ذكريات

Part21

ياااللهي .. كافي مااتحمل.. ثكلت من الحمل والهموم.. ساعدني ياربي.. كنت اتكطع.. ومن الحركه الي صارت بيه ذاك اليوم جريت ثوبي الي لابسته من صدره وانشك.. نوب دكيت ع صدري من جهه كلبي واضرب واكول كافي اوكف اوكف لاادك خليني اموت.. ارحمني اذا ماكو رب رحمني..
رجعت استغفرت.. مسحت دموعي.. كمت غسلت وجهي ورجعت.. افتر بالبيت.. وحيده.. يمكن لو مجاي كان احسن.. اصلا بديت اتعود ع الوضع لوحدي.. من اجه فتح كل جرح بيه هلكده..
كلامه ميروح عن بالي لحظه.. اذا رجعت مراح اعوفج.. اكيد مراح ترجع.. حظي واعرفه.. عطره بقى بملابسي.. بمكاني الكنت نايمه بي..
لمسته حضنته.. الاحبج السمعتهه منه..كلهه صارت فلم سينمائي كل شوي ينعاد..
شسوي واكدر ارتاح واستقر.. يمكن اصعب ايام حياتي المريت بيها هي ايام الحرب.. الوحده تقتل... تمنيت ارجع للسجن.. تمنيت عمتي نضال يمي.. تمنيت اعرف اخبارهه واكيد هي طلعت بالعفو.. بس مااعرف ليش مفكرت توصلني..
بقيت بالبيت.. كان سامي تارس البيت مسواك.. يوم اطبخ يوم لا.. الوضع يوم عن يوم يتأزم.. كنت كاعده بالحديقه .. اسمع الجيران.. مخبوصين وهوسه.. افتهمت همه همين راح يطلعون من بيتهم خوفا من الحرب..
من سمعتهم صرت لا اني بسما ولا اني بكاع.. ع الاقل كان اسمهم ناس بصفي.. اذا صار شي اروح يمهم.. هسه وين اولي..
يوم عن يوم اسل.. حتى الحيل راح مني.. دموعي نشفت.. صار البجي بس ونين .. بلايه دموع.. كل ايامي السيئه يوميه تنعاد.. حتى ايام الطفوله الحلوة نسيتها.. بس الايام الي بيهه ذكريات توجع لا هاي ترجع تتكرر الف مره باليوم... اتذكر باخر كل ونه اصيح يمه وينج احتاجج.. اريدج يمي..
احس صار عندي موقف تجاه بابا.. صح هو راح لدار حقه.. بس مااعرف ليش صارت كل معزتي ومحبتي لامي..
مو اكول بطلت مااحبه.. لااحبه.. بس شي مكسور بداخلي.. من يوم الي عرفت بي عندي اخوه.. هذول الاخوه الي عمامي ياما وياما كالو لبابا اتزوج حتى تحيبهم.. اكيد همه وره هاي السالفه.. ذيج الايام .. ع كد الالم والحزن البيهه.. اتمنى اكطعهم واشرب من دمهم..
شكد حقدت عليهم.. اتذكر عامر واكوم اغلي غليان..اكب نار اصخن اتمني افلش وجهه وراسه.. اكيد يسرح ويمرح واني الطاح حظي بهذا كله..
اتذكره من ضربني وسكتت.. مادري شلون سكتتله..
اتمنى تندار الدنيا وارجع اخذ حقي منه.. بس اشو الدنيا مدير بس عليه.. يوميه ماخذه مني عزيز..
ذيج الايام.. كنت مااهتم.. وين انام وين اكعد شاكل ششرب.. بكل مكان اتعب انام.. اكل يوم اسوي يوم لا.. يعني شمااوصف هل ايام مااوصل ربع المعاناة بيهه..
بدت الحرب.. وصار صوت القصف.. هنا اني مو بشر صرت.. مثل الفار.. اركض منا واجي منا.. صار صوت الضرب بالليل.. وحدي..كهرباء انقطعت.. والصوت يدوي دوي.. كان صوت غريب.. بحياتي مسامعه صوت الطلق ولا الصواريخ ولا الطيارات..
