الخطوه الثالثه

526 71 39
                                    

في قصر الحاكم عبد الجبار سار صقر نحو إحدى القاعات حيث كان صلاح في إنتظاره وعندما دخل إنحنى له صلاح قائلاً : سمو الأمير الفارس صلاح في خدمتك.

صقر : أخبرني الحرس بأنك قد أُرسِلتَ من قِبلِ شاهين فما الذي يثبت لي هذا ؟

أخرج صلاح رسالةً ثم قدمها لصقر قائلاً : بعثني الأميربهذه الرسالة لك ولم يخبرني بأي شيءٍ آخر .

أخذ صقر الرسالة ثم فتحها ليقرأها بينما وقف صلاح في إنتظار جوابه .

إفتتح شاهين الرسالة بمقولة والده ( الصقر لا يترك فريسته تهرب من مخالبه ) ثم سرد فيها شيئاً من أخباره وما حصل معهم في تلك الليله بالإضافة إلى هروب هيثم من قبضة عمر وإختتمها بالحديث عن حمزه مما أصاب الآخر بالذهول حيث كتب ( ظننت بأنك وأنا آخر من تبقى من عائلتنا لكن بمجرد أن علمت بوجود هيثم أسيراً لدى عمر أسرعت لمساعدته على الهرب من أسره لكني للأسف فقدت أثره ولا أعلم في أيٍ أرضٍ هو . هذه أول رسالةٍ أرسلها لك رغم علمي بمكان تواجدك ولم أكن سأفعل ذلك لكن لقائي بسليمان وحديثي معه فتح عينيَّ على كثيرٍ من الأمور وجعلني أدرك أني لا أستطيع القيام بشيءٍ وحدي أحتاجك بجانبي يا أخي أريد إستعادت عرش والدي بمساعدة إخوتي جميعاً أنت ، هيثم وسليمان . للأسف لم أتمكن من الوصول لشيهانه ووالدتي ولا أعرف ما الذي حل بهما لكن رؤيتي لسليمان حياً أعادت الحياة لروحي ، لعلك تتسائل عن سليمان ؟ أجل إنه الطفل الذي كانت تحمله أمي . إنه قويٌ وشجاع تماماً كما كان والدي كما أنه يحمل الكثير من ملامح أبي لكنه للأسف لا يريد الإعتراف بحقيقته لذا لم أستطع الإبقاء عليه وتركته يذهب ، أحتاجك لتجمع شمل عائلتنا مجدداً ونستعيد عرش والدنا فحال البلاد يزداد سوءاً ووحدك أنت من يستطيع إصلاحه بإعتلائك العرش .

الحر الأحمر شاهين )

أخفض صقر الرسالة ثم وجه كلامه لصلاح قائلاً : لابد وأنه يثق بك ليأتمنك على هذه الرساله .

إقترب من موقد النار ثم رمى بالرسالة فيه لتحترق .

ذهب إدريس لرؤية أمنيه والحديث معها بينما كان حمزه يبحث عنه في أرجاء البيت قائلاً : أين ذهب من دوني.

جاءه علي يركض مسرعاً ثم أمسك بيده وهو يسحبه متظاهراً بالفزع وكأن لديه أمراً مهماً .

حمزه : مابك أيها الصغير ماذا هناك ؟

إستمر بسحبه فذهب برفقته ليأخذه إلى مكان خارج المدينة بعيداً نحو الجبال حتى وصلوا إلى حافة جرفٍ كبير فإستمر علي بالإشارة إلى أسفل الجرف .

حمزه : ماذا هناك ماذا يوجد بالأسفل !؟

كانت رغبة علي أن يقترب حمزه من الحافة حتى يدفعه لكنه لم يفعل فحاول سحبه ليقترب أكثر لكن الآخر لم يتحرك من مكانه وقال : يالك من طفلٍ مزعج لمَ أحظرتني إلى هنا ؟ بل لمَ تبعتك إلى هنا .

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن