ثم تركته وغادرت تنتظره في السيارة , أما عمار فقد كان مصدوم من رد فعلها بالإضافة الى الاحراج الذي يشعر به أمام جميع من رأى الموقف , اعتذر للمرضة ثم لحق بها , ولم يتحدثا طوال الطريق حتي وقفت السيارة أمام منزلها , وقبل أن تتركه وتدخل المنزل , كسر عمار حاجز الصمت قائلا بعنف :
_ ما هذا الذي فعلتيه أمام الممرضة ؟
لم تكترث حسناء بكلامه وحاولت أن تتركه وتنزل من السيارة , فأغلق عمار الأبواب , وازداد انفعاله :
_ كل هذا من أجل أن هديتي لم تعجبك , أكنتي تريدين فستانا , قطعة مجوهرات , أم تاجا ملكيا يليق بجمال الحسناء ؟!
ثم أخرج بطاقته البنكية من حافظته , وأمسك حقيبتها ووضعها بها قائلا :
خذي , اشتري ما تريدين , ما يكفيكِ , ما يعجبكِ وما يجعلكِ تنامين الليل راضية , ولكن اياكِ أن يعلو صوتك مرة أخرى , فهذه المرة سأكتفي بسحب السيارة منكِ ولكن في المرة القادة لن يكفيني أن أقتص لسانك هذا , وللتأكيد لن تعود اليكِ السيارة حتي تعتذرين عما بدر منكِ وتعترفين بخطئك, فأنا عندما أخطأت بحقك وكنا بمفردنا أتيت واعتذرت لكِ أمام الجميع .
تغيرت ملامح حسناء , فهي بالطبع لا تريد خسارة السيارة , مما جعلها تحاول تحسين موقفها :
_ عمار أنت من استفزني , أوهمتني أن الهدية ستجعلني أطير فرحا , وأنا لا أنكر أنها رائعة ولكن ليست لمثل هذه المناسبة , فهناك فن وذوق لاختيار الهدايا .
فازداد غضبه منها وقال ساخرا :
نعم أنا ليس لدي ذوق ولكن أنتِ تبارك الله تتمتعين بذوق عالي ,
لدرجة أنكِ شكرتنني على الهدية حتى وان لم تعجبك , وأظهرتِ لي عدم اعجابك بالهدية برقي وأدب , ثم احترمتِ المكان الممتلئ بالمرضى وأخفضتِ صوتك مراعاة لآلامهم , ثم تعاملتِ بذوق رائع أمام الممرضة , يبدو أنني فعلا افتقد هذا الذي تقولين عنه ذوق .
لم يحتمل عمار وجودها اكثر من ذلك , ففتح لها اللوكر وطلب منها النزول .
وبعد قليل كانت تتحدث عبر الهاتف مع صديقتها مروة :
_ألم تستطيعي التحكم في غضبك يا حسناء ؟ , فلم يتبقى سوى حصص قليلة وتجتازي اختبارات القيادة وعندها كنا سنستمتع كثيرا بالسيارة , أما الآن فلقد تلاشى كل ما خططنا له .
_ لا تقلقين , ان كان على الاعتذار , فسأعتذر له وأسكب رقتي عليه ولن يقاوم سحري , الأهم من ذلك هو أن تأتين الآن فلدينا الكثير من الأغراض نود شرائها قبل أن نعيد له بطاقته البنكية , لابد وأن نستغل الفرصة .
وبالفعل ذهبت حسناء بصحبة مروة واشترا الكثير من الأغراض الثمينة وعادت حسناء الى المنزل سعيدة ونامت دون أن تكترث بعدم اتصال عمار بها طول اليوم .

أنت تقرأ
حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )
Adventureحسناء زان الخالق صنعتها ، فآتاها حبيب ولهان ، قدم لها الورد مهرآ فسقتها الغدر بإحكام خضعت لثري أطعمها القسوة والوحدة والحرمان ، ندمت حسناء على رجل لم تأخذ منه سوى الخزلان ، وعادت تطمع في الحب مع ذئب لاعب بالألوان ، وقالت يا أبتي اتركن معه ، فهو لي...