "
كلمات كجمرة من نار , جعلت نغم ترتعد من الصدمة , غير مصدقة ما تقرأه , تتمنى لو أنها بكابوس وستفيق منه لتجد أختها بجانبها .
_ يا نغم , مادامت لم تجب اطلبيها مرة أخرى , فلقد تأخرت كثيرا , والمأذون بالخارج ينتظرها .
لم تتفوه نغم بكلمة , وقفت صامتة تنظر تارة لأبيها , وتارة لأمها , تشفق عليهما مما قادم .
_ ما بكِ يا ابنتي ؟! , هاتفي أختك لتأتي سريعاً .
_ لن تأتي يا أمي .
انفعل الأب وارتفع صوته :
_ ماذا تقولين ؟!
_ نغم لن تأتي , فلقد وصلتني منها هذه الرسالة .
ثم أعطت ابيها الهاتف , والذي قرأ الرسالة بصوت مسموع وعلى وجهه ألف علامة استفهام , تذكر حينها أخطائه كلها , مرت أمامه في لحظة , كل سيئاته وسوء معاملته لهم على مدار اكثر من عشرين عاما , وأيقن بأنه المسؤول الوحيد عن ضياع ابنته , شعور ينتابه بأن هذا عقاب الله له في الدنيا , وسيقتصه في ضياع حسناء بهروبها مع رجل غريب , ولكن عزائه الوحيد هو كلمة حسناء بأنها تزوجت , وهذا أقل الضرر , فجلس شارداً , ليس له حول ولا قوة , ولا يعرف كيف سيواجه حسان والمدعوين .
لاحظ حسان اختفائهم من حوله , فاتجه الى الداخل يبحث عنهم , فوجد الأم باكية بحرقة , ونغم تضع وجهها في الأرض ويدها على رأسها كالمهمومة :
_ عمي _ لقد تأخرت حسناء , وما بكِ يا أمي باكية , ماذا حدث ؟!.
نظر اليه الأب ودموعه حبيسة , ولم يقدر على مواجهته بلسانه فأعطى له الهاتف ليقرأ الرسالة بنفسه .
عندما انتهى حسان من قراءة الرسالة , أصابه الجنون وأطلق عليها وابل من الشتائم :
_ سأقتلها يا عمي , وليس من أجل ما فعلته معي , ولكن لأثأر لشرف عائلتنا , فلقد جعلتنا ننكس رؤوسنا , بماذا أخرج وأخبر الناس , أقول لهم هربت العروس مع رجل ليس لها صلة به .
_ لا تنسى يا حسان أنها تزوجته .
_ حسنا يا عمي , سأخرج للناس وأخبرهم بأن العروس ابنة عمي المحترمة , تزوجت غيري ولذلك نحن شاكرين وجودهم , وسنرسل لهم ندعهم مرة أخرى عندما نجد عروس أخرى , أترى أن هذا الحل ؟!
_ لم يستطع الأب أن يترك دموعه حبيسة أكثر من ذلك , فأطلق سراحهم متألماً في أصدق مشهد يوصف قهر الرجال .
اتجه حسان الى نغم , وجلس على ركبتيه أمامها وأخذ يتوسل اليها :
_ أرجوكِ يا نغم , انقذي الموقف , اعلم بأن ليس لكِ ذنب في هذا ولكن جميعنا ليس لدينا ذنب غير صلتنا بحسناء , أتوسل اليكِ بكل كلمات الضعف في لغات العالم , ارحمينا من ألسنة الناس , هيا لنتمم الزواج وأعدك أن يكون زواج على ورق فقط , لن ينتقل الى مرحلة أخرى الا اذ أذنتي أنتِ , وسأطلقك في الوقت الذي تريدينه .
أنت تقرأ
حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )
Aventuraحسناء زان الخالق صنعتها ، فآتاها حبيب ولهان ، قدم لها الورد مهرآ فسقتها الغدر بإحكام خضعت لثري أطعمها القسوة والوحدة والحرمان ، ندمت حسناء على رجل لم تأخذ منه سوى الخزلان ، وعادت تطمع في الحب مع ذئب لاعب بالألوان ، وقالت يا أبتي اتركن معه ، فهو لي...