الحر الأشقر

551 75 43
                                    

في منزلٍ متهالك غط في النوم العميق بعد أن تم علاج جروحه على يد رجلٍ قصير أشعث الشعر طويل اللحيه .
أخذ قلادة حمزه بعد أن خلعها وبقي يتأملها فدخل رجل آخر طويل القامة ملأ جسده بالحروق والندوب بدأً من وجهه نزولاً لعنقه ويديه إنتهائاً ببقية جسده .
نظر إلى حمزه بصمتٍ لبعض الوقت وقد أدهشه الشبه بينه وبين والده الحاكم فقال : من يكون هذا ؟

أجابه الآخر : لقد عثرت عليه أسفل الوادي كان يصرخ بكلماتٍ أثارة إهتمامي .

رمى بالقلادة لرفيقه الذي إلتقطها ليصدم برؤيتها ثم أكمل حديثه قائلاً : كان يصارع الموت ويصرخ قائلاً ( أنا سليمان أقسم بأنك لن تنجو من مخالبي أيها اللعين سأعود لأقتلع قلبك وأدهسه ) قالها وهو يقلد حمزه ثم أكمل : بدى ذلك مألوفاً لي وكأن الماضي يعيد نفسه .

تذكر عندما كان مصاباً يصارع الموت والألم بعد هربه من العذاب الذي كان يعيشه وكيف عثر عليه الرجل الآخر وأنقذه فقطع رفيقه حبل أفكاره قائلاً : ما أنت فاعلٌ به يا هيثم .

عاد هيثم لينظر إلى شقيقه وقد عادت به ذكرياته إلى لحظة هروبه من القصر حيث كان يركض خائفاً حتى وقع على الأرض فبقي ممدداً خائفاً ويائساً حتى سمع صوت بكاء طفل صغير بالقرب منه فنهض وتبع مصدر الصوت ليشاهد الملكة جالسةً يقف بقربها خالد وأمنيه التي كانت تحمل مولودها بعد أن لفته بشالها . أعطت القلادة لخالد وقالت : فليكن سليمان خليفة والده أبقه آمناً ولا تدع مكروهاً يصيبه .

أعطتها أمنيه حمزه فإحتضنته وقبلته قائلةً : إستودعتك الله يا صغيري . ثم أعادته لأمنيه التي هربت به برفقة خالد .

عاد من بحر ذكرياته ثم حمل صخرةً كبيره ووقف بجانب حمزه وقد بدأت أنفاسه بالتسارع وعلا الغضب ملامحه وهو ينظر إليه فقال رفيقه : لم أكن لأقدم على ذلك لو كنت مكانك فلا ذنب له فيما حدث معك ، لا تعرف ما قد واجهه في حياته أو كيف عاشها لربما كانت حاله أسوء من حالك .

بدأت يديه بالإرتجاف وهو يرفع الصخرة فوق حمزه وإزداد خفقان قلبه بينما بقي رفيقه واقفاً ينتظر ما سيفعله وأخيراً رمى بها .

خرجت شيهانه للبحث عن حمزه وبينما لا زال إدريس يبحث بيأسٍ عنه سأله مسرور قائلاً : ألم يذكر لك أي شيء في آخر مرةٍ قابلته فيها لعلنا نجد في حديثه خيطاً يدلنا عليه .

إدريس : كلا ، أنا متأكدٌ بأن مكروهاً قد أصابه ما كان ليرحل قبل أن يحرص على إيصال شيهانه هو لن يترك أخته في عهدتي ويختفي هكذا فجأه لابد وأنه قد تعرض للأذى .

وقفت شيهانه بقربهما وقد صعقت بعد ان سمعت ما قاله إدريس للآخر .

مسرور : إهدء إنه حمزه ما كان ليتعرض للأذى بسهوله لابد وأن له سبباً ليختفي أنا واثقٌ بأنه لازال بخير وسيعود إلينا .

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن