الحب خلق للتناقض ..
تخرج الجميلة بذرة النقاء من جوف الوحش
ويسمح لها الوحش هي وحدها بعبور الحدود ..
تقع فيسندها شامخة تحزن فيضحكها ثم تقترب بخطواتها فيحارب نفسه ويبعدها ..
يبني قلاعاً ويشيد أثقالاً حول قلبه ناحيتها تأتي بابتسامة ونظرة وهمسة فتكسر القيود وتحرر عشق بين قضبان من صنعه ..
يحارب وتحارب والنصر للأقوى .!
هل عشقها له سيفوز بكسر كل القيود وتحريره ؟؟
أم قبضته التي يلفها حولها ستفوز وينتصر الهاوي ؟؟....................................
أذنه التقطت صوت المفاتيح تجر على الأرضية !.
كشر جبينه يتنفس بعنف ...
ثم استدار مرة واحدة فاصطدم بشخص يجلس أرضاً ..
مد يديه يلمسها أغمضت عينيها تتأوه بصوت مرتفع ..
صدره يهبط وينزل بعنف ولهفة بصوته ..
" جوانة .. جوانة إنها أنتي ...!!!!!! أجبينني .. "
بكت بصوت مرتفع منهارة ..
" لم أجد مكان آخر أذهب إليه .. "
ضغط على قبضته بقوة يمنع نفسه بصعوبة من رغبة مجنونة تحثه على احتضانها صوتها كان مهزوم بطريقة لم يعتاد عليها ابداً ..
جلس على الأرض ببطء بجانبها واسند رأسه على الحائط ..
" لم تكن حادثة إذن ... ماذا حدث لكِ وأخافك لتلك الدرجة ؟؟؟؟؟؟ "
لم ترد عليه سوى بالبكاء .. ولأول مرة تخونها مشاعرها بتلك الدرجة وتنهار أمام احدهم ..
" كان بشعاً .. "
" ليلا ؟؟؟؟؟؟ .. هل لكِ علاقة بما حدث لها ؟؟ "
أغمضت عينيها بألم
" كدت أفقد ثالث صديقة بسببي .. "
استدار لصوتها منتفضاً ..
" هل كان ذلك المجنون يحتجزك أنتِ الأخرى ؟؟؟؟؟ ..
لم تجيبه تغمض عينيها بألم حينما انتفض هاتفاً بعنف يشتم بغضب ويضرب الأرض بجواره وبكائها يؤكد له صدق كلامه ..
:
" انهضي معي .. "
رفعت رأسها تنظر إلى يده الممدودة مسحت دموعها تسأله بضياع :
" إلى أين ؟؟؟؟ لا استطيع العودة لمنزلي الآن باب منزلي مكسور سأحجز أي غرفة بفندق و ... "
" هل تكفين عن تلك الثرثرة أم اعجبك الجلوس على الأرضية ..؟؟؟ "
نهضت تنظر له وقد وجدت ابتسامة من وسط كل تلك الأحزان وضعت يدها الشمال بيده الدافئة الممدودة إليها كطوق نجاة ..
" هل الأخرى ..؟؟ "
أكملت بصوت ضاحك من وسط بكائها ..
" مكسورة .. "
" فاه جوانه .. إلى أي مدى إصابتك يا فتاة .. "
مشت توزان خطواته البطيئة تسند عليه ..
" وكأن شاحنة دعستني عدة مرات .. أول مرة أشكرك لأنك لن تراني بهذا الشكل ..."
مازحها مكشراً ..
" هل أنت بشعة لتلك الدرجة ..؟؟؟ "
" فوق ما تتصور .. "
" لكن لماذا اتخيل عكس ذلك ؟؟ "
ابتسمت وقد وجدت روحها مسكن لكل آلامها ..
( إنها تحب هذا الرجل ' يحيى نصار ' الاسطورة الغامضة لقد وقعت بعشقك )" يحيى .. "
همست بها داخل المصعد وهي لا زالت تستند عليه بدلاً من العكاز ..
" إلى أين أتيت بي ؟؟؟ .. "
" ماذا هل خفتِ مني ؟؟؟ "
رفعت أنفها غير متقبله مزاحه الرديء .. اجابها بهدوء :
" عند والدتي ..."
رن الجرس وكانت هي تقف خلفه يسد المكان بجسده حينما فتحت والدته بلهفة ..
" يحيى ماذا حدث بني هل أنت بخير ؟؟؟ .."
هتفت والدته بقلق فابتسم لها مطمئنا ..
" أنا بخير أمي اهدأي .. معي ضيفة هل تستقبليها ؟؟ .."
وسع جانباً لجوانة التي كانت تنظر للأرض .. هتفت بصوت منخفض :
" مساء الخير .."
صاحت والدته وهي تضرب صدرها وقد تعرفت على جوانة ..
" ماذا أصابكِ ؟؟؟؟ يا للهول .. "
ابتلعت ريقها وهي تنظر ليحيى وكأنها تستنجد به وكأنه سمع ذلك الاستنجاد ..
" أمي هل سنقف كثيراً على الباب ؟؟؟ .. دعينا ندخل .. "
" آسفة يا ابنتي لقد هالني ما اصابك .. تفضلا .. "
شجعها يحيى بصوت حنون :
" ادخلي جوانة .. "
كانت تعرج فسارعت والدة يحيى بإسنادها ..
" على مهلك حبيبتي .. على مهلك .. "
ابتسمت لها تجلس بإرهاق وقد بلغ منها التعب ..
( لقد خرجت من المشفى دون موافقة طبيبها لقد اخبرها أنها عليها المكوث يومين لكنها لم تحتمل كل تلك الوحدة ..)
جلست والدة يحيى بجانبها ويحيى جلس على مقعد مائدة الطعام بالقرب منهما ..
امسكت والدة يحيى يدها السليمة برقة ..
" ماذا حدث لكِ حبيبتي .. يا إلهي يا صغيرة .."
نظرت جوانة ناحية يحيى تلتمس منه تشجيعاً هل يكذب إذا قال أنه يشعر بها ؟؟ ..
حاسة خاصة بها دون أن يراها بعينيه..
" أمي لقد تعرضت جوانة لحادث .. هل تحضري لها شيء تشربه رجاءً ..!! "
هتفت والدته تنظر لوجه جوانة :
" لكن بني تلك اللكمات بوجهها !!!! "
هتف يحيى بنفاذ صبر ..
" أمي .. ليس الآن رجاءً .."
" حسناً سأحضر لكما الطعام .. "
ما ان سمع ابتعاد خطوات والدته ..
" ستبقين هنا مع والدتي وأنا سأعود لمنزلي .."
رفعت جوانة رأسها بحدة ..
" ماذاااا ؟؟؟؟؟؟ مستحيل .. لن افرض نفسي على أحد .."
هتف يحيى بصوت غاضب ..
" أي فرض هذا .. جربي ان تخبريها ان باب منزلك مكسور وأنك تريدين الذهاب وحدك بتلك الحالة وأنه من الممكن أن تتعرضي للهجوم مرة أخرى بسبب رأسك اليابس .."
أغمضت جوانة عينيها على الحقيقة المرة وفتحت فمها لتعترض لكن عاصفة هوجاء اقتحمت المكان :
" والله لن يحدث .. لن تخطي خارج منزلي والا سأغضب عليك لنهاية عمري .."
كانت والدته التي لا يعلم من أين خرجت ..
هتف يحيى بصوت مرتفع محذراً :
" أمي ..."
نظرت لهما وكأنها طفلة مذنبة ..
" سمعتكما بالخطأ جئت لأسألكم ماذا تريدون على العشاء ؟.. "
نهض يحيى ..
" ستبقين مع أمي حتى تستعيدي قوتك بعدها نرى ماذا نفعل .. "
لم تجد ملجأ آخر وهي لم تكن بالحالة الجيدة للتفكير في أي شيء فاستسلمت ..
اتصل بسائق سيارته ..
" سأغادر أنا لقد تأخر الوقت .. سأفوت عليكما صباحاً "
كانت جوانة قد بلغ منها التعب عينيها انغلقتا بإرهاق ولم تجد أي مقاومة للاعتراض ..
اوصلته والدته للباب استدار لها على الباب ..
" لماذا أشعر أنك تعرفينها أمي ؟؟؟ .."
رمشت والدته ببراءة ..
" من أين أعرف فتاتك .. ؟؟ "
" هل تستطيعين الاعتناء بها ؟؟؟ .."
دمعت عين والدته بتأثر بقلبها الكبير :
" يا حبيبتي إنها مهشمة إنها في عيني لا تخف .. "
كشر جبينه بغضب ينتظر مرافقه خارج المبنى ولو يجد فقط هذا سامر الكلب أمامه لمزقه ..
.................
......................
أنت تقرأ
وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشق
Historische Romaneوردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشق الجزء الثانى من روايه اخبرك سراً