الخمسة المشتبه بهم!

21.2K 911 365
                                    

آخر شيئ استطعت الإحساس به، هو ذلك السائل الساخن الذي ينساب من كتفي، وتلك القشعريرة الممزوجة بالألم، وصوت أنفاسي المتسارعة بالقرب من أذن توماس، والذي بقي يقود بسرعة ثابتة وأنا أستند عليه وصولاً لكوخ عمته

رائحة قوية من الكحول، وصوت نقر خفيف من مصدر بعيد، قريب لأذني اليسار

لم أكن استيقظت بعد
لكنني أستعيد وعيي ببطئ
ورغم ثقل أجفاني والخدران في أطرافي، إلا أنني لم أكن أشعر بالخوف مطلقاً، فتوماس لديه عادة مزعجة في إصدار ضوضاء عالية أثناء تحركه، وغالباً ما يصطدم بالأشياء ويوقعها، عدا أن خطواته ثقيلة وسريعة رغم خفة وزنه ورشاقته

ولأن دماغي معتاد على هذه الضوضاء، كنت أشعر بالأمان رغم أنني غير واع بعد

بضع ساعات أخرة، ثم افتح عيناي
تتسرب أشعة الشمس القوية من النافذة الزجاجية، بين وريقات الشجرة الملاصقة للنافذة، فتعكس داخل الغرفة، أطيافاً خافتة من اللون الأخضر الجميل، ناثرة أشعتها على حائط الغرفة بشكل عشوائي....

هذه الغرفة البسيطة التي تكاد تكون خالية من الأثاث تماماً، عدا السرير الذي أنا عليه الآن

تحسست يدي بثقل ووجدت أن كتفي قد ضُمّد، بضماد سميك وثخين تحته طبقة من الدم الناشف، وكنت لأشعر أني جسدي قد تعرق لدرجة التصقت بها بشرتي مع مفرش السرير

وشعري الأحمر القصير، مبعثر ورطب وكنت أتحسس بالحرارة وهي تنسل خارجة من جسدي، لتعطيني شعوراً من الرجفة والبرد

نظرت في الغرفة حولي ولم أميز سوى ورق الجدران الممزق والمهترئ وطاولة خشبية عليها علبة كحول وقنينة ماء

حاولت مساعدة نفسي للوصول لقنينة الماء لكنني لم استطع
فقط اكتفيت بالانحاء على نفسي وإمساك كتفي من شدة الألم

صوت خطوات ثقيلة ثم ثواني معدودة ويدلف توماس الغرفة

لم ألاحظ دخوله لأني كنت مغلقاً عيني
وعندما فتحتهما وجدته بالقرب مني، يضع بعض الطعام على الطاولة
وضع كفه الدافئ على جبهتي ثم أظهر وجهه تعابير تنم على القلق!

حرارتك مازالت مرتفعة! " قال توماس،

فسألته

أين نحن؟ وكم من الوقت وأنا نائم؟

توماس: أنا لم اعتقد يوماً ما أن تكون متهوراً لدرجة تلقي رصاصة في جسدك بكل أريحية

ثم ابتسم ابتسامة دافئة وقال: حمداً للرب على سلامتك، لا تحاول إنقاذي في المرات القادمة

فقلت مازحاً: هل هذا يجعلني متعادلين؟

توماس: طبعاً لا أيها المؤخرة........لقد لكمتني حتى أغمي علي!

كيفن: أدين لك بالكثير!

توماس: اخرس لو سمحت.

قرب قارورة المياه من فمي ورفع رأسي بيده
وأجابني

The Stalker(المطارد)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن