الفصل السابع عشر ..

22.4K 535 12
                                    


بعد مرور أسبوع ..
يجلس بمقهى قريب ينتظر خروج ليلا من ذلك المشفى ليرسل إلى شاهر تقريرها اليومي يراقب المدخل بفكر غائب وعقل حاضر ..
منذ الليلة التي كان بها بمطار الولايات المتحدة ينهي الإجراءات ولمحها !!
لمح وجه روح بوضوح جداً .. لا لم يلمحها هو شعر بتلك الهوة التي تسحب بقلبك تنبئك بوجود شيء ما حولك ..؟
كانت هي وقد شعر بها قبل أن يستدير ويرى وجهها ..
لكنه لم يدركها ؟؟؟
يا الله لقد تأخرت حالتك كثيراً يا ابن وهدان باتت روح لا تكتفي بالظهور بأحلامه لقد كان كالمجنون يبحث عنها في كل مكان بالمطار وفي كل وجه يقابله لكنها كانت كالسراب اختفت كما ظهرت ..!!
ارتشف كوب قهوته ببطء .. شاهر مجنون في البلاد ما بين بحثه المميت عن سامر وبين رحيل ليلا والتقارير اليومية التي يرسلها إليه ..
وهو هنا يراقب كل يوم دخولها للمشفى ثم وصولها للمنزل بعد ذلك بسلام بعدها يهيم بوجهه تارة بسيارة قد أجرها أو دراجة نارية وتبات الشوارع تحمل وجه روح يكاد يقع بحادث كل مرة لكن قدره ليس رحيماً ..!!

.............

بداخل المشفى ..
تجلس لترتاح بأنفاس عميقة بعد جراحة دامت لأربع ساعات لا تنكر أن عودتها للعمل أفادت روحها كثيراً وقد استعادت بعض أمورها ..
ليس مهماً أنها لا ترد على مكالمات شاهر كل ليلة بعناد وغضب .. تكلم كاميليا كل ليلة وتحاول الوصول لجوانة دون فائدة يبدو أن الأخرى لا تريد لكنها بأمان مع والدة يحيى وهذا يكفيها للاطمئنان عليها ..؟؟
........
اتسعت ابتسامتها كثيراً لدخول امرأه رشيقة تعمل طبيبة نفسية في هذا المشفى الكبير رغم سنوات عمرها الكثيرة تبدو أصغر عمراً برشاقتها ..
" طبيبتنا الصغيرة التي خطفت قلوبنا بمهارتها .. "
نهضت ليلا تسلم عليها بحرارة ..
" شكراً كثيراً إيفانكا .. "
" لمَ الشكر يا ليلا مبارك نجاح جراحة الصغيرة ليسا .. جميع من بالمشفى يتحدثون عنها .."
لمعت عين ليلا تتذكر الصغيرة ليسا ووالديها الباكيين بفرح وحرارة لنجاة صغيرتهما ..
" .. مكتوب لها عمر جديد .. لولا فضل الله ودعاء والديها .. "
" إذن ستقبلين دعوتي قضاء يوم بالمزرعة خاصتي ؟؟ .. سوف تستمتعين كثيراً "
نظرت لها ليلا معتذرة ..
" أعدك في أقرب وقت .. "
" إذن ستناول العشاء سوياً ؟؟ .. "
ابتسمت ليلا تهتف ..
" لمَ لا ؟؟ .. "
ودعتها الطبيبة تخرج من غرفتها بينما جلست ليلا مكانها تراقبها بعين ضاحكة ..
" الطبيبة إيفانكا تريد لعب دور الطبيبة النفسية عليها ومحاصرتها بالمزرعة كما علمت أن تلك طريقة علاجها .. لكن الحقيقة أن هناك آخر من بحاجة لذلك ..! "

....................................

في منزل والدة يحيى ..
نهضت بنشاط ..

" صباح الخير سيدة غالية .."
هتفت السيدة غالية بانزعاج ..
" على ماذا اتفقنا جوانة ؟؟ إذا كنتي تجدين صعوبة في قول أمي يمكنك تدعوني خالتي .."
اقتربت جوانة تمسك يد الأخرى بتأثر ..
" لا تغضبي مني .. خالتي .. "
" ومن يغضب من فتاة كالبلسم مثلك .. "
ابتسمت جوانة بامتنان وقد تحسنت صحتها كثيراً ..
" سأذهب اليوم لشركة وهدان .. "
قاطعتها السيدة غالية ..
" لكن يحيى نبه عليك ألا تفعلي ..؟؟ .."
" يجب أن أذهب هناك عمل لم يكتمل .. "
والأخرى كانت تقصد بالعمل مهمتها التي من أجلها دخلت وكر وهدان لكن السيدة غالية هتفت بسجيتها ..
" يحيى لن يسمح ابداً لكِ بالعمل الآن .. صحيح صحتك تحسنت لكنك لا زلت تحتاجين للراحة .. "
..
صمتت جوانة قليلاً تفكر بأفعال الآخر ومعاملته التي تغيرت كثيراً بات رفيقاً بها ..
هل شفقة أم شيء آخر لا تعلم لكنها تشعر هنا في بيته بأمان لم تشعر به من قبل ..
جلست مرة أخرى وباغتت بسؤال دون مقدمات بصوت مبحوح ..
" ماذا حدث مع زوجة يحيى الأولى .. أقصد طليقته ؟؟ .."
نظرت لها السيدة غالية بتفحص لملامحها التي باتت منزعجة قليلاً وكأن ذلك الأمر لم تستحسنه ..
وفي الحقيقة جوانة شعرت بشعور حارق بذكر الأمر لم تعرف كنهته ..
شعور كـ .. كالغيرة الحارقة !!
هل تغارين جوانة ؟؟؟
انتبهت على صوت السيدة غالية ..
" كانت فتاة من أسرة متوسطة لكنه أصر على الزواج منها كانت تعمل معه بشركة وهدان وأوقعته في حبالها .. بيني وبينك لقد عرفت أنها سيئة منذ الوهلة الأولى لذلك لم أعطي لها وجهاً .. .."
صمتت وجوانة تنظر للحزن الذي بدا عليها ..
" تزوجها لعام جعلته كالجحيم عليه .. مع تأخر الحمل وتأكيد الأطباء ان ليس بهما شيء لكنها اعترضت تذهب كل يوم لطبيب .. حتى ذات ليلة أشتد الخناق بينها وبين يحيى خرج غاضباً بسيارته فوقع بحادث أفقده بصره .. "
دمعت عين السيدة غالية تكمل ..:
" حينما فاق كانت هي أول من سأل عليها .. لكنها ما إن علمت أنه فقد بصره ابتعدت دون حتى أن تطمئن عليه أو تخبره كلمة واحدة .. بعدها بقليل طلبت الطلاق .. أما يحيى فرفض الخضوع لأي عملية بعدها رغم نسبة نجاحها الكبيرة .. "

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن