غدر

1K 19 1
                                    


ذهبت حسناء لأول البستان وأخذت تفتش على الأرض وتطيل النظر ولكن دون جدوى , فالرؤية غير واضحة , وأثناء انهماكها بالبحث وجدت يد تسحبها بقوة , ظلت تصرخ وتقاوم , ولكن من سيسمعها أثناء كل هذا الصخب والضوضاء في العرس .

لم تستطع المقاومة حتى سمعت صوت باب يغلق , وعندما انتبهت وجدت نفسها في غرفة مغلقة وأمامها عمار وبصحبته الكلب الذي كان يطاردها أول مرة .

تزايدت سرعة ضربات قلبها وظهر عليها الخوف والتوتر وحاولت الابتعاد عنهم قدر المستطاع , فوقفت في ركن آخر الغرفة واسندت ظهرها الى الحائط وقالت متلعثمة :

_ ماذا تريد مني ؟

فاقترب منها ومعه الكلب , وسألها ببرود ؟

_ خائفة ؟

_ افتح الباب واتركني أخرج والا صرخت واجتمع الناس , وحينها ستكون في موقف لا تحسد عليه .

قال عمار غير مباليا لتهديدها :

_ اصرخي , ولكن لسوء حظي فصوت ضجيج العرس سيغلب صوتك , ليتهم يسمعون صراخك ويأتون ليكونوا شواهد علي ما سأفعله بكِ , ليت الجميع يحضر عرس تأديبك .

نظر اليه حسناء بتضجر وتنهدت قائلة :

_ ماذا تريد الأن ؟

_ سأقص عليكِ حكاية حدثت لي منذ أيام , بينما كنت ماراّ أمام هذا البستان , قاصد منزل الخال صابر , سمعت صوت صراخ أنثي تستغيث , أسرعت اليها دون أن أعرفها , كان هدفي الوحيد أن أساعدها , وجدتها هاوية على الأرض ويتبعها هذا الكلب يريد مهاجمتها , أبعدته عنها , ومددت لها يدي بالعون حتى تستطيع النهوض , وعندما اطمأنت ووقفت على قدمها ثابتة قوية , ردت الي الخير بالإساءة , لم تكلف خاطرها وتشكرني , بل والأدهى من ذلك أنها قامت بتوبيخي واهانتي , يومها يا آنسة حسناء ذهبت الى منزلي غاضب , لم استطع النوم , نيران حسرتي كادت أن تحرقني , تمنيت لو أنني ما كنت مررت من أمام البستان , بل والأصعب اني تمنيت لو كان قلبي حجراً وسمعت استغاثتك ولم أكترث بها ومضيت في طريقي دون أن أساعدك , وبينما أنا محاط بكل ذلك الندم , تخيلت أن هذا الموقف يعاد من جديد , حتي أفعل ما كان يجب علي فعله , فأخذ بثأري وأرتاح , وعندما حل الصباح كنت قد وصلت للقرار المناسب,

لماذا لا أصنع أنا الموقف مرة أخرى بنفسي ؟ّ! وأثأر لكرامتي ؟

فرتبت ونفذت , وها أنتِ في البستان بغرفة مغلقة بدلاً من أن تكوني متعثرة في فستانك وهاوية على الأرض , وها هو الكلب الوفي الذي سيهاجمك , وهذا أنا سأكون ذاهب للعرس من أمام هذه الغرفة في البستان , سأسمع صيحاتك وصراخك واستغاثتك ولكني هذه المرة لن أستجيب .

حدقت به حسناء وعينها مليئة برعب ممزوج بالاشمئزاز ثم بصقت في وجهه .

يبدو أنه لم يكن يتوقع رد فعلها هذا , مما جعله يصمت لحظات ثم أكمل حديثه دون أن يرد على ما فعلته :

حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن