الفصل الثالث

21.6K 595 6
                                    


سمعت صوت عمها القوي ..
" لقد أتيت لأخذ ليلا معي إلي الجزيرة الجد سلطان طلب أن يراها .. "

الشرارات النارية في عينيه تخيف أي كان يحاول تحديه ..
شامخاً كجبل عتيد يشهر سيوفه كعادته يكز علي أسنانه تكاد تسمع صوت صك أسنانه ..
" ليلا لن تتحرك خطوة واحدة من هنا .. إذا لم تتقبلوا والدتها فكيف ستتقبلونها ؟!! "
احتد صوت عمها :
" اسمع يا ابن وهدان لقد أخذتها عنوة منذ وفاة والديها تحت ذريعة تلك الورقة ونحن صمتنا لأن الفتاة بدت خائفة صغيرة متعلقة بالسيدة كاميليا بخوف .. لكن الوقت حان لتتعرف ليلا علي عائلتها .. ( السلاطين ) "
هدر يقول بغضب وصوت قوي متحكم وقرار متعسف لم تري شاهر بذلك الغضب من قبل لطالما كان بارداً لا مبالي .. :
" هي " زوجتي " ولا تستطيع أخذها دون أذني وأنا غير موافق أن تخطو خطوة واحدة خارج منزلي "
زوجتي ؟!!!!!!!!!!!
كادت تطلق ضحكة ساخرة ' زوجتي ' !!!!!!
زوجته التي يعلقها محكماً حولها قيود يكبلها بقوانين شاهر وهدان وفي هذا القصر الذي شهد الكثير والكثير منذ خطته في سن التاسعة عشر ..
وحكماً جديداً وأوامر اخرى عليها ان تخضع لها ..
كاد أن يشتد مع عمها حينما حسمت هي الأمر بعناد وصوت قوي رداً علي تعسفه وتحكمه بقرارته التي تخصها :
" أنا سأذهب شاهر .. أريد أن أري جدي "
استدار لها بعنف يهتف من بين اسنانه :
" اصمتي لِيلا الآن ولا تتدخلي ..."
كشرت جبينها بعناد حينما أتت كاميليا بصوت ملطف لتلك الحرب التي شنتها هي..
" أهدأوا قليلا ً ودعونا نجلس لنتفاهم أولاً .. "
ثم أشارت لغرفة الجلوس :
" تفضل يا شيخ السلاطين "

...............

والأخرى قبل أن تتحرك خطوة كانت يد قاسية تكاد تخلع مفصلها تجرها جرا ً :
" شاهر اترك يدي أنت تؤلمني .."
استدار لها بنظرات قاتلة ..
" اخرسي لِيلا حسابك معي فيما بعد .."
دفعها بعنف لحجرة مكتبه حتى كادت ان تسقط علي وجهها :
" ماذا تفعل شاهر ؟!!!! يا الله "
اقترب منها بعنف فابتعدت خطوتين للخلف وبصوت قاسي ونظرات حارقة متوعده أمرها بقسوة :
"اسمعي أنتِ لن تذهبين ولن اكرر كلمتي هل تفهمين ؟!!!! "
تنفست تعد بداخلها اهدأي ليلا ألا يستطيع أن يكون لطيفاً بعض الشيء وهو يأمرها بذلك التعسف .. لديه قدرة عجيبة علي اشعال شعلات التمرد بداخلها ..
أخبرته بعناد ..
" أنا أريد رؤية جدي السلطان اريد التعرف على عائلة والدي وسأذهب مع عمي ... "

اتسعت عيناها بخوف وهو يعض علي شفته بحركة شريرة ويرفع قبضته بينما عيناه اتسعت بشر ..
اقترب منها كمن ينوي الهجوم حتى انها تشعر بكل خلايا جسده الغاضبة ترسل إليها شرارات شرسة ولكنها اخفت كل انفعالاتها بمهارة تحسد عليها بينما تدور في خلدها فكرة واحده وهي الاستعداد لإطلاق العنان لقدمها هاربة اذا ما اقدم علي فقد اعصابه فبالتأكيد سيسحقها سمعت صوته كالرعد يخبرها بقسوة :
" تريدين الذهاب هه ؟؟؟؟؟ اذهبي لِيلا لكن اذا طلبتني منهارة ذات ليله انا آتي لأخذك لن افعل عسي ان تري الجحيم بمكوثك هناك سأكون اكثر من سعيد .. "
التفتت برأسها ببعض الغضب من افعاله الصبيانية الشريرة هل يدعو عليها أن ترى الجحيم بدونه !! ..
ألا يستطيع أن يكون لطيفا ابداً يخبرها انه خائف عليها سيشتاق لها أي شيء يلين قسوته ؟؟؟ ..
دفع كتفها ببعض العنف وهو يمر من جانبها فاصطدمت بالحائط خلفها ثم ترك المكان بقوة هالته التي لا زالت تسيطر على المكان ..
خرجت خلفه بسرعه وهي تراه يغادر المنزل وقفت أمام الباب بيأس تنظر إليه يطير بسيارته بعنف بعيداً تلألأت الدموع تغشي رؤيتها ..
' شاهر لا تذهب أرجــــــوك !! .. '
..........................................
" دارين لا تفقديني اعصابي ..."
زعق بها بغضب .. فنفخت المدللة وهي تهتف بشكوى :
" انا لا افقدك اعصابك أنا جائعة حقاً بل اتضور جوعاً .. انت تحبسني في هذا المكتب وسط تلك الأوراق منذ الصباح وكل ما احصل عليه أكواب قهوة لا احبها ..."
نظر إليها بغل وهو يقول :
" أنا لست متفرغ لجنابك أريد إنهاء ذلك التدريب اللعين لأعود لعملي .."
أسدلت رموشها وهي تهتف بصوت مبحوح :
" هل مللت من صحبتي لتلك الدرجة تريد التخلص مني ...!!!!"
ولو كان قبل ذلك كان ارضاها ولكن الآن الأمر اختلف عن ذي قبل .. اختلف كثيراااا ..
لذلك .. نهض يتوجه لمكتبه بجفاء
" أمامك نصف ساعة تناولي غدائك وارجعي ثانية أمامك الكثير يجب أن تعرفيه من حصتك اليوم .."
هو لا ينكر سرعة بديهتها تتلقى الأمور بسلاسة تغيظه .. شاهر معه حق عندما أصر أن يوظفها هنا ..
والأخرى نهضت بدلال منزعج وهي تلقي عليه كلام لم يتبين ماهيته ثم صفقت الباب وخرجت ..
حينها جلس وعيناه غامت بالعاطفة ..
" أخشى عليك أن يكون درساً قاسياً دارين .. لكنك ابنة وهدان يجب أن تتعلمي درسك جيداً ..."

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن