سوف أواجه

27.1K 989 293
                                    

وقفت هناك وحدي في وسط غرفتي، أحمل حفنة الحبوب الدوائية تلك بكف يدي اليمنى وأحدق لها، وأعلم جيداً أنه يراقبني في مكان ما، من خلال الكاميرات التي وضعها في كل زوايا منزلي عندما كنت غائباً، أعد حتى ثلاثة، أخذف نفساً عميقاً أزفره بقوة، ابتلع ريقي، أمسك بحفنة الأدوية العشوائية وأدفعها في حلقي دون تفكير، ابتلع بعض الماء من القارورة التي في يدي اليسرى، دافعاً الماء في جوفي دونما رجعة، فتنزل حفنة الأدوية كلها نحو معدتي بسرعة، وشعرت بعدها بمرارتها وبشاعة طعمها وهي تستقر داخل أحشائي،ثم..... يبدأ جسدي بالتعرق ويصيبني الإعياء والصداع، ثم ألم حاد في المعدة، ثم........ أقع على الأرض بقوة، فيحدث جسدي صوت ارتطام عال عند التقائه مع الأرض، ويخرج الزبد من فمي، وألفظ أنفاسي الأخيرة
....................................  ...................................

عودة للوراء

عندما استيقظت، وجدت نفسي في غرفتي على سريري، متمدداً على بطني، وصداع ثقيل يضرب رأسي، وحالما رفعت رأسي عن الوسادة، أيقنت أنه تأثير المخدر الذي تم تخديري به!

كنت عارياً تماماً، ولم أشعر سوى باحتكاك الضمادات التي على ظهري ومؤخرتي مع غطاء السرير، وألم ناخز في فتحتي، ورائحة مخلوطة من الدم والكحوليات المعقمة تفوح في الغرفة كلها
عدلت جلستي لتلمح عيني سلة المهملات وقد امتلأت بضمادات متسخة بالدم!

وكأن أحدهم غير ضماداتي عدة مرات قبل أن أستيقظ!

تحسست ظهري ومؤخرتي بيدي، لأجد الكثير من الضمادات وقد كانت رطبة رغم أنها كانت سميكة وذلك لغزارة الدماء تحتها!

قارورة من المياه العذبة قد استقرت بجانب سريري، وعلبة من الأقراص المسكنة للألم!

لم أكن حينها واع على شيئ بعد، فقط شربت بعض الماء من القارورة لأبلل به حلقي الجاف، ثم عدت لسريري، وأنا أمسك برأسي المشوش غير قادر على التفكير بشيئ، ولا أسمع سوى صوت ساعة الحائط بعقاربها الصغيرة تكسر صمت غرفتي، التي أصبحت مقبرتي بعد كل اعتداء!

نهضت للمطبخ وأنا أسند نفسي على الجدران، وصلت للثلاجة بصعوبة والجوع يمزق أحشائي، وحضرت لنفسي القليل من الطعام، رغم شهية المقطوعة ورغم أنني بحاجة لمن يعتني بي، لكن كان علي أن أبقى قوياً من أجل نفسي،لأنني ببساطة لا امتلك أحداً

بعد أن أكلت، لففت نفسي بالغطاء الصغير الناعم، وكورت نفسي على الأريكة مقابل النافذة ورحت أفكر......

ربما علي أن استسلم له، ربما سيمل مني يوماً ما وسيدعني وشئني، لن يضطر لقتلي حينذاك لأنني لم أرى وجهه قط!

أنا فقط علي أن استسلم له، فلم يعد لدي ولا أي حل!، حتى السفر خارج البلاد لن ينفع، لإنه حتماً سيلحق بي لآخر الدنيا

أنا فقط سأستسلم
سأعتاد على الألم، وسأعتاد على اللذة، سأعتاد على الخضوع، وسأعتاد على الرغبة!

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن