فتح خزانة ملابسها وتناول أحد الشماعات المعلقة فيه , ونظر حوله فوجد غطاء لرأسها ملقى على الأريكة فأخذه , ثم اقترب منها وهو يتوعدها بأنه سيلقنها درسا في التربية , أمسك قدميها وقام بربطها بإحكام بواسطة غطاء الرأس , كل هذا ونغم تستغيث , وهو غير مبالي لصرخاتها , كان كجلاد قاسي ليست الرحمة كلمة موجودة في قاموس مشاعره , لم تتحمل نغم ما يحدث لها , فأغشى عليها من هول قسوته .
فاقت نغم فوجدت نفسها في حضن أمها :
_ سامحيني يا نغم على ضعفي , فجدتك رحمة الله عليها هي من أجبرتني على التعايش معه , لم تفتح بيتها لي يوماً , دائماً كانت تخبرني بأنها لن تستقبلني الا اذا أصبحت أرملة , ليتني أخذتكما عندما كنتما صغارا , وهربت بكما الي أي مكان آخر , كان من الأفضل أن أعمل خادمة في البيوت على أن أربيكما في هذه الظروف القاسية , حينها يجوز كنت أستطيع أن أحمي حسناء من شر نفسها الذي اكتسبته من دم أبيها , لكن بماذا ينفع الندم ؟!
هذا قدر يا ابنتي , والخسارة لا يعوضها الندم .
قضت نغم هذه الليلة في غرفتها بمفردها تتذكر ما حدث لها , ومتى تغيرت أختها لتصبح كعدوتها هكذا , قاطع تفكيرها دخول حسناء عليها :
_ نغم الضعيفة , قلبي عندك , أشفقت عليكِ مما حدث , ولكن أيضا انبهرت بتمثيلك , فلقد استطعتِ تخليص نفسك من العقاب بحيلة بارعة , ولكني أعدك أنكِ بالمرة القادمة لن تفلتين أبداً وهذه عينة مما أستطيع أنا فعله بكِ , هذا ان حاولتِ الوقوف في طريق حبي مرة أخرى .
_ مسكينة أنتِ يا حسناء , تظنين أن بإمكانك تغير الكون كله طواعية لكِ , ولكن هذا مستحيل .
وفي اليوم التالي , قررت نغم أن تحاول تخفيف الضغط الواقع عليها بعدما حدث , فذهبت الى سارة لتمضية بعض الوقت معها .
وجدتها في الدكان تباشر عملها فجلست بجوارها وتبادلا الأحاديث , وأثناء ذلك قاطعهما عمار بوجوده .
_ حمدا لله على سلامتك يا عمار , اشتقنا اليك .
_ وانا اشتقت اليكم كثيرا يا سارة , كيف حالك يا نغم .
_ بخير يا عمار وسعيدة لعودتك والتغيير الظاهر عليك .
_ أشكرك يا نغم .
ثم وجه حديثه الى سارة :
_ سارة أريد التحدث معكِ بموضوع هام , ولحسن حظي أن نغم هنا لتساعدني في اقناعك .
_ ؟؟
_ ألم يحن الوقت لتستغني عن هذا الدكان , ان البلدة تطورت كثيرا , وامتلأت بالمحلات الكبيرة , ولم يعد الكثيرون بحاجة اليه الآن , ثم انه مرهق كثيرا عليكِ وبالمقابل غير مسلي , ولذلك أقترح عليكِ أن أساعدك في فتح مركز صغير للأطفال لتعليمهم والترفيه عنهم , فالقرية كلها خالية من هذه المراكز , ويضطر الأهالي لإرسال أطفالهم الى القرى المجاورة , وأرى انكِ من الممكن ان تستغلين جزء من البيت لهذا الغرض , فحديقة منزلك ستساعد كثيرا على انجاح المشروع , وسوف تستعيني بمن لهم خبرة في هذا المجال , وتكونين أنتِ مشرفة عليهم , وسأمول أنا هذا المشروع من أجلك وادفعي لي عندما يحقق ربح .
أنت تقرأ
حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )
Maceraحسناء زان الخالق صنعتها ، فآتاها حبيب ولهان ، قدم لها الورد مهرآ فسقتها الغدر بإحكام خضعت لثري أطعمها القسوة والوحدة والحرمان ، ندمت حسناء على رجل لم تأخذ منه سوى الخزلان ، وعادت تطمع في الحب مع ذئب لاعب بالألوان ، وقالت يا أبتي اتركن معه ، فهو لي...