الفصل الثالث والعشرون

23.6K 547 2
                                    

يُقال أن العشق والموت كلاهما متشابهان

ينقلاك لعالم آخر .!
جحيم أو جنة ؟!
الخيار أمامك ..
لكن
عشقه كان كالجحيم المستعر
هوى فيه بقلب شيطان متربص
حتى قبض على وردة من وسط النيران
ولم يكن قديساً في حبه ..!
فقد وضعها في سجن من قيود عشقه
حتى صارت :
" وردة في قبضة هاوي "

.................

بمدخل الجزيرة كان داغر وأيوب ينتظران ..

أما شاهر وهدان فعلى جواده متربص ..

هتف بشراسة وهو يختبأ بجواد أحضره الرجل الذي ساعدهم بدخول الجزيرة خلف أحد الأشجار يراقب بعين متحفزة ..
" اااه يا لِيلا اقسم ان أفسد ليلتك .. "
يتحدى السلاطين وسط جزيرتهم .. يعتقدون ببضع حراسة او رجال سيمنعونه عنها ..
" ستقعين في قبضتي لِيلا اعدك ان لا فكاك مني تلك المرة للأبد .. "
وها هو يراقب كل الوجوه بعين مقتنص ..
النساء كانت ترتدي غطاء على الوجه يخفي ملامحهم ..
لكن من قال أنه يحتاج أن تكشف وجهها ليتعرف عليها ؟؟!!!!
.. هو قادر أن يخرجها من بين مئة امرأه ولو تخفت بملايين الأشياء ..
كذئب يقتنص فريسته ولِيلا فريسة شهية تتحدى الذئب بوجهها الجديد ..
وجه " ليلاج سلطان " ..
وهذا الوجه لم يزده إلا اشتعالاً وهوساً ..
انتقل للجهة الأخرى ..
جو السلاطين يأخذك لرحلة في بيئة دافئة قديمة عتيقة كجو العثمانيين القدماء ..
الدق على الطبول قوي وحاد يصدع المكان وتمتزج معه أصوات الأغاني الجماعية و شعلات النيران التي تضئ المكان ..!!!
تلك احتفالات السلاطين ... !!
وتلك ليلاه ..!!
دق قلبه بقوه عندما لمحها أخيرا تصفق بقوة جمالها .. وعينيها تتابع بشغف الرقصة الشعبية التي تؤديها فرقة نساء في الجانب الآخر المعزول من الاحتفال ..
احداهما مالت عليها تهمس لها والأخرى ضحكت كالرنان ثم فتتت قلبه المغوار ..
.......
وفي مدخل الغابة كانت ثلاثة أزواج من العيون والوجوه الملثمة وأفواه أسلحة ..!!
والرصاصة بحياة من ؟؟؟
...........
مشت بتبختر تبتعد قليلاً وهي تتنفس بعمق متحرر من ذلك الصخب المنعش لروحها ..
هنا وسط أهلها أخيراً بجزيرتهم تحصل على هوية ليلاج سلطان ..
هويتها التي منحها لها شاهر وهدان لن تنكر معروفه ..
هنا تبدأ من جديد بعد هروبها من قفصه الذي كاد يخنقها لقد نفذ كل ما لديها بعد غياب كاميليا الغامض وفعلته الأخيرة معها لا تصدق للآن هوسه وجنونه ..!
لم يبقى لها اي طاقة لتحتمل المزيد من ذلك الجنون لكن ما بالها وذلك القلب المشتاق لنسيمه كيف لها أن تسكت دقاته ! ..
أصوات الدق على الطبول تحفز روحها تجعلها تريد أن تقفز تجري تصرخ بمرح ..

ابتسمت وهي تتذكر كلام زينب عندما همست لها ان العروس من كثره الرقص ستقع نائمة ما ان تدخل للمنزل والعريس المسكين سيقضي ليلته في افاقتها ..
وخلف أحد الأشجار كان فوق جواده يراقبها بعيون كعيون الصقر !!!!
أغمض عينيه باستمتاع متوعد شرس يستقبل النسيم المحمل برائحتها العبقة ثم تابع بشغف انحسار وشاحها عن شعرها وتطاير الخصلات السوداء القوية حول وجهها ..
بدت مهلكة وجذابة مولعة ولاذعة بفستانها الأسود الطويل ووشاح السلاطين
' ليلا ترتدي زي السلاطين ' !!!!
لقد ألبسها جدها وشاح السلاطين .. هل أعلن بهذا انتمائها للسلاطين .. لن يسمح ولو بموته ..
تزين عينيها بكحل ثقيل والبحر بداخلها هائجاً يدعوه للغرق به كما بكل مرة تقع عيناه بعينيها ..

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن