لقد أصبحت قاتلاً

23.4K 1K 212
                                    

في اليوم التالي كنت قد فوت على نفسي دوام الجامعة، ووجدت خمسة عشر رسالة من توماس، بعد أن كان هاتفي مغلق!
استحممت وأنا أحاول ألا أتذكر ما فعلته البارحة وخرجت من المنزل في نزهة وحدي، لعلي أتخلص من هذا العبئ الثقيل على صدري

وعندما حان موعد العمل. عدت للمنزل أو ما أسميه أنا بالقفص، لإنه لم يعد منزلي الذي عرفته، وارتديت ثياب العمل، وخرجت مجدداً

استقبلني مديري بالصراخ واللوم، لأنني كنت غائباً البارحة. وظل يصرخ لوقت طويل. لكنني لم اهتم،فقط دخلت وراء البار وبدأت بتجهيز المشروبات، أشعر بالتشويش، ولا أريد التفكير في شيئ بعد الآن........
لا أريد أن أطلب المبيت عند توماس أو جايكوب مجدداً، هذا يثير الشبهات حولي، وقد يتسائلان ما السبب
علي أن أجد مكاناً آخر، ابتعد به عن المنزل
وفجأة خطرت في بالي أن أبيت هنا
في الحانة، نعم في الحانة،سوف أسأل المدير أن أبيت هنا لأيام قليلة حتى أجد حلاً لمشكلتي مع المطارد
وبقليل من الصبر، شارفت ساعات العمل الطويلة على الانتهاء، وكنت قد نظرت إلى الساعة أكثر من خمسين مرة
والآن حان وقت أن اسأل المدير عن طلبي
اقتربت منه وهمست بالقرب من أذنه بهدوء وأنا اتلفت حولي :هاي جيمي

تنبهت حواس جيمي جميعها، ظناً منه أني سأطلب منه معاشرتي أو شيئ ما، لأنني كدت أشعر أن لعابه سيسيل علي!!!!

ما كان يجب علي أن اقترب منه كل هذه المسافة، لكنني مضطر، ثم سألته ما أريد، وقد وافق على ذلك، بعد أن استفسر عن السبب وقد أخبرته أن شبكة المجاري لدي في المنزل، تحتاج لإصلاح وسيتحول بيتي لورشة عمل كبيرة
ومن شدة حقارته، وافق على طلبي، بشرط أن أدفع له عدد الليالي التي سأنامها هنا،طبعاً كنت مضطر ووافقت على شرطه، وحصلت على مكان لأنان فيه لبعض الوقت، ريثما استمر في الهرب من هذا السجان الذي يطاردني

انتهى دوام العمل أخيراً، والجميع رحل والهدوء يخيم على المكان، ولم يبقى غيري أنا وجيمي، حيث وضبنا المكان معاً ثم هم بالرحيل، بعد أن أعطاني بطانية وفراش قديمين متهالكين، أستخدمهما للنوم خلف البار، تشكرته على مضض، ولوح لي وهم بالخروج، قمت واطفأت الأضواء جميعها، وخلدت للنوم، وبعد أول ساعة أو اثنتين من نومي، كنت قد بدأت أشعر بتيار هواء بارد يتسرب للمكان، وكأن أحدهم يفتح الباب الخارجي خلسة، كنت أتوقع أن يحدث شيئ كهذا، لهذا تأهبت بسكين صغيرة تحت قميصي وادعيت النوم، وأعملت حواسي جميعها كي اعرف مكان المتلصص، وفي تلك العتمة المسيطرة والبرد الشديد، تصدر الأرضية الخشبية، صوت صرير خفيف، يدل على وحود أحد ما بمشي على رؤوس أصابعه، زدت من حذري وحيطتي، الصوت يقترب أكثر وأكثر، أكاد أشعر به خلفي، أشعر بأصابعه تندس تحت فراشي

ثم نهضت كالمجنون واندفعت فوقه ووضعت السكين على رقبته وكدت أحزها بيدي، صرخ الرجل الغريب ورفع يديه مستسلماً، فعرفت من صوته فوراً أنه مديري جيمي، ازدت حنقاً وغضباً وضربت رأسه بالأرض، وهو يرتجف ويتوسل ألا أضربه، جلست فوقه وسيطرت عليه وهددته بالسكينة على عنقه، سألته عن الصور

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن