لم شمل

21.4K 928 301
                                    

أنوار الشارع هي الشيئ الوحيد الذي يغلب العتمة التي تتسلل لوسط الطريق الفسيح، حيث ركضت وحدي، مطلقاً العنان لساقاي كي تسابقا الزمن والمسافات، ركضت وركضت وركضت ثم انحنيت سانداً ذراعاي على ركبتاي، لاهثاً بقوة من داخل صدري، بينما بدأت أشعر بالعرق يتجمع تحت ثيابي، وفي كل مرة أتنفس بها، استنشق معها رائحة العطر العابقة من سترة توماس الجلدية
وكل ما استشعرتها بقوة أكتر، زادت لدي الرغبة في الركض نحوه بسرعة أكثر....................
أخذت الطريق المختصر بين الأزقة المعتمة والتي بت أخاف منها كثيراً بعد ظهور المطارد في حياتي، وركضت فيها بأقصى سرعتي، حتى وصلت وجهتي التي أردتها،
أنا لا أصدق أنني قطعت هذه المسافة ركضاً، لكن لم يكن لدي وقت للنظر للوراء، ولم يعد لدي سوى هذا النهر كي أجتاره

في هذا الوقت من الشتاء وخاصة بعد حلول الليل

الماء تصبح باردة كالثلج، ومنظر الماء أرعبني لدرجة أني ازدرت لعابي

وكنت أتذكر جيداً وجود جسر خشبي بسيط نحو الضفة الأخرى، لكن الحكومة قررت إزالته ووضع واحد أفضل

وهذا حقاً ماكان ينقصني!!!
كيف لي أن أعبر الضفة الآن؟!

فركت كفاي ببعضهما وبدأت أتنطط بخفة كي أشجع نفسي
بقي القليل كيفن بقي القليل
قلت ذلك ثم........................






غطست في الماء البارد
الصعقة التي أصابت جسدي من تفاجئه بهذا الماء نخزت قلبي وجعلته ينقبض بقوة، وأطلقت شهقة أظنها سُمعت وصولاً للمطارد....................!

لم أخلع شيئاً من ثيابي قبل أن أنزل، كي لا أترك أي دليل خلفي، مما جعل سباحتي في الماء أمراً عسيراً!

وخفت على عضلاتي أن تصاب بتشنج من برودة الماء، فبدأت أسبح بقوة وسرعة
واختراقي للماء يصبح عسيراً ومتعباً مع وصولي لمنتصف النهر، ولحسن حظي أن أقطعه عرضاً لا طولاً وإلا كدت هلكت

بدأت أنفاسي تنقطع قبيل الوصول بقليل، فخلعت حذائي في الماء عندما بدأت أشعر أن ساقاي أصبحتا ثقيلتان، وبدأ الماء يتدفق لجوفي وأخذت أسعل، وسباحتي صارت فوق الماء وتحته، لأنتي فعلياً بدأت أغرق

وقبل أن أموت من التعب، تحسست ذراعي المخدرة صلابة اليابسة، واستشعرت بخشونة حشائش العشب
سحبت جسدي المرهق بصعوبة بالغة، وتمسكت براثني بتلك الحشائش الواهنة وأظلقت تنعيدة تنم عن عذاب ومشقة
أنقلبت على ظهري وأخذت ألطقت أنفاسي بعد طول انتظار

ورغم انهاكي الذي يكاد يقضي علي، كان تفكيري بتوماس دافع قوي كالمحرك داخلي، فنهضت من جديد، وأخذت أتوغل بالمشي داخل الغابة وأنا أخلع ثيابي المبللة والتي تزيد جسدي برداً
وعندما وقفت قريباً.من المكان المقصود، لمحت ضوئاً خافتاً يصدر منه فقلت في نفسي لابد أن يكون توماس!

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن