مكيدة

386 16 2
                                    


انصدمت نغم بما قالته حسناء وقالت متعجبة :

_ ألهذه الدرجة ؟

_ نعم , فأنا مستعدة لأن أخسر الكون كله , لأكمل حياتي مع من أحبه ويحبني .

لم تتمالك نغم نفسها بعد ما سمعته من حسناء فقالت والدموع حبيسة بعينها :

_ أنتِ لستِ أختي توأمتي , أفيقي يا حسناء , فمازالت لديكِ فرصة الرجوع , وربما تكون هذه آخر فرصة لكِ .

قررت نغم ألا تستسلم وستحاول أولاً ردعها قبل أن تقوم بتحويل الأمر على أبيها , ولذلك عزمت على أن تراقبها في الصباح لتتواجه مع أيمن وهو بصحبة حسناء .

وبالفعل في اليوم التالي , تتبعتها نغم حتى استقرت في أحد المطاعم وقصدت شاب يجلس وحيدا في آخر منضدة بالمطعم , عندما رآها استقبلها بابتسامة غير صافية , و طبع قبلة حنونة على يدها , ثم جذب لها المقعد وأجلسها بهدوء والابتسامة مازالت على وجهه , كانت جميع تصرفاته تبدو مصطنعة , وواضح تزييفها حتى للأعمى , ولكن حسناء أرادت تصديقها فأغشت عينها عن الحقيقة .

تقدمت نغم باتجاه مجلسهم ومع اندهاش حسناء وصدمتها , جذبت نغم المقعد المجاور لحسناء وجلست دون استئذان .

_ ماذا أتى بكِ الى هنا يا نغم ؟

لم تكترث نغم بسؤالها , تمعنت النظر في أيمن , شاب صغير يبدو انه بنفس عمرهما , مدخن بشراهة فرائحة سيجاره يعم المكان , يرتدي ملابس لماركات معروفة , ومع ذلك يبدو أن الرفاهية مستحدثة عليه .

وجهت نغم حديثها الى أيمن :

_ أعرفك بنفسي .. أنا نغم , توأمة حسناء , جئت اليوم لأحذرك من خطورة ما تفعله , وأذكرك بأن هذه الجميلة التي تواعدها سراً في المطاعم , وتسهر الليل تغني لها ألحان الحب وكلمات العشق , مخطوبة لرجل حي يرزق , وحسناء بالنسبة له أحد ممتلكاته , وهو لن يسمح لك بمجرد التفكير في ما يملكه , لذلك لديك فرصة أخيرة لتنجى بنفسك وبحبيبتك , هذا ان كنت فعلاً تحبها .

_ أحبها يا أستاذة نغم , ولذلك لن أتركها .

ضحكت حسناء باستهزاء :

_ أسمعتِ ما يقوله حبيبي " لن يتركني" , لذلك أرجو منكِ أن تتركينا أنتِ , فنحن كما تشاهدين في جلسة عشق متبادل

ولا نحب أن يكون هناك عزول بيننا , ثم اني أغار عليه منكِ , فكما تلاحظين هو رجل يغري أي أنثى مثلك لا تمتلك حتى اصبع حبيب .

_ لن أتعجب من أسلوبك , فلقد اعتدت عليه مؤخرا , ومع الأسف يا أختي ستندمين كثيراً , يوم لا ينفع الندم .

_ بل أنا من سيجعلكِ تندمين أولا يا نغم .

تركتهم نغم وغادرت الى بيتها يائسة , وفي الطريق استقبلت مكالمة من سارة :

حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن