الصخرة الخامسة كانت بداية الحادثة ...

6.5K 299 26
                                    

في الثالث من شهر اغسطس
كان اليوم هو اول يوم من أيام العُطلة الصيفية
كُنت سعيدا جدا.
.
.

سعادتي كانت تُضاهي حُبي لتلك اللحظة
التي كانت مُرسخة بذهني سبع سنوات.
.
.

ذهبت انا لمنزل خالتي الواقع امام اشهر بحر في المنطقة
.
.

إعتدت انا على ان ابقى جالسا عند البحر لساعات وساعات ، لم اشعر بالملل ولا مرة عندما اجلس هُناك بالقرب من البحر.
.
.

صرخت خالتي قائلة " جيمين،لما انت وحيد ومنعزل دوما ؟ فالتحصل على رِفقة بينما انت عند البحر لا اريد سماع خبر غرق فتى في الخامسة عشر بجانب منزل إمرأة ثلاثينية غدا ! "
.
.

هي كعادتها تُعيد تلك الكلمات لي كُلما رأتني جالسا على تلك الصخرة القريبة من البحر ، التي كُنت اعشقها واعشق الجلوس بها وتأمل ما أمامها
.
.

انا كُنت منغمسا بالتأمل في الاسماك.
رأيت واحدة حمراء ، زرقاء ، ايضا سوداء !
اعتدت على رؤيتهم جميعا كُلما آتي هُنا.
.
.

انا بقيت ساعتان اُحدق بالسمكتين التي كانتا تسبحان بالقُرب من صخرتي ، رأيت سمكة ذهبية فـ ظننت أنها سمكة الحظ كما إعتدت ان افعل.
.
.

انا سعِدت كثيرا وسعادتي لم تدُم طويلا، فور سِباحة السمكة بعيدا انا سقطت في الماء محاولا امساكها لكنني لم اُدرك انني قد تخطيت حدي وذهبت لمكانٍ بعيد عن اليابسة.
.
.

انا لم اُتقن السباحة إلا كـ مُحترف، لكنني لم اتصور أنني سأغرق بتلك السهولة.
.
.

لم اقم بأي ردة فعل إلا النظر للسماء التي بدى لونها مائلا للأخضر الفُستقي المُزرَق، بقيت ادعو سِرا في نفسي ان يـنقذني اي مخـلوق او كائـن.
.
.

كالدلافين او كـ سِرب اسماك لامُتناهية، فتأخُذني معها لمكانٍ غير الاعماق المُرعبة او حتى، حورية ما ؟
.
.

حتى مع حُبي للبحر وإحترافي في السباحة به
انا لم استطع ان أنجو من هذه الورطة .
.
.

انا بقيت اغرق تدريجيا، يداي لم اعد اشعر بهما
قدماي كانتا فقط تُسحبان للأسفل شيئا فـ شيئا
.
.

لم أستوعب انني اغرق للآن
لم افهم انني سأخسر حياتي ان لم اتحرك واتباهى بـ سباحتي كما كنت افعل سابقا امام الطُلاب.
.
.

شاهدت الضوء يترك عيناي وادركت حينها انها النهاية
.
.

انا كُنت وحيدا، اعلم ذلك واُدركه تماما
.
.

مالم أعلمه انني سأُفارق الحياة وحيدا ايضا
.
.

بقيَّت أنفاسي تُسحَب شيئا فـ شيئا حتى شعَرْت ان هذا النفس الذي احاول الوصول إليه، لن اصِل له
وإن وَصَلت له
.
.

سيكون الأخير .

The Golden Tail حيث تعيش القصص. اكتشف الآن