فقدان...............

17.6K 775 671
                                    

كان في داخلي نبض يتحرك، جعلني أيقن أنني وبطريقة ما لازلت على قيد الحياة، وعلى غير العادة، لم أستيقظ لا مقيداً على سرير ولا برفقة توماس حتى

فتحت عيناي ببطئ لألتقط بعضاً من ملامح الغرفة، والتي أصبحت رائحتها شيئاً محبباً لأنفي

ولكن مع شعور واخز في أسفل ظهري ووجع في كرامتي وكبريائي كرجل

ولأكون صادقاً، كنت مرتاحاً لعدم وجود توماس في الغرفة لأنني لم أرد له أن أشعر بالمزيد من الخزي، لرؤية صديقي المفضل لي وحبيبي بعد أن رأى ما حصل لي البارحة

وأنا لا ألومه في ذلك فلابد له أن شعر بالتقزز والقرف مني بعد أن رأى كرامتي تنزع عن جسدي

تقلبت على فراشي للجهةالثانية، حيث الباب، لأجد توماس يستند له وهو يراقبني بصمت

فعلت المثل، وأخذت أنظر في عينيه لبرهة، وفي داخلي صوت يخبره
"ألا تريد أن تتركني؟ ألا تشعر بالاشمئزاز؟"

بدأ يقترب مني شيئاً فشيئاً

وأنا أشيح بنظري بعيداً، حتى شعرت بالفراش أسفلي يتحرك عندما جلس على طرف السرير

أنا فقط، لم يعد لدي القوة للنظر في وجهه

ثم ناداني

"كيفن"

لكنني آثرت الصمت، ودفنت وجهي داخل حجري وضممت ركبتاي نحو صدري

ثم كرر ندائه لي بصوت أكثر تأثيراً وأكثر إلحاحاً على سماع رد

كيفن! انظر إلي!

أمسك ذقني بيده وبدأ يدير رأسي ناحيته، ثم.....

لمح تلك الدموع المتجمعة في عيني، وأنا أقبض معهما آخر ما تبقى من كبريائي

تأمل توماس عيناي للحظات، ثم وبدون مزيد من الكلام، لف ذراعيه القويتين حولي وأعطاني عناقاً دافئاً كنت قد احتجته منذ زمن بعيد

عانقته بدوري وتشبثت بطرف قميصه المخطط، وتجاوز الحزن شعوري بالخزي، بل أصبحت ذاكرتي تعود بي لمنظر كريس الغارق بدمائه ونظرة من الفزع تعلو وجهه وجايكوب أيضاً رغم حقارته وخِسته إلا أنه أخذ معه قطعة من قلبي كانت مع الأيام متروكة له

وعندما بدأت اختنق بدموعي وأبتلع نشيجي على مضض

إلا أن توماس قد أطلق العنان لأنينه المكبوت، وبدأت أشعر ببكائه الصامت على كتفي، لتنهار كل دفاعاتي وأقوم بالمثل

كان كلينا قلبه ألتاع بشدة، لأن موت جايكوب كان موجعاً بطريقتين، الأولى خيانته لنا والثانية الفراغ الذي خلّفه رحيله في قلبينا

كان شخصاً يستحق الموت كعقوبة ولكن القرب والمودة التي كانت بيننا تجعل من الصعب ألا نتعاطف مع فقدانه ولو قيد شعرة

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن