الفصل الرابع والعشرون

24.1K 528 4
                                    


....
انصتوا الآن جميعاً واستمعوا لبقية الحكاية ..
الجميع قاتل هنا ..
هناك من يقتل بنظرة وهمسة ..
فصوتك يقتل حتى ابتسامتك الخفية دون أن تدري تقتل ..!
وآخرون يقتلون بحكاية وقبلة ولمسة ..
والقاتل الأخطر ما بيننا هو - الحب - ..

جميعاً أصبنا ذات مرة بطلقة العشق بقلوبنا فقُتلنا ..
وجميعاً نَحر سكين بارد في قلب غريب مر ذات يوم بسلام فكان سلامه هذا الأخير منذ ألقيت عليه نظرة ؟!
فغريب قُتل وغريب آخر قَتل ..
وكلانا سقطنا عاشقين ..
ومن قال أن كل من قُتل ميت ؟!
فهناك عاشق أحيا الحب من جسد ميت أراد أن يودع الجميع آخر دقاته ؟؟

الخيار لك أن تموت بعشق أو تحيا به قلبك وفي كلا الحالتين العشق مذاقه مميت ..!
..............................

اعتدل علي صوت همهمة كان لا زال جالسا علي المقعد بجوار سريرها لم يتزحزح منه منذ الامس يراقب خفقاتها في تلك الإنارة الخافتة المقيم بالغرفة ..
اقترب من سريرها بلهفة ..
" ليلاااا .. هل تريدين شيء حبيبتي .."
ابتلعت ريقها ببطء وقبل أن تهمس له أخبرها :
" أحضر لك كوب ماء ؟؟؟ "
هزت رأسها موافقة ..
عدل رأسها قليلاً وهو يضع الكوب برقة شديده علي فمها فارتشفت منه عدة رشفات قليلة ..
أتى بمنديل ومسح قطرات الماء الساقطة بجانب فمها بهدوء ورقة دون أن يتحدث أي منهما وكأن ذلك الرابط الروحي والقوة الخفية بينهما المسيطرة علي كل أفعاله .. فلا يشعر بالعالم حوله فقط ليلا بجانبه علي السرير ورصاصة اخترقت صدرها رصاصه كانت موجهه له هو .. لقد كاد يفقد مملكته .. وردته كانت ستسقط ..
فقط هذا ما يفقهه ..
قرب المقعد منها ومال برأسه فوق رأسها فقط القليل ما يفصلهما ..
بينما هي تنظر فقط بعينين نصف مفتوحين مرهقتين تراقبه دون كلمه واحدة ..
وهو يفهم حاجتها لذلك الصمت المحلل اذا كانت الصدمة لا زالت تأخذه ما بالك بليلا الصغيرة الجميلة .. كتم تأوهاً وهو يلمس قسمات وجهها برقة متوجعاً ثم جانب وجهها وهي تراقب وعينيها في عينيه فقط حتى حسس بيديه على رموشها التي اسدلتها تخفي بحرها المتعب عن عينيه ..
" ليلااا "
همس بها وهو يغمض عينيه يستنشق رائحتها الدافئة ..
همس بصوت مختنق :
" ليت الرصاصة اخترقت قلبي ليتها كانت لي أنا علها تغسل بعض ذنوبي .. أنت أخدت الرصاصة بدلا مني وأنا هنا الألآم ضعفين لا تحتمل .. كدت أفقد عقلي .. بلي أنا فقدته وأنا أراك مسجيه علي الأرض تنزفين .. "
رمشت بعينيها اللامعة بدموع فاخبرها بصوت متلهف :
" نامي يا ليلا .. أنا اتعبك بكلامي وانت لا زلت مريضة .. "
أغمضت عينيها علي صورته دون التفوه بكلمة واحدة بينما هو سمح لملامحه أن تتألم لمرآها ضعيفة أنفاسها غير منتظمة وكأن كل نفس يؤلمها دخوله وخروجه ..
وقضي ليلته ساهراً يراقب أنفاسها بقلب وجل خافت متألم ..
شاهر وهدان أوراقك باتت مكشوفه للجميع .. عشقك لها والذي كنت تسجنه بجبروتك عليها انطلق من مكمنه وهدد كل توازنك حتي صرت كالمخمور عقلك ذهب وبقي فقط تنهدات عشقك الصارخة مستغيثة ..
..................

وردة في قبضة هاوي للكاتبه (Fardiat Sadek) الجزء الثاني من سلسلة خريف عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن