/•الباب الثاني•\

395 25 3
                                    


📍
جزيرة ضوء القمر الساعة الحادية عشر صباحاً .
كان القصر يخيم عليه الهدوء الذي يسبق فترة انتهاء العمل ، جلس السيد دراك في مكتبة يقلب رسائل قديمة في صندوق امامه قبل ان يتنهد ويسمح بدخول الطارق ، دخل الى المكتب التابعين والطفلة بينهم ، نهض السيد دراك مسرعًا ليجلس على ركبتيه امامها، كشف العباية عن راسها ، كانت تمتلك شعراً يميل الى الحمره وعينين سودوتان ووجه ابيض كالحليب ، ظل يحملق فيها ثم رفع بصره الى التابعين "اين ليون ؟ اليس من المفترض ان يجلبها".
أجابة احدهم "دعاه السيد ريو لحديث سريع ، سوف يلحق بنا بعد قليل".
"اذا تستطيعان الذهاب لتسترحا".
ادخلها الى المكتب وأجلسها على الكرسي امامه ثم عاد الى كرسيه ليجلس ويتصل بمعاونه "أجلب لي فريقاً طبياً فوراً".
أغلق الخط ثم التفت اليها بأبتسامة "لا تقلقي انت هنا بامان".
أخفضت الطفلة راسها ، فأردف "هل أنت حقاً أبنة هانا ايفا ، اذا كنتي هي فاجيبيني ولو بهز راسة".
أستمر صمت الطفلة ، علت ملامح سوداوية على وجه السيد دراك وتمتم بصوت خافت "أنا الوحيد الذي يعلم ذلك ، والوحيد الذي يعرف من يكون هذا وذاك وبالرغم من ذلك لا أستطيع الا أن أرضى بقرارهم او ان ارغمهم".
عتدل جالساً عندما سمح للفريق الطبي بالدخول ، قدموا له التحيه قبل أن يلتف اثنين منهما على الطفله لفحصها ، لم تكون تعاني من اي كدمات او جروح الا ان غرضهم الاساسي هو اخذ عينه من دمها لفحصها ، ادخل الابره في وريد ذراعها الا انها لم تقاوم او تتألم ظلت صامته بشكل اذهل الاطباء ، أقترب الطبيب الرئيسي من السيد دراك "سيدي اعتقد بأن حالتها النفسية ليس بخير ؟".
"اعلم ذلك ، انها طفل استيقظت لتجد نفسها تشرب الدماء ماذا تعتقد عنها ؟".
"استيقظت ؟ ، اتعني بأنها لم تكون كذالك".
"لا والا فلما اطلب فريقاً طبياً لها ، لا أعلم حول قدرتها على الشفاء ولا عن عمرها الان".
التفت احدهم "بنسبة الى عمرها فهي في السابعة من عمرها ، لا تعاني من جروح او كدمات ، حالتها العامة جيده فيما عاد انها لم تخف من الابرة وهذا ليس بالطبيعي".
اسند السيد دراك ظهره على ظهر الكرسي يفكر في حل لسماح لها بالبقاء في الجزيرة الا أن رئيس الاطباء أقترب منه منحنياً "سيدي نحتاج أن نأخذ شيئاً من دمك".
كان يحمل بين يديه لوح زجاجي صغير لفحص العينات ، فما كان للسيد دراك ان يملئ قنينة أختبار من دمه حتى لا تنشاء مشكلة عصيبه بسبب دمه ، جرح طرف اصبعه ليقطر بقطرة من دمه على اللوح الذي اطبقه الطبيب بأخر لأخذة الى المختبر .
"متى اعرف النتيجة ؟".
"بعد ساعة سوف نعرف خواص دمها ونطابقها بالتي لك ، وايضا سوف نجري بعض التحاليل لنعرف ما اذا كانت تتغذاء حقاً على الدم ام ان لجسدها القدرة على التغذي على الطعام كالمتحولين".
ابتسم "هذا جيد ، زودني بالنتائج حالما تظهر".
"حسنا".
انحنوا له وغادروا المكتب تاركين السيد دراك غارقاً في البحث عن حلول لأقناع مجلس كبار مصاصي الدماء للقبول بها والبحث عن حل بعد ان طرد الجده ايزبلا من منصبها.

◽◾◾◽

لندن الساعة الثالثة بعد الظهيرة .
في مكان ما بين مقر الجمعية والجزيرة تم دفن مخطط الاخططاف كاملاً ، "لن يمر احد من هنا" "لن يفتح الباب احد" "لن يكون قادراً على أن يتوصل مع عائلته" "لن يموت وسوف ننعم أخيراً بشيئاً من الراحه من تلك العقاقير والدم الملوث" "لا اصدق بعد بأننا قد اخذناه هكذا بهذه السهوله".
كانوا يتهمسون وهم يقطعون طريقهم خارجين من المخبئ المحكم تاركين ليون مقيداً في الارض ، وقد ادخل الى فمه انبوب ليسهل عليه شرب الدم من كيس المعلق فوق راسه .
فتح عينية الا انه لم يكون يستطيع ان يرى ما حولة فقد كان الدوار في راسة شديد وعيناه يغشاها ضباب رمادي ، صر بأسنانة على الانبوب واغمض عينية في محاولة لأستعادة قوته.
جال في خاطرة ماذا حصل ؟ واين انا ؟ ، ليس وكانه قد فقد الذاكرة ، لكن الامر كان فوق مقدرته على الاستيعاب ، تمت مهاجمته من ابن عمه الذي رافقه طوال العشر سنوات الماضيه .
فتح عيناه استطاع ان يستعيد نظره ، كان السقف ابيض والجدران كذلك لم يستطع ان يرأى غيرهما ، فلقد تم ربط يديه ورجليه وعنقه ، حاول التحدث مع ادوارد الا أنه لم يشعر بأي شيء ، لا بقربه ولا صوته ، كان الامر كمن يحدث نفسه وحسب .
استسلم لفكرة أن لا امل له بالخروج الان وقرر فقط ان يجاري الامر لعله يجد مخرج ما .

◽◾◾◽

مضئ الوقت وليون مغيب عن الوقت بالخارج الى ان انبثق صوت الباب وقد فتح وتعالت اصوات تدخل منه ، وقف احدهم بجانبة وهو بنظر اليه بأبتسامة "لقد شفيت جروحك ، هذا جيد ، حقاً ان جسد مصاصي الدماء يكون اقوى كلما كان دم البشر طازجاً".
قطب حاجبيه وصرخ "من انت ؟ ، اين أنا ؟ ماذا افعل هنا ؟ ، هيا ، الان فك قيودي".
ضحك وهو يتحدث الى رفيقه "اتسمع ماذا يقول !!! ، لقد فقد عقله !!!".
وضع يده على فاه ليون "هذا الفم يجب ان يغلق".
ناوله رفيقه قطعة قماش ليربطها على فمه ، ثم ابتعد عنه وهو يتحدث "انه جاهز ، الوقت محسوب لكل شخص و سوف يقتل من لا يلتزم فنحن لسنا جمعية خيرية".
وحالما صرخ من بجانبه "الان" ، حتى انهال عليه خمسة مصاصي دماء يغرزون انيابه في جسده ليشربوا ما يرويهم قبل ان ينتهي الوقت ، انتهى الثلاث دقائق فصرخ بهم مسؤول الوقت "انتهى وقتكم الان غادروا" ، بالكاد افلتوه لولا وقوف الحارس على رواسهم بسلاح مسدس يحمل شعار جمعية الصيادين .
انقض عليه خمسه اخرين وكان الامر اشد ايلاماً من السابق بسبب تاخر انغلاق الجروح ، حالما انتهى وقتهم حتى انقض عليه خمسه أخرين ليصبح الامر وكانهم ياكلون من جثه فقط تمزق لحمه وسال دمه على الارض واصبح غارقاً فيه .
فقد ليون وعيه بسبب فقدانه الدم لكن ذلك الغياب لم يطل فقد فتح عيناه تغليان بالدم لتنغلق الجروح بشكل اسرع ، مما احدث حاله من الهيجان بينهم فدفع الكثير لقتحام الصفوف للحصول على بعض الدم الساخن .
ما حصل لم يكون بشيء يجهل المتحولين فعندما يصل بهم الوقت الى الحد الفاصل بين العقل والجنون فان جسدهم يستهلك قوته بشكل كبير ليستعيد قوته بشكل اقوى ، تلك المرحلة يعطى الحق للجمعية بقتهلم فبعدها يفقدون عقلهم .
الا أن ليون الذي تخطئ سم دم دراكولا ، لن يفقد عقله بل سيستهلك قوته ليغيب عن الوعي قبل ان يستعيد عقله مرة أخر .

~▪هيجان ▪ frenzy ▪~ مكتملهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن