مطاردة

14.7K 695 253
                                    

لهاث حار وهواء بارد يجتمعان معاً فوق وجنتي الملوثتان بالدم، صدري يخرخر وأنا أركض، بينما أضلاعي المتكسرة تعطيني شعور نخز لا يطاق وصعوبة في التنفس،جسدي تعرض لنوبة صدمة جراء برودة الماء بعد أن كان حاراً كالجمر من قتالي مع إدواردو

أركض بلا هدى،وقليل من الضوء الصادر عن الفيلا يزيح عتم طريقي، وكلما توغلت في الغابة أكثر فأكثر، يصبح العتم أشد والهروب أصعب، خصوصاً مع ذلك الشاش السميك الملفوف حول أخمص قدمي

ركضت وركضت وأنا أسمع صوت الكلاب تنبح بهستيرية خلفي، وأنا أتكأ على الأشجار بين الفينة والأخرى كي أريح نفسي من ذلك اللهاث المزعج المتقطع، فلا أنفي المكسور الدامي يساعدني في التنفس ولا رئتاي المتأملتان

جبهتي كانت متعرقة بشدة وجسدي كان عكسها تماماً فقد كان يرتجف من البرد

إنه شعور الضياع والوحدة وغريزة البقاء التي تدفعك للاستمرار رغم كل الظروف

إنها شعلة الحياة تلك المسماة بالأمل، إنها أفضل ما قد يحصل عليه الإنسان، والتي بقيت سلاحي الوحيد مع هذا الجسد المستنزف

والطريق المتعرج والترابي، جعل هروبي امراً عسيراً ومزعجاً، والكثير من الأشجار تلف المكان، بحيث أنك قد تتوه بسهولة، أو قد تركض في دوائر لساعات دون أن تدري

وعندما لم اعد استطع احتمال المزيد من الركض، اختبأت وراء الشجرة الكبيرة القديمة والتي لا أكاد ألمح من أغصانها شيئ، وقد خطر في بالي تسلقها، لعلها تحميني من رجال إد ولو قليلاً
وقبيل قدومهم نحوي بلحظات، نهضت مسرعاً والتفت نحوها ووضعت كفي عليها كي أتسلقها

لكنني وبطريقة عجيبة، استطعت ان المح علامة سهم مخدوش عليها

"كنت أعلم، كنت أعلم أن توماس لن يشير لي دون أن يحضر خطة للهروب"

ورغم العتم،حاولت بما لدي من حواس متيقظة أن أتحسس الأشجار وأحدق بها عن كثب، والتي لا استطيع أن أجزم برؤيتها أقوم بتحسيها بيدي، وبقيت اهتدي بالاسهم حتى تجاوزت خمس او ستة أشجار مختلفة الاتجاهات، شعرت لثانية أنني اهذي، ولكنني تابعت الاستدلال بها، والكلاب اصبح صوتها متفرقاً، فهي على الأغلب قد ضلت رائحتي لبعض الوقت، ولكنني كعادتي متأهب لأي هجوم مباغت وحقير منهم

ثواني قليلة واصبحت عند أجمة منخفضة من الشجيرات ورائها حائط عظيم بارتفاع خمسة او ستة امتار

شعرت أن هناك شيئ ما. انحنيت سريعاً، ودققت النظر، لألمح فجوة ما خلف الاجمة

"إنها حفرة؟"

حفرة تغوص عميقاً وتصل لأسفل الجدار مكونة انخفاضاً صغيراً يشبه النفق، باعدت الأغصان وانحشرت بكامل ح
جسدي في ذلك الفراغ الضيق، وبدأت أدفع نفسي داخل جوف الحفرة اكثر واكثر، حتى تحسست نسمة هواء باردة قادمة من الطرف الآخر، ونور خافت بسيط قادم من بقايا ضوء النهار

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن