حسان

356 15 3
                                    


لم يستوعب عمار ما تقوله سارة , حاول أن يفهم منها , لكنها لم تعطي له الفرصة , صدمته بكلماتها وأغلقت الهاتف فأصبحت كل الأبواب مغلقة أمامه , حاول الوصول لأي دليل يثبت كذب سارة , فبحث عن رقم الاتصال الخاص بالفندق وتواصل معهم , لينهي الاتصال وهو ملئ بطعنات الخيانة , تأكد منهم أن حبيبته اليوم ستسقيه الغدر في كأس مليء بالقسوة والمرار , سترقص حسنائه فرحاً على لحن أوجاعه , لم يكن بيده شيء يفعله سوى الانتظار ,مر عليه الوقت كأنه سنوات عجاف , وفي طريق العودة لم ينطق قلبه الا كلمة واحدة ... لماذا ؟

ما ان وضع قدمه في المدينة , حتى ذهب الى الفندق , رآها من بعيد وكأنه يشاهدها لأول مرة , لم تكن حسناء كما أعتاد عليها , بل غطى قبح القلب على حسنها , ترتدي فستاناً مكشوف وكأنه إعلان منها بالتحرر من قيد العاشق الولهان , غطت الزينة المزيفة وجهها كما اعتادت أن تغطي زيف مشاعرها , بجوارها المخدوع الثاني ببراءتها متأنق في زي ثمين ومنسق كنجوم هوليود , يهنأه الجميع ولا يعلم أنهم سيواسونه قريباً .

تلصص عمار من بين الحضور ليصل اليها , لم يكن يعرف ما سيقوله لها , وليس لديه علم بمدى قدرته بالسيطرة على انفعالاته , ولكن قلبه يقوده لخائنته وسيستجيب .

عندما وصل الى مجلس العرسان , مد يده مهنئاً ومبتسما ً لحسان والذي بدوره شكره وابتسم له , ظناً منه أنه أحد المدعوين من طرف عمه , نظر الى حسناء فوجد يداها ترتعشان ويبدو على وجهها الفزع

اقترب منها بهدوء وقال بعيون مليئة بالشر لم تعتاد حسناء أن تراها:

_ يبدو أن خائنتي خائفة .

قامت حسناء محاولة أن تصل لأبيها , ولكنه أعاق حركتها وانهال عليها بالضربات القاسية , السريعة والمتتالية الخالية من أي سيطرة , حاول حسان منعه بالقوة موجهاً له عدة لكمات ولكن عمار كان تحت تأثير مخدر غدرها , ولذلك لم يقدر حسان على ردعه , تكاتل الجميع على حسان واستطاعوا تخليص حسناء من قبضة يده بعد أن بدأ دمائها يسيل على فستانها الأنيق .

أطرحوه أرضاً , وأخذوا يكيلوا له الضربات واللكمات , حتى تدخلت ادارة الفندق خشية من المزيد من الخسائر وأبعدوهم عنه ,

وقف عمار محاولا السيطرة على آلامه , ونظر الى حسناء متوعداً :

_ أقسم لكِ بأني سأنفق آخر ما في جيبي على أذيتك .

دفعه أحد العاملين في الفندق وأخرجه الى الخارج .

ليلة كئيبة على الجميع , الكل يحتضن وسادته ويشكيها حظه .

حسناء غطت الكدمات على نقاء وجهها فمكثت في البيت لا تريد رؤية أحد .

وعمار تؤلمه الخيانة فيهرب من مواجهة الواقع بالنوم .

حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن