ذهبت حسناء الى سارة غاضبة للغاية للدرجة التي وصلت بها ان تتحدث مع نفسها :
_ الحقير يتهمني بالغباء والفشل , أليس لديه مرآة ينظر فيها , انه يشبه المتسولين .حدقت سارة بها متعجبة , غير فاهمة لما تقوله حسناء :
_ من قال انكِ فاشلة وغبية ؟!!
_ هذا عديم الذوق والفهم والتربية , الذي سبق واخبرتك عنه .
_ قال عنكِ هذا ؟!
_ وأكثر يا خالتي .
_ لا لقد تعدى حدوده كثيرا , ويجب أن أوقفه , أين هو ؟
_ يجلس مع جدتي , بل والأدهى انها تطلب مني أن أعتذر له .
_ تعالي معي , سأريكِ وأنا أمسح به أتربة الرصيف , سيندم علي يوم ولادته , سيترك البلد من خجله , بل وسأجعله يقوم من نومه فزعاً مما سأفعله به , سوف يُقبل قدميكِ حتي ترضين عنه وتغفرين له .خرجت سارة اليه غاضبة وتبعتها حسناء , وحين رأته سارة ابتسمت وقالت بحماس شديد :
_ عمار _ حمداً لله على سلامتك , متي أتيت ؟! اشتقنا لك كثيراً .
_ وأنا اشتقت اليكم جميعا يا سارة , لقد وصلت منذ أيام .
هنا وسعت عين حسناء من الدهشة , غير مستوعبة ما يحدث :
_ يا خالتي _ انه هو .
_ نعم يا حسناء _ انه طبيبنا المتواضع دائماً والخدوم , عمار .
ثم أكملت حديثها وعينها مليئة بالفخر والاعجاب به :
_ ألم تعرفها يا عمار انها ....
قاطعتها حسناء محاولة لفت انتباهها :
_ أتربة الرصيف يا خالتي !
فردت الجدة نيابة عنه , وهي تجز على أسنانها من الغضب قائلة :
_ بل يعرفها انها عديمة التربية , شتمته وسكبت الماء في وجهه .نظرت سارة الى حسناء بعتاب قائلة :
_أيصح هذا يا سارة , انه في مقام خالك , فهو ابن عم والدتك أي بعاداتنا وتقاليدنا " أخيها " ومن ثم فانه " خالك "
ثم أكملت حيثها وقد بدأت نبرتها صوتها تعلو قليلاً علامة للغضب :
_ اعتذري له والا جعلت ....لم يدعها عمار تكمل الجملة فقاطعها قائلاً :
_ يكفي هذا يا سارة , فهي بالطبع لم تقصد .
ازداد غضب وتوتر حسناء , فلم تكون جاهزة لأن تتحول الأمور لصالحه , وينقلب السحر على الساحر فاندفعت علي إثر جملته قائلة :
_ يقولون أنك طبيباً , ولست محامياً لتدافع عني , ثم لا أظن اني استعنت بك لترد نيابة عن لساني .
نظرت اليها سارة بغضب ثم حاولت تلطيف الأمور , محاولة اصلاح ما تفسده حسناء :
_ أرجوك لا تزعل يا عمار , فهي نشأت على الدلع والاستهتار , ولكن أعدك اني سأخذ لك حقك وأربيها .نظر عمار الى حسناء متوعداً وعلي وجهه ابتسامة شريرة وقال :
_ أشكرك يا سارة , ولكن حقي سآخذه أنا بنفسي وبطريقتي , وربما أتولى أيضاً مسؤولية تربيتها .ازداد غيظ حسناء منه , ولم تعد تحتمل فقالت :
_ بل أظن انه من الاولى أن تتولى مسؤولية نفسك , وتنشف الماء الذي سبق وسكبته في وجهك حتى ابتل قميصك .
ثم أكملت حديثها بابتسامة خبيثة :
_ صحيح .. أهذا القميص ورثته عن جدك ؟
تبعت جملتها ضحكة ساخرة ثم تركتهم ودخلت مسرعة الى المنزل , قبل أن يرد عليها بسهم يصيبها فيعيدها الى الصفر .
![](https://img.wattpad.com/cover/148279000-288-k223111.jpg)
أنت تقرأ
حسناء ضلت الطريق ( مكتملة )
Adventureحسناء زان الخالق صنعتها ، فآتاها حبيب ولهان ، قدم لها الورد مهرآ فسقتها الغدر بإحكام خضعت لثري أطعمها القسوة والوحدة والحرمان ، ندمت حسناء على رجل لم تأخذ منه سوى الخزلان ، وعادت تطمع في الحب مع ذئب لاعب بالألوان ، وقالت يا أبتي اتركن معه ، فهو لي...