البيت يهتز هز صار.. اني صرخت بكل صوتي.. اعيط كاااااافي.. ماااتحمل ياربي كاااافي.. وكعت للكاع.. سديت اذاني حيل وقرفصت نفسي.. صرت اعلي صوتي واصرخ حتى مااسمع صوت الضرب..
مقرفصه بنص الصاله ووحدي.. منا وجع الوحده ومنا خوفي ع سامي.. اسمع واكول اكيد راح بيها.. راح بهاي الضربه.. لا راح بهاي..
شوصفهه.. ليله ظلمه؟ لا بعد اتعس.. ليله سوده.. لا هم انكس بعد..
مااتمنى بشر يمر بيهه..
فقدت وعيي بيها.. من كد ماعيطت وخفت.. فقدت.. صحيت دنيا عصر.. ماكو صوت قصف. بس صوت طيارات.. طلعت للكراج.. خايفه اتقدم اكثر وتصير ضربه فوكي.. اخر شي كلت يله .. هي روح وحده.. كم مره تريد تطلع.. خليها تطلع وارتاح..
وصلت لباب الشارع.. فتحته.. شفت المنطقه والشارع مهجوم هجم.. ماكو ولا بشر البيوت اغلبهه فرغت.. ذاك من ذاك الي بقه ابيته..
رجعت للبيت.. خطر ابالي اصعد للسطح.. اشمر نفسي وارتاح.. اي احسن مما باقيه لاني ميته ولا اني عايشه..
مرت ليلتين.. ماتنعرف شنو.. نوب اكو قصف نوب لا.. وكعت جامه بغرفه ام سامي.. تفلشت من كد القصف.. بيهه متت.. احس اني التفلشت مو الجامه.. واصلا اني من زمان فلشني زماني..
لميت الكزاز.. تجرحن اديه ومااحس بوجع.. ليش.. لان الوجع البداخلي والخوف اكبر بالالاف المرات..
صرت متعوده تقريبا ع صوت القصف.. بس اول ميبدي اخاف.. بعدين يصير عادي.. صار كل همي سامي.. امشي وافتر بالبيت واصيح وينك سامي.. ادعي ربي يحفظه ويحمي.. يارب لا تحرك كلبي بي.. كافي الفقدتهم لليوم.. كمت البس قميصه مال بدله العسكريه وافتر بي... احسه موجود ويايه اذا لبستهه.. يوم ويومين انتظر وهو ماكو.. وين رحت ياسامي..
اكيد متت.. هو كالها.. يجوز ميرجع.. مو يجوز.. صارت اكيد..
لا تلفون دك ولا احد وصل... الانتظار.. الوحده.. الضياع.. كلهن التمن عليه.. ماصار اختبار من رب العباد.. احسه صار انتقام.. هوايه فكرت وتخيلت نفسي اطلع اركض بالشارع ووين مااوصل اوصل..
اموت؟ اصلا اني صرت اشتهي الموت.. هيج حياة تجبر الواحد يتمنى الموت..
صعدت للطابق الثاني.. وحده من الغرف كان شباكها للشارع..
وحده منهن مفلشه.. باوعت للشارع.. همرات الامريكان تفتر... طبعا ماكنت اعرف اسمهه همر.. بعدين عرفت من الناس..
كلت اكيد سامي راح.. لو قتلو او اخذو يمهم.. يربي شسوي.. شلون اكدر اوصلك ووين اندليك.. حتى مكانه بالضبط مااعرفه وين.. مكان حساس قريب من الرئيس وكبل..
اكيد تلفو بالحرب.. اكيد انقتل.. هيج فكري صار.. صرت مااثبت بمكان..
اذا كعدت مااطول اكثر من دقيقتين بنفس المكان نوب اغير مكاني. وهم مااثبت اكثر من دقايق واكوم.. مامستقره.. مامرتاحه...
نسيت طعم الاكل والشرب.. نسيت النوم شنو طعمه.. نسيت الكعده شلون تصير... بغداد سقطت.. وانتهى كل شي.. حتى الاسرى مال ايران رجعت يمكن وسامي مرجع.. وينك وين ارضك..
طبعا انقطعت الكهرباء ايام.. وهمزين كان اكو لايت. هذا الاستيل الصغير..واكو بطاريات هوايه.. كنت احتفظ بي بليل.. اشغله.. ابقى اضوي ع الحيطاين والصور .. امدد وابقى اضوي ع كل مكان يمي.. لحد ماانام..
بكل مره اغفى بيهه.. ادعي ع نفسي مااكعد.. بس مااطول اكثر من عشر دقايق وارجع افز.. خايفه ومرعوبه..
كنت مستعده ادفع عمري كله بس اعرف خبر عن سامي.. كان اكو دفتر تلفونات.. حاولت اكثر من مره اتصل ع مكان عمل سامي.. بس ماكو حراره بالتلفون انقطعت...
صارت الهمرات والارتال الامريكيه عادي تفوت بالشارع.. واكو ناس صارت تستقبلهم.. تنطيهم مي واكل.. طبعا كل هذا كنت اشوفه من الغرفه الفوك.. اوخر البرده شويه واباوع..
قررت اطلع اسأل.. بعد مااتحمل اكثر.. اروح للجيران اول.. بلكت سامعين شي عنه.. واذا ماكو اطلع ادور بارض الله الواسعه...
لبست .. فتحت القفل مال باب الشارع.. طلعت.. اباوع يمنه ويسرى.. وين ابدي وين اروح اسأل منو اول.. توجهت للجيران الي كبالنه.. كانو موجودين شفتهم اكثر من مره.. طلعو للامريكان ويحجون وياهم..
دكيت الباب.. محد طلع.. رحعت ادك اقوى.. سمعت صوت رجلين تمشي ... 1
مادري شصارلي من سمعت صوت احد جاي ويفتح الباب.. خفت.. كبل درت وجهي واسرعت خطواتي للبيت.. دخلت .. اخذت نفس طويل..
شدسوين ؟ وين رايحه؟
رجعت افكر بعقل.. اذا رحتي وسألتي وعرفو وحدج عايشه؟ شحيصير بيج؟ سامي واكيد مات.. راح تبقى العالم تنهش بلحمج..
ليش ... شمعنى اني من الناس.. انكتبن عليه كلهن.. موت وفراك وحزن ..
والاتعس.. ليش؟ ليش حبيتي ؟ وشجابج ع الحب؟
ظليت الوم حالي..ايام واني انتظر وماكو.. لا حس ولاخبر..
بيهه ايست كلش.. صرت افرش المصلايه.. اصلي لامواتي.. ومن ضمنهم سامي.. من اكمل اقرالهم قرآن.. كنت مقتنعه هو مات..
رحت للموت برجلك.. ليش ماعفت العراق.. وليش بقيت ..
نصبت عزا اله بيني وبين نفسي.. كل دمعه تنزل مني تحرك خدودي حرك.. مو بس خدودي احتركت... كلبي هم.. وروحي انتهت من زمان اصلا..صرت بقايا انسان..
صارت الدنيا بعيني سوده.. عايشه بس بالاسم.. اتحرك واسوي الشغل بس حتى يخلص الوقت.. لان اذا ابقى كاعده اتخبل واتهستر بالبجي.. صح ماكنت اسكت من اشتغل.. همين اظل ادندن وابجي.. بس مو مثل اذا كعدت بدون شغل.. اصير اضرب نفسي وأأذي حالي..
رحت للمطبخ.. اباوع ماكو شغل.. كله نظيف ومرتب.. كلت خل اطلع المواعين والجدوره اجلفهم.. بديت اطلع واجلف. وهنه مبيهن شي.. بس هيج يمكن لحظه خبال اجتني وسويتها..
دااغسل.. سمعت صوت الباب مال الشارع ديندفع.. انفتح .. خفت اتحرك واشوف منو.. مااحس اله سامي كبالي.. مصدكت.. غمضت وفتحت اريد اشوف خاف كمت اتخيل.. اي هو كبالي.. مو حلم ولا خيال..
تعبان.. عيونه ذبلانه وحمر.. لحيته طولانه.. باوعلي باسف ويأس..
اني مااعرف شنو صارلي.. عندي حجي هوايه اريد اكوله.