موت

21.8K 975 906
                                    

كلتا السيارتان تتحطمان وتتهشمان وراء بعضهما، بشكل تدميري حاد، ولايشئ أستطيع إدراكه وجسدي يتقلب داخل ذلك الفراغ الصغير، سوى التقاط بعض الأصوات، التي تفسر التكسير والتحطم الذي يحدث لنا، ولكنني كنت محظوظاً جداً، بحيث أن جسد توماس الذي احتضني بقوة، حماني من كل كسر أو رض أو حتى خدش، رغم أنني في حالة تخبط لا توصف من جراء هذا السقوط الذي لربما استمر لنصف دقيقة كاملة

لم أعد أدرك أي شيئ، أو أي صوت، أو أي ضوء، استيقظت برأس مصدوع وطنين حاد في أذني

وبينما الدوار يُصَعّب عليَّ فتح عيني وإدراك أين أنا، إلا أنني وبعد حالة إغماء ربما دامت لعشر دقائق أو أكثر استطعت الاستيقاظ، ويبدو أنني الناجي الوحيد، والفضل بذلك يعود لتومي

وأول شيئ ركزت عليه عيناني عندما فتحتهما، هو السماء المرصعة بالنجوم فوقي، حيث أنني ممدد على ظهري، نصفي داخل السيارة ونصفي الآخر خارجها، ورأسي يستند للتراب المملوء بالحصا الصغيرة المدببة تنخز مؤخرته، وجزعي يتمدد خارج النافذة التي لفظتني خارجاً بعد أن فقد توماس الوعي
وشظايا الزجاج تحفر في وسط ظهري

لا أدري إن كان توماس وستيفان حيين أم لا، فالسيارة قد تشقلبت بكل الاتجاهات الممكنة وجعلتنا كالفواكه في الخلاط، كان سقوطاً جنونياً

سحبت جسدي خارجاً بصعوبة، وأخذت انفض عن نفسي بقايا الزجاج والاتربة والحصا الصغيرة، ثم هرعت أسحب جسد توماس خارجاً، وقد كان ذلك صعباً للغاية لأن السيارة كانت مقلوبةً على ظهرها، وكان هناك تسرب بالوقود  والمحرك ساخن كاللعنة، لذلك رغم ألمي الشديد كان علي التصرف بسرعة، قبل أن تشتعل السيارة

سحبت توماس المغمى عليه للخارج بعد أن جررته بعيداً بما يكفي عنهاوالتي،أصبحت كأنها قنبلة موقوتة

ثم هممت بالرجوع سريعاً نحوها كي أسحب ستيفان والذي كان ينزف بشدة ورأسه نحو الأسفل، ومازال معلقاً بمقعده بواسطة حزام الأمان

ولكن ألسنة اللهب كانت أسرع مني بكثير، وراحت تلتهم السيارة بنهم شديد قبل أن تصل يداي لستيفان

"لااااااااااااااااااااااااا"  صحت بأعلى صوتي!

ولم أنتبه على نفسي، إلا عندما كنت أسحب جسد ستيفان الذي بدأ بالاشتعال خارج السيارة

أبعدته عن السيارة بما يكفي ولكنه كان يحترق ببطئ والنار أكلت بعضاً من ثيابه ووصلت لجلده، حتى أنها لدعت أصابعي

ولكن ولحسن الحظ، كنا قد تدحرجنا لأسفل الوادي عند البحيرة، حيث بقيت أجر جسده بسرعة حتى وصلت به نحو الماء

أخذت الهث بقوة بينما أشاهد المياه الباردة وهي تخمد النار المشتعلة على جسده، بينما رأسه في جحري، ونصفي مبلل بماء البحيرة

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن