الفصل الثامن عشر

22K 531 4
                                    

هربت بعيداً خارج الغرفة ولا زالت تشعر أنها محلقة بقدميها بعيداً عن الأرض ..
أما هو فاعتدل يراقبها هل يذهب خلفها لكن لو فعل حينها لو أتت هي بكل القوة لن تمنعه عن اكمال ما سيبدأه ..
حينها .. هل تعلم حينها حقيقة الرجل الذي تحبه ؟؟
تدرك أنه انتهك براءتها ؟
انفجر الإناء وذهب الصبر مودعاً ..!!
فذهب للشرفة فاتحاً قميصه نظر للسماء بعين مذهولة ولا زال قلبه يترنح بدقاته من ويلات ما يشعر ..
" ماذا أفعل يا ربي لا أريد خسارتها أن لا أريد سواها .. .. "
"هل كانت تلك قبلة .. كان انفجارا ليلا سلطان .. اللعنة على هذا السحر في شفتيك .. كيف أشعر ؟؟؟ !!! مت يا ليلا مت من قبلة واحدة .. "
ابتسم بذهول يتذكر ثم تحولت الابتسامة لجنون ..

صباح اليوم التالي ..

منذ ما حدث بالأمس وهي لم تخرج من غرفتها بل لم تنهض من سريرها حالتها كما كانت بعبث يديه بالأمس بل منذ راحت بالنوم مغيبة ..
نهضت تتذكر مصدومة تضع يدها على وجهها مكان أصابعه هتفت بعيون متسعة وجنون ..
" هل قبلني ..!!!! .. قبلني .. ؟؟؟ "
هرولت نحو المرآة المعلقة بطول الحائط هالها وجهها المشع أحمر .. وشفتيها .. شعرها المبعثر أنفاسها التي تتسابق ..
" هل كل هذا من قبلة ؟؟؟ "
قرصت خدها بقوة تهتف ..
" إياك والاستسلام افيقي يا فتاه هل خدرك بقبلته ذلك الـ ! ...!!! "
" عنيف .. وقح .. "
ابتسمت بجنون تدور حول نفسها ..
أكمل غضبي بعد ذلك ..
.......

وقف بعيداً ينتظر الآخر الذي لم يتأخر أتاه مهرولاً ..
سأله داغر بعين براقة ..
" هل علمت من تكون ؟؟ .."
" أجل الفتاة التي اشتبكت معها بالأمس تدعي كادي روبير أتت هي ومجموعة من أصدقائها من أجل كتابة بعض المقالات عن الرعاية الطبية بإيطاليا ... كان من المفترض أن تأتي لزيارة أخرى للمشفى لكنهم اعتذروا بعد ما حدث .. هذا كل ما استطعت الحصول عليه الآن "
لمعت عين داغر يخرج من جيبه بعض النقود سلمها للآخر ..
" سأعطيك ضعفهم إذا حصلت لي عن أي معلومة شخصية عنها .. "
هز الآخر رأسه موافقاً ثم التفت حوله يراقب المكان قبل أن يهرول مغادراً استدار يخبره ..
" مجموعتها ستسافر اليوم ..!! "
تسافر اليوم ...؟؟؟
لا لا يمكن أن يضيعها ثانية ..
يجب أن يلحقها ..
رفع داغر رأسه للسماء ..
" لا يمكن أن أخطأ بها أبدا .. يا الله .. "

..........

بعد مرور عدة ساعات
نزل من سيارة النقل يعدل قبعته الرياضية بسرعة ..
وقد أغلق الهاتف للتو مع شاهر الذي جن بعلمه عن سفره ..
يهتف بحنق وهو يجر حقيبته الصغيرة ..
" وما لي هذين مجنونين ..؟؟؟؟؟ .. ستقع على عنقك صارخاً بحبها ذات مرة شاهر وهدان .. الآن حان وقت جنوني الخاص .."
التفت ليعبر الطريق لكن برقت السماء والرعد صرخ معلناً عن هبوب عاصفة قلبه ..
هي .. !!!
ربما لو رآها اي أحد آخر سينكر أنها هي ..
روح كان شعرها داكن قصير .. لكن تلك شعرها طويل ملون بصبغات جذابه ..
روح عينيها كانت كالعسل المصفى وتلك عينيها زرقاء ..
روح جامحة متهورة شجاعة لا تخشى شيء !!
وتلك بدت خائفة تريد الفرار ..
لكن ..
هل يخطأ هذا القلب .!؟؟

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن