الفصل العاشر

22.2K 553 13
                                    


خرجت من المحكمة خلفه .. تعترض طريقه أمام سيارته ..
" لماذا لا تجيبيني شاهر ؟؟؟؟؟ بحق الله أفهمني ما الذي حدث للتو بالداخل .."
وضع يديه في جيبه ببرود ..
" ليلا سلطان لقد انتهى الأمر لا مزيد من الأخطاء وهيا لأصلك للمنزل لقد تركت عملي كثيراً ... "
تخطاها مصطدماً بكتفها ثم استدار يركب في مقعده بينما هي ضربت الأرض بقدمها بعصبية ..
" شاهر وهدااااان .. "
أطلق مزمار السيارة فذهبت تركب بجانبه بعصبيه ..
" لذلك كنت مرتاح البال صباحاً وتتركني أموت من القلق بالطبع لقد خططت لكل شيء كالعادة دون الرجوع لي وكأنني لست المعنية بالأمر .. "
لم يرد عليها منصباً اهتمامه للطريق ..
" شاهر .. "
نظر إليها بطرف عينيه .. صمتت قليلا ثم هتفت بصوت منخفض منفعلاً ..
" كاميليا اتصلت بي بالأمس وأخبرتني أنها ستكون معي منذ الصباح .. لم تأتي للجلسة ولا ترد على هاتفها .. "
هتف بصوت غير مسموع :
" والله خير فعلت عسى أن تريحنا ولا تعود أبداً .. "
اتسعت عينيها الزرقاء بشر..
" سمعتك .. سمعتك يا ابن وهدان "
قاطعها رنة هاتفه ..
" أجل .. آتي بذكر القط يحضر .. لا .. هل يخصك الأمر سيدة إقبال .. الجواب لا يخصك إذن لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ فهمتِ .."
هتفت بعدما انهى مكالمته :
" هل كانت السيدة إقبال ؟؟ والله تلك المرأة يكمن خلفها مصائب .. "
" لولا أنها تعمل منذ فترة طويلة لكنت تخلصت منها .. لنتركها حتى تثبت العكس .. أخبريني لم تصلِ لأي شيء يخصها يدلك على أنها من تضع المخدر بالطعام ؟؟ "
هزت رأسها بالنفي ..
" وكأنها علمت أننا اكتشفنا الأمر .. لا أعلم لابد أن تخطأ ذات مرة وتترك خلفها دليل .."
أخرجت هاتفها ترسل رسالة لجوانة تطمئنها ..
" بالمناسبة لقد حضرت خالتك كاميليا للمنزل وقد نفذ شحن هاتفها .. "
استدارت بسعادة له ..
" حقاً .. !!! "
لم يرد عليها فهتفت بداخلها :
" الحمد لله .. "
نظر أمامه وقد تعكر مزاجه بذكر كاميليا ..
" لن نعود للمنزل الآن أنا جائع سنقف عند أول مطعم يقابلنا نتناول الطعام .. "
أخفت ابتسامتها وهي تعاود الاتصال بهاتف كاميليا ..
" مثلما تريد سيدي الغامض .. "
هز رأسه يخفي ابتسامة وهو يضغط على البنزين يسرع بالسيارة ....
..........................................

في المطار كانت تقف في قاعة الانتظار هي وسامر ..
لا تعلم هل تفرح لرجوع والدتها أخيراً أم تستسلم لذلك الشعور القلق بقرب عرسها من سامر ..
لمحت والدتها آتية من بعيد هرولت إليها وكل ما يأتي في بالها أنها سترتمي في أحضانها الآن ناسية كل هموهما وقلقها وحتى عتابها التي حضرته لها ..
لحظة وخفتت هرولتها لتتحول إلى خطوات بطيئة ثم وقفت متجمدة على مشهد والدتها بين ذراعي هذا الرجل يتقدمان نحوها ..
أجل تعرفه أليس ذلك الرجل السبب في طلاق والدها ووالدتها ؟!!!!
أليس هو سبب جميع المصائب في حياة والدتها انتهاءً بموت والدها في حادث بعد خناق آخر مع والدتها ..
الآن ترنحت وهي تتراجع ببطيء ..
" دارين هل أنتِ بخير ؟؟؟ .. إنه زوج والدتك لقد فضلت أن تخبرك الأمر وجهاً لوجه .. "
" زوجها .. "
لمَ أصبحت كل الوجوه باهتة !! ووجه والدتها الذي اشتاقت له كثيراً أصبح منفراً لتلك الدرجة ؟؟
زوجها ؟؟ هل بتلك البساطة ..!!!!
هل تركتها كل تلك المدة وحيدة تتوسل الاهتمام من نديم تارة ومن ليلا تارة أخرى ..
وهي أين كانت ؟؟ تتزوج من هذا وتعيش حياتها ..!
والآن خطواتها المتراجعة تحولت لهرولة وهروب ودموع غزيرة وشهقات بكاء .!
...........................
في منزل دارين وهدان كان الجميع مجتمع في وقت متأخر من الليل ..
ركل نديم الأرض يهتف بعصبية ..
" الساعة الثانية عشر الآن ولم تحضر بعد بحق الله ماذا تفعل تلك المجنونة ؟؟؟ "
زاد نحيب والدتها السيدة ' هيام ' ..
" كل هذا بسببي لم أحسب أنها ستنهار وتهرب لقد ذهب خلفها سامر لكنها ركبت أول سيارة نقل هاربة لم يلحقها .. ولا زال يبحث عنها في الأماكن المعتادة ذهابها لكنها لم يعثر عليها في أي مكان منهم .."
هتفت لِيلا بقلق ..
" هاتفها لا زال مغلقاً .. "
أما شاهر فرشف من القهوة ببرود ..
" إنها طفلة أفسدها الدلال .. "
ثم نهض واقفاً :
" سنعود نحن للمنزل واذا وصلتم لشيء أخبروني .."
تنهدت لِيلا بابتسامة محرجة من فظاظة وأفعال هذا الآخر في هذا الموقف لكنها نهضت خلفه تودع الجميع إنه حتى لم يودع أحد عديم الذوق ..
احتضنت السيدة هيام بحنان ..
" لا تقلقي ستعود بعد قليل ان شاء الله .. "
" يا رب يا لِيلا .. "
أومأت لنديم مودعة ثم خرجت تركب السيارة بجانبه ...
" لقد تعبت من أسلوبك الجاف .. "
ادار سيارته هاتفاً ببرود ..
" لا تعجبني تصرفاتها حتى ذلك الحقير خطيبها لقد حذرتها منه مراراً لكنها كوالدتها تنظر للواجهة والطبقة الثرية كثيراً .. وأنتم لا تحبون سماع الحقيقة .. إنها تحتاج ضرب مبرح لا تنهض منه حتى تعتدل "
أدارت وجهها للشباك هاتفة بصوت لا يسمع ..
" وهل الجميع يضرب مثلك .! "
" هل تقولين شيء !!!! "
أجابته تتنهد :
" لا .. سلامتك .."

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن