مسابقة «أسوة» - ٢٠١٨

المُصمم

قبل أن نعرض فعالية هذا الأسبوع، لا بد أن نقف وقفة اعتزاز بكم المشاركات التي تلقيناها بالفعالية السابقة المخصصة لكتابة الخواطر، وقررنا بدورنا أن نختار أجمل ثلاثة نصوص كما رأت لجنة التحكيم لعرضها عليكم هنا وفي تبويبٍ جديد بموقع أسوة لنعرض فيه كل نتائج الفعاليات والتحديات الأسبوعية وغيرها.

هذه الخواطر الثلاث هي أيقونة اللغة العربية في عالم الواتباد، تنبض روحها جمالًا وتتنفس بجسدها الإبداع، نشكر كل من شارك بنصه، فكل خاطرة كانت تملك جزءا خالصا مميزا منكم ❤

Banuxer النص الأول

أَروحي أنا!
حسبتني وأدتها .. فوئدت حزني أدمعاً ..
و

نسيتُها ..
.. في ليلةٍ دعجاءَ غابَ منيرها
أظنني أحسستها .. أحييتها!
طَرَقَاتُ موجٍ طَقْ طَ طَقْطَقْ طَ طِ طَقْ طَقْ
والأنينُ مُحيطُها .. أَسمعتَها؟
.. سمعتُهُ!
نحيبها .. كالناي همسٌ فِيَ أرخى نِجاده
.. معانقاً سمعي ألستَ مجيبها؟
.. أَأجيبها؟
.. بل أدمعي هي من أجابت وائدة:
.. والله إني مميتها
أَتميتِها؟
فتميتِني!
.. تالله إني مغيثها
بها قد نطقت ..
و الدمع مني مكفكفاً ..
.. كَفْكِفْ كَ كَفْكِفْ كُفَ عني مناديا
حين كففت الدمع .. هرولت ماشياً ..
.. لأجيبها:
.. إني هنا .. هو ذا أنا
فأجابني تعجيلها:
عَجِلْ فَعَجِلْ .. مِنْكَ عَجِلْ يا أنا..
.. إنا نموت أها هنا
فأزحت عنها سترها؛ لركام بؤسٍ حاطها ..
.. وأنا بدوري أحطتها
عانقتها ..
.. 'عانقتُنا'.

النص الثاني iiamylee

أستيقظ بجوفٍ مقعر..
المادة لم يعد لها في الداخل تعريفا..
كخيط يتيم الأطراف..

الخواء يتربص استسلام جوهري مني،
يكتنفني، يستلّ نفَسي،
ويتهدد بفناء جثتي..

أرداني كائنا لا يكون..
وكيف أكون وجوهري غائب ؟

أين أنا من هذه الأضواء
- التي تحيطني - ..
ومن هذه الأفواه
- الكاذبة - ..

لمَ أنا معتّمة ؟ ثكلى من كلّ احتواء؟
وكيف للاغتراب أن يُطال رأسي ؟

أجول بعيني باحثة عمّا يملأ فحواي،
ويعيد إلي امتلائي..

ألمح غرفة صغيرة،
لا تضاهي إتساع الكون،
ولا امتداد الأشياء حول جثتي..

أقترب منها فتستقيم
فاغرة عن جذور سميكة،
اجتثت من تحت تراب -الأفكار- ..

الغرفة تتسع،
تضيء نورًا..

تلفظ جدرانها،
وتضحى مساحة..