" شاهر .."
وقف دون أن يتحرك وهو لا زال يعطيها ظهره وارتفعت زاوية فمه فيما يشبه ابتسامة مستهزئة .. صوتها خافت .. خافت وناعم يستفزه .. في الحقيقة هي بكل ما تتعلق تستفزه ولا يعلم لأي سبب ؟؟
استدار بملامحه الغامضة :
" أجل يا صغيرة .. "
نفخت في داخلها وهي تكاد تغلي من تلك الكلمة التي لا تفارق لسانه بحق الله لقد انهت جامعتها منذ عامين ولازال يناديها بذلك الاسم المستفز ..
تملل في وقفته الأنيقة الشامخة .. حينما أخبرته ..
" هناك قافلة طبية في إحدى المناطق الشعبية لتوعية الناس أنا أرغب بالاشتراك بها .."
لم تظهر ملامحه أي شيء بما يدور بداخله كعادته لا تستطيع ابدا قراءة ما يدور في رأسه ولكن كلمة واحده بصوت قاطع نطقها وهو يستدير :
" لا "
كلمة يتيمة جامدة كريهة مثله .. دون أسباب !! .. مشت خلفه بخطوات واسعة تلحق خطواته وهي تهتف بصوت حانق منفعل ..
" لماذا لا ؟؟؟ أنا ارغب بالاشتراك حقاً ..!! "فتح الباب وهو يستدير لها نصف استدارة يتطلع لملابسها البسيطة فستان طويل بأكمام محتشم كعادتها .. شعرها الأسود في ضفيرة طويلة مرتخية على كتفها .. بينما كل الغرق يكون ببحر عينيها الصافية ..
" وأنا أخبرتك أني غير موافق .. انتهى الأمر .."
وانتهى الأمر عند شاهر وهدان يعني لا جدال ...
انطلق بسيارته بينما هي تضرب الأرض وهي ترغد .. اللعنة علي تلك الأحكام التعسفية ..
........................................دخل إلي الشركة بهيمنة وسطوه رأس مرفوع نظرات ثاقبة لا تخلو من غموض مخيف ..
يستحق لقب - الملك الغامض - ..
" شاهر وهدان " ..
اسم اذا ذكر فعليك السمع والطاعة لست مؤهلاً لمجابهة أحد أفراد عائلة وهدان ماذا إن كان ملك عائلة وهدان الذي لا يرحم ..
جلس في مكتبه بخيلاء :
" نديم .. !! "
استدار إليه نديم وهدان الضلع الثاني من مثلث وهدان الغامض ..
نديم المعروف بأناقة جذابة في كل ما يخصه .. ملبسه .. حديثه ..
جاذبية تدعوك للاقتراب بدون خوف منه يشعرك بالأمان دوما ..
العكس تماماً من شاهر الذي تحيطه هالة من الغموض مخيفة تعزز شعورك بالخطر وتجعلك ترغب بالفرار دائما ..
" شاهر سيبدأ الاجتماع بعد نصف ساعة وداغر لم يصل بعد .."
هتف بها نديم بينما تأفف شاهر وهو يقول :
" داغر وهدان ومن يعلم ما يدور برأسه الذي لا يهدأ .. بالتأكيد في إحدى مغامراته العاصفة .. "
هتف نديم وهو يهم بالجلوس:
" لنبدأ الاجتماع بدونه .. لقد يئست من محاولة تقويمه .."
أومأ شاهر يقول بعملية :
" دارين ستبدأ العمل هنا منذ الغد ستعمل بمكتبتك وتحت تدريبك .."
ومنذ نطق اسمها والآخر غرق في واد مؤلم .. حتى هتف باعتراض :
" لماذا تحت إشرافي أنا ...!! لتعمل بمكتبك أو بمكتب داغر .. تعلم أننا لا نصفى في مكان واحد .."
هتف شاهر بصلابة:
" نديم العمل ليس له أي شأن بالعلاقات الشخصية او الخلافات التي بينكما .. دارين ابنة عمنا ومن حقها العمل بالمؤسسة وهي بارعة وذكية ستلتقط منك سريعاً .."
أخفي نديم شعوره بالغيظ والغضب ببراعة كعادته ثم استعاد واجهته الجذابة وهو يقول بتوعد بداخله :
" مرحباً بدارين بجحر وهدان ..."
أنت تقرأ
وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشق
Historical Fictionوردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشق الجزء الثانى من روايه اخبرك سراً