جلس بجانب دارين يناولها كوب عصير بارد وهو يتفرس بملامحها الباكية ..
" اهدأي داري واخبريني ماذا حدث وما علاقتكِ بتلك الفتاة ؟؟؟؟ .. "
شهقت ببكاء عدة مرات ثم مسحت عينيها برقة بالمنديل تخبره بصوت مبحوح ..
" انها صديقة لصديقة ليلا .. كنت عند لِيلا عندما اتصلت بها صديقتها تستنجد فذهبت مع لِيلا .. وهناك .. "
قاطعت وهي تبدأ موجة بكاء أخرى شديدة ..
" يا الهي لا استطيع .."ابتلع نديم ريقه وهو يخفي كل ما يشعر به .. يريد زرعها في احضانه الآن وبطريقة يائسة .. لو اطلق عنان قلبه لن يوقفه شيء ..
لذلك أخذ عدة انفاس تهدأ خفقان قلبه ثم جلس بجانبها يكلمهو بهدوء شديد وحنان خاص بها .. حنان افتقدت له كما افتقدت للكثير بجفائه عنها ..
" اهدأي داري وتناولي عصيرك عزيزتي .. لقد انتهى الأمر .. "
رفعت إليه عينين باكيتين مترجيتين ..
" ارجوك نديم ابق هنا حتى انام .. انا خائفة بشده .."
ابتسم لها تلك الابتسامة الجذابة وهو يهتف مخففاً عنها ..
" ابنة وهدان خائفة !!! .. والله عيب في حق أبناء وهدان .. لا تخافي عزيزتي لا احد يتجرأ أن يفكر فقط في أذيتك .. "
ابتسمت له بامتنان شديد نهضت بإرهاق ..
" سأصعد لارتاح اعصابي متعبة جداً .. لا تغادر .."
" لن اغادر سأبقى هنا بالأسفل ان احتجت شيء .. وسنكمل حديثنا غداً .."
وهذا هو لطيف عائلة وهدان ' نديم ' لقد منحها كل ما تحتاجه في تلك اللحظة ..
حنان بكلماته وأمان بوجوده .. بدد وحدتها ومنحها شعور غامر بالدفء..
شعور افتقدته منذ سافرت والدتها بل منذ تباعد عنها هو ..
...
والآخر اغمض عينيه ما ان اختفت خلف الدرج ..
" الأمر صعب جدا يا دارين .. فوق ما تتخيلين يا مدللة وهدان .. "
........................
وصل لعنوانها .. برج في منطقة بسيطة ..
وكل ما استشفاه منها في حديثها عن عائلتها سابقاً .. أنها يتيمة لكن والدتها تركت لها قبل موتها ثروة تكفيها حياتها .. ..!!
استدار ينظر لها ساهمة تراقب الطريق ولم تلاحظ حتى انه اوقف السيارة ..
..
" جوانة .. لقد وصلنا .. "
حينها رمشت بعينيها فنزلت دموع تجمعت بقهر ..
" لقد ماتت !!!!!! .. لقد حضرت كل شيء كي تهرب .. وكالعادة للمرة الثالثة يفوز الوقت في معركتي .. "
" لا تبتأسي .. أنه قدرها وهي من اختارته .. "
التفت بعنف تهتف به :
" جميعهم يختارون اسهل الطرق ويتركون خلفهم اخرين يحملون ذنب دمائهم في تخبط .. ما تلك القسوة التي بقلوبهم .. لمَ اتصلت بي سلسبيل لتجعلني اعيش ذكرى موجعة خلف أخرى .. لا استطيع داغر تحمل هذا الألم .."
ولو تعلم كيف بحديثها غرزت خنجرا باردا بقلبه ..
الذكرى موجعة كما قالت ..!
" إذن افرغي هذا الألم مثلما افعل أنا ... "
راقبته يكمل ..
" .. عندما اريد أن ادفن ذكرى تعبث بمخيلتي عذاب اركب سيارتي وفي ميدان السباق وحدي أعيش وافرغ المي بطريقتي .. ولا اعود الا بعد أن اهدئ كل ألم اشعر به وان كان لن يهدأ لكنه يسكن قليلاً .. افعلي مثلما افعل .."
" اركب سيارة في ميدان سباق ؟؟؟؟؟؟ "
ضحك يكمل وهو يعيد تشغيل سيارته ..
" بل غني في ميدان السباق وحدكِ حتى ترتبين افكارك المبعثرة .. وتلك على طريقة فهد عائلة وهدان .. دوماً افعلي ' احزني ثم انطلقي ' .. "
راقبت جنونه يتجه إلى ميدان السباق المشهور في ذلك الوقت ..!!
لكنها تحتاج هذا الجنون .. كومة من الذكريات المؤلمة وأحداث مهولة ستهجم عليها ما إن تغلق باب غرفتها وحدها .. تحتاج إفراغ ما أحيته سلسبيل ..
وقف بسيارته في منتصف الميدان الواسع وخرج قبلها فأتبعته ..
" هيــــــا جوانة الميدان لكِ .."
أنت تقرأ
وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشق
Ficción históricaوردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشق الجزء الثانى من روايه اخبرك سراً