📍
لندن الساعة السابعة مسائاً.
مضت دقائق منذ ان سحبت الشمس اخر خيوطها من السماء ، دفع ايان باب المستودع وهو مغيب عن الوعي ليخرج من خلفه ليون الذي وقف يستنشق الهواء الا انه سد انفه "اين نحن ؟ ، ماهذه الرائحة ؟".
التفت اليه ايان "نحن بمستودع الجمعية الاحطياطي ، وهذه رائحة المجاري فهي لا تبعد كثيراً عن هنا".
زمج ليون غاضباً "تباً ، كيف لهم أن يختاروا مكاناً كهذا ، اسمع لنذهب الى افخم فندق ، أريد أن اننعم بالراحة".
سار ايان وتبعه ليون ، كانا يسيران بهدوء كانهما قطع من الليل ، لم ينجذب ليون الى اي من اساليب السهر الليلي المتاحه له فقد حدد هدفه فندق ليرتاح .
توقفا امام فندق ذي سبع نجوم يمتاز باطلاله على النهر وطوابق عالية ، التفت ايان اليه "سيدي ، ماذا ترى بهذا الفندق ؟".
تلفت ليون حوله "لا باس به ، على الاقل ليس بمركز شبهات".
دخل ايان ومن خلفه ليون الذي وقف امام الاستقبال وبقوى مصاصي الدماء سيطر على عقل الموظف واجبره على ادراج اسمه وبانه قد دفع مقدماً ، أخرج الموظف مفتاح جناح الشخصيات المهمه وسلمه لايان ، اختفيا من امام الموظف الذي افاق وهو لا يتذكر اي شيء عن من الذي نزل في الجناح .
استلقى ليون على السرير وهو يحاول ان يجمع شتات عقله ثم تمتم الى ايان "اذهب واحضر لي بعض الطعام بقدر ما تستطيع".
ايان الذي كان مسيراً هبط الى الملهى التابع للفندق ودعى جميع النساء في الملهى الى حفله يقيمها ثري في الجناح الخاص ، تبعه الكثر طمعاً في التعرف عليه او حتى نيل شيء من كرمه ، لكن تلك الحفله كانت جحيم فداخل مفقود والخارج مولود ، فقد خرج عليهن ليون بعينان كلون الدم ونابان تلمعان تحت ضوء البهو الخارج ، ثم انقض يشرب من اعناقهن كذئب يلهو بفرسته ، امتلئ البهو بالدم ، بعضهن غاب عن الوعي من فرط الصدمه والبعض اخذن يركضن بحثاً عن باب للهرب والقله انصعن من فرط الرغبه بالبقاء على قيد الحياة .◻◼◼◻
لندن الساعة الثانية عشر صباحاً.
دخل نيل الى المكتب على عجل وبدون اي مقدمات التقط الهاتف المعلق على الجدار ضغط الازرار ولم يطل الانتظار ليهتف "سيد روبرت هناك مشكلة فقدنا ثمانية عشر من العبيد وايان من بينهم".
عم المكتب صمت مترقب قبل أن يغلق الهاتف ويلتفت الى نوا الصبي الجالس خلف جهاز الارسال "اعلن حالة الطوارى من المستوى سي".
أومأ له والتفت الى الجهاز امامه وضع السماعات على راسة وانزل الميكروفون ثم فتح زر الارسال العام وباشر الاعلان الذي احتوى تعليمات المستوى ، من استعداد تام وأجتماع عند اقرب مركز لتلقي الامر .
اقترب عدد من الصيادين الناشئين من نيل فتحدث القائد "ماذا يجري ؟ ، هل الوضع خطير الى تلك الدرجة ؟".
"بالرغم من انكم في حالة تدريب لكن من الافضل ان تكون مستعدين ، لست ادري عن سوء الوضع كل ما اعرفه ان عدد من تابعينا من مصاصي دماء قد اختفوا" ، جر قدميه وجلس على احد الكراسي وهو في حالة تفكر "الامر المقلق حقاً اننا قد تأخر في اكتشاف ذلك ، ست ساعات كفيله في صنع مجزره ، سيكون وضعنا خطيرًا ان حصل ذلك".
"اتعتقد بان ما يحصل في جزير نصف القمر سبب ذلك ؟".
صر على اسنانه "هذا الاسوء ، قال المدير بأن لا ننحاز لهذه الفكرة الان ...." ، قطع حديثه وقد قبض على يديه بقوه قبل ان ينهض "لا نزال بعيدين عن هذا الافتراض لنعمل فقط على انها حالة هروب".
خرج من بين المجموعة التي لم تتجوز العشره فتى ذو ملامح حاده يمتلك عينان بلون صفاء السماء وشعر بني مجعد جمعه كذيل الارنب ، كان يمتلك ندباً على وجهه بجانب اذنه الايسر "سيدي ، نحن نسأل لاننا قلقين ، اجابتك لا تساعد ، حالة هرب ومنذ ست ساعات ؟! ، قل غير هذا يارجل ، أن كان الوضع اسوء من ذلك فالتخبرنا".
بدات نظرات الموافقه تسانده ، فاجابه نيل "لقد قلت منذ البدايه بأن تبقوا في حالة استعداد فنحن لا نعلم حقا ماذا يجري".
تركهم في حيرتهم وغادر ، التفت القائد الى صاحب ذيل الارنب "ماكان عليك قول ذلك يا لوركا".
"اوه ، حقاً ، هل كان علي ان اطبطب على ظهره ، لا احد يوافق على سياسة التعامل مع مصاصي الدماء كمجموعة بقائد ، وبالرغم من ذلك المدير يصر على ذلك ، وانظر ماذا سنجني من هذا الان ، لا بد انهم جهزوا الهدايا من اجل أن يقدموها لنبلاء جزيرة نصف القمر ، هل يعتقدون حقاً بان يرحب بهم ؟ ، اتمنى أن ارى رذاذهم يملئ المدينة عندما تشرق الشمس هذا اكثر ما يستحقونه".
عاد الى مكانه وقد سحب سلاحه من غمده وانهمك في تنظيفة ، توقف الجدال عند ذلك الحد فلا احد يرغب في الافصاح عن ما بدخله ولا ان ينضم الى احد الفرقتين يكفيهم انهم فقط ناشئين .◻◼◼◻
لندن الثانية عشرة وربع صباحاً .
في ساحة مقر الجمعية اجتمع عدد لا باس به من الصيادين بأنتظار التعليمات ، كان الجو هادئاً فلم يقلق الكثر بل ان البعض فكر بانتهاز الفرص والخلاص من مصاصي الدماء ، لكن دخول القائد الاعلى شحن الجو بطاقة شوم فلقد مر من امامهم وعينيه تشتعلان غضبان ومعطفه بيده ياكاد ينسى ما وظيفته ، دخل المكتب وقذف بالمعطف وهو يصرخ "نوا ، اعلان حالة حرب فوراً واستدعي الجميع بمن فيهم التابعين الى المقر الرئيسي".
لم يتجرى اي احد على أن يسأله "ماذا حصل ؟" لا من كان يجلس في المكتب ولا من لحق به ووقف خارجاً ، خلع القائد ربطة عنقه وأخرج من الدرج مسدس فضي وضعه في حزام بنطاله وهبط السلالم ليقف بالساحة بانتظار ان يجتمع الجميع حوله .
كان يعلم بأن الساحة لن تسعهم لكنها المكان الافضل لأخفى اي اثر للدم ....
مر الوقت بطئ وجتمعت الحشود وبالرغم من ذلك لم يتكلم ولم يعرف احد ماذا عليه ان يفعل هنا ، أقترب منه واتسون بعد ان تخطى الجمع "ماذا ياجري ؟".
"ليس بعد".
"لن يحتمل المكان ، البعض حقاً بالخارج".
نظر الى ساعته وصمت ، لم يكون باستطاعة واتسون اجباره على الكلام طالما انه قرر الصمت .
بلغت الساعه الواحده عندها فقط طلب الميكرفون ليقول ما لديه ، وبصوت هادي وكانه قصد به من يريد حماية البشرية "جميع مصاصي الدماء الموجودون هنا رهن الاعتقال ، اي محاولة مقاومه لكم الحق في قتلهم ، اي محاولة هرب لكم الحق في قتلهم ، والذين تغيبوا سيتم التعامل معهم كخطر ولكم الحق في قتلهم .
صراخ احدهم "ماذا تقول ؟ ماذا فع...." ، لم يكد ينهي اعتراضه الا وقد تبخر من رصاصة غادرة الصياد أبتسم بسخرية "هذا اعتراض".
دبت حرب غير متساوية القوى ، فصيادين كانت لهم الغلبه وان لم يقاتل الا ربع من اجتمع ، في حين تفرق مصاصي الدماء بين مستسلم ومقاوم فضل الموت .
هدء الوضع سريعاً ، ليسمح للقائد روبرت في تتمت كلامه "يجب علي الان ان اطلعكم على الوضع الحالي ، لكن فضلت ان نحل مجموعة مصاصي الدماء قبل ان نخوض هذه الحرب فلا اريد ان يتدخل الخونه ، لقد استلمت تقرير من مركز التحقيق حول اعتداء في فندق بجانب النهر ، عدد الضحايا خمسة عشر توفوا نتيجت استنزاف الدم ، وباقي ثلاثون يعانون من اصابات وهلوسه لكن جميعهم اجتمعوا على انهم يعانون من نقص الدم ، ان لا اصدق بالصدفه مثل هذه الجريمه تحدث في الوقت الذي يقرر فيه بعض العبيد الهرب ، سوى كان لهم يد بالامر او لا انا لا اريد ان يبقى اي مصاص دماء على هذه المدينة".
عندما نطق انطلق هتاف وتاييد لقد انتظروا هذه الفرص منذ زمن ، الانسان بطبيعة حالة يكره ان يشاركة شيء حكم الارض .