الحادثة تتكرر

30.3K 1.1K 288
                                    


بكيت وأنا أشعر بالخزي والعار يأكل روحي، لم أشعر يوماً أني منبوذ وبلا قيمة هكذا قبل اليوم، بقيت طوال اليوم في المنزل، لم أذهب للجامعة ولم أذهب للعمل ولم أجب على الهاتف، لم آكل ولم أشرب، فقط في السرير، ألعن نفسي وحياتي ووجودي، عند الساعة السابعة مساء دق الباب، لم أجب ولم أرد ذلك، لقد كانا توماس وجايكوب، فبدآا يضربان نافذة الشباك بالحصى، هذه كانت طريقتنا السرية للتواصل، عندما لا أجيب على الباب أو الهاتف، ومع ذلك لم أخرج، وقد توقفا قبل أن تنكسر النافذة بقليل، وفي صباح اليوم التالي استجمعت شجاعتي وقررت أن اخرج للعالم وابحث عن مغتصبي، توجهت للجامعة وقررت أن أكتم ما حدث بيني وبين نفسي، استقبلني الشابان بعناق شديد
توماس :أين كنت يارجل؟! قلقنا عليك
جايكوب :لم تحتضر المحاضرات ولم تجب على الهاتف ولم تكن في العمل ولم تكن في منزلك، أين ذهبت؟

كيفن: لقد كنت مريضاً جداً فنمت طوال اليوم

جايكوب :ما هي علتك؟ هل حاول مديرك أن يتحرش بك مجدداً؟

توماس :ربما يجب علينا أن نضربه أكثر من المرة الماضية

كيفن :لا يا رفاق، لم يكن شيئاً من هذا، أنا فقط انهرت من تراكم التعب وهذا هو كل شيء

حضرت دروسي في الجامعة وعدت للمنزل تناولت طعاماً سريعاً وذهبت للعمل، وهذه المرة كنت منتبهاً لكل زبون وكل شخص يدخل ويخرج، أريد أن أعلم من فعل هذا بي، وعندما أجد دليلاً دامغاً، سوف أكلم الشرطة

لم أشتبه بصاحب الحانة لإنه رجل قذر فهو لا يرتدي خاتم زواجه في يده، كي يستطيع التحرش بجميع النساء اللواتي يأتين للحانة بحرية، كما أنه رجل بخيل جداً، وعندما وضع المغتصب الخاتم في فمي، شعرت بحجم الماسة التي عليه، يقال أن للماس مذاقاً كالثلج، لذلك لابد أن يكون المعتدي شخص غني جداً ومن المستحيل أن يشتري جيمي (صاحب الحانة) خاتماً باهظ الثمن كهذا، لذا، كنت أدقق على أصابع الزبائن، بحثاً عن خاتم زراج باهظ ومرصع بالماس، ولكن ماذا أقول؟! نحن في حانة رخيصة في حي رخيص وشعبي، كيف لرجل غني وثري أن يأتي لهنا، أخذت نفساً عميقاً وذفرته بقوة، انتهى الدوام ولم أحصل على شيء مفيد، وفي اليوم التالي بقيت متيقظاً أيضاً، لكنني لم أصل إلى شيء، كنت غالباً أتذمر من الدوام، لكن الآن.... آتي على الوقت وأذهب متأخراً كي أراقب الجميع، ولم أعد أذهب بالدراجة، بل آخذ مترو الأنفاق، رغم أن التذكرة غالية نوعاً ما، استمررت على هذا الحال شهراً كاملاً،حتى أنني بدأت أدون أسماء بعض الزبائن الذين يترددون بشكل متكرر للحانة، ومع ذلك لا أشتبه بأي واحد منهم، غيرت قفل منزلي أيضاً، وغالباً أنا عند جايكوب وطوماس وأحمل معي سكيناً صغيراً تحت قميصي طوال الوقت







مساء يوم الاثنين، كنت مرهق القوى تماماً، وأريد العودة للمنزل بسرعة، خرجت من الحانة أتلفت يميناً ويساراً، وعندما لم أجد أحد قطعت الشارع، وصلت إلى مترو الأنفاق، وشرعت أنتظر القطار،ولكنني فجأة شعرت أن الزمن يتباطئ، والأصوات تختفي، وكل شيئ يصبح ضبابي، لقد غبت عن الوعي، لا أدري كيف

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن