الوصايا السبع

522 68 47
                                    

في المساء وقف صقر أمام شرفة غرفته وقد شرد بذهنه فإستيقظت زوجته التي كانت تنام على السرير ثم توجهة نحوه لتحتضن ذراعه قائلةً : أمازلت تفكر في الرساله .

صقر : أشعر بأني خذلتهم .

قالت : أنت لم تخذلهم بل قضيتهم الخاسرة خذلتهم .

بقي صامتاً بحزن فقالت : فلتفكر في مستقبل إبنك ولتنسى الماضي .

إستمر في صمته فسحبته قائلةً : فلتخلد للنوم .

صقر : لا أشعر بالنعاس فلتعودي انت للنوم .

عادت لتحتضن ذراعه قائلةً : أريد البقاء بجانبك .

وسط الجبال الهادئة وأمام النار المشتعلة جلس ثابت وهو يردد أبيات قصيدةٍ قائلاً :
لقنتك هذه الابيات يا ضَبَّاع
فلتخلدها ولا تتركها للضياع

فيا أيها الحر الاحمرللعرش فلتحلق
وللأكبر لا تسلم فأنت به الأحق

أيها الحر الأشقر كالثعبان لاتكن
إبسط جناحيك ولشقيقك فلتكن

أيها الحر الفضي للنفس لا تهن
وللسلم لا تَمِل وللثعبان لا تلِن

لملكة قلبي بنيتي لإخوتك فلترعي
الحر الابيض لقلوب إخوتك فلتنقي

يا أيها الحر الأدهم لإسمي فلتحمل
يا قرة عيني لثأر والدك لا تهمل

الصقر لا يترك فريسته تهرب من مخالبه
وغدر الثعبان يكون في سم أنيابه

تحدث صديقه عمرو الذي كان يستلقي على جانبه أمام الآخر قائلاً : ألن تمل من ترديد هذه الأبيات .

ثابت : ليس قبل ان أوصلها لأصحابها .

عمرو : أنا لازلت غير قادرٍ على تصديق أن الملك قد إءتمن صعلوكاً مثلك على وصيته .

بقي ثابت صامتاً وقد عادت به ذاكرته إلى الماضي حيث كان يتسلل إلى القصر ليسرق بقايا الطعام بعد أن يتخلص منها طهاة القصر وفي احد الايام حاولوا الحراس القبض عليه فتمكن من الهرب منهم ليضيع داخل القصر وحين أحس بإقترابهم منه أسرع للدخول إلى إحدى الغرف لكن صوت الحرس كان يقترب منه فتوجه إلى الشرفة وقفز منها إلى شرفةٍ أخرى ليتفاجأ بعد ان اسرع للدخول برؤية رجلٍ ذا مظهرٍ مهيب يجلس خلف مكتبه المليء بالأوراق والكتب .

بقي ثابت واقفاً ينظر إليه بينما نظر الرجل إليه لبعض الوقت ثم عاد لينظر إلى الاوراق بين يديه قائلاً : لا تخف لا يسمح لأحدٍ بدخول هذه الغرفه .

ثابت : لم أفعل شيئاً خاطئاً لأخاف .

إبتسم قائلاً : لمَ تهرب إذاً ؟

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن