نحب انسياب النقد بعفوية، فهو فنٌ جميل بحد ذاته لا يتقنه إلا القليل بعد تمكين حواسهم وبصيرتهم وتدريب متوالٍ ليتشكل نصهم النقدي، نشكر كل من شارك في فعاليتنا السابقة لكتابة نقد أدبي ونقدر جهودكم جميعًا ❤
كان الاختيار صعبًا هذه المرة أيضًا،اكتشفنا نقادًا بارعين -قائدة النقد تفكر حاليًا بخطفهم بمساعدة الشبح 😂-.
اخترنا أفضل ثلاث نصوص شاركتنا، أشمل نقد وأفضل نقد يمكن اعتباره لنريكم اياه هنا وننشره أيضا في موقع أسوة كباقي نتائج الفعاليات، اعتبروا هذه النصوص مثالًا على النقد الشامل الموضوعي ...
الناقد الأول clarent_93
نقد قصة " اعدام كوكب "
إنه لمن الطبيعي وسُنن الحياة أن تنهل العِبر وتستقيها مما يتخذ حولك مجراه من أخطاء، أن تكون مُراقباً لجريان أنهار خطايا الآخرين وتحترز ألا تزل أقدامك نحوها، لكن ... ماذا لو اقتربت وتخللت أصابعك بين قطراته بنفسك؟ ماذا عن وقوعك أنت بذاتك في خطيئة ذات دمار لا محدود بينما يرقبك الآخرون؟ شهدنا في هذا النص القصصي القصير بروز هذه الفكرة والمعنى من بين ثنايا الحروف وعلى مدى ونطاق واسع، أن تكون أنت عبرةً لغيرك، أن يكون كوكبك الأزرق العزيز درساً لسواه يحترزون من ذات أفعال سكانه لئلا يطالهم نظير لدمار كوكبنا الأزرق. وقد كانت البداية رقيقةً لطيفة شاملة عامة لفكرة القصة القصيرة حيث دعوة للتفكر بالأفعال وعواقبها، إهداءٍ لكوكبنا وعالمنا الأزرق قبل أن يطوقه مستقبل معتم حالك.
إن كنا سنستغرق في الابحار داخل العناصر القصصية هنا سائرين وفقاً لأهواء الكلمات فلا يمكن اعتبارها مكتملة تماماً، إذ اتخذت النص نهج راوٍ ومستمع بأصداء أصوات بعيدة عن مقر الحدث فبدا كأنه حكيم يقص وابن يستمع مع غياب المظهر التام أو المرئي لخيوط حبكة مشوقة خاطفة للأنفاس، فلم تكن الحبكة تمس الشخصيات في شيء أو تكوين مباشر، ربما لو عقد بعض الخيوط ببعضها لغدت العناصر القصصية أكثر وضوحاً، على سبيل المثال أن يكتشف القارئ نهايةً وجود ارتباط - وإن لم يكن وثيق - بين الأب ماريسكولا وكوكب الأرض أكثر من كونه مجرد مراقب شاهد على تاريخه ودماره، حيث سيغدو ذلك أكثر قدرةً على إثارة مشاعر القارئ حين يرى أن شخصية من قلب الحدث قد تضررت وحملت ذكريات ومآسي عن ذاك الحدث. من جانب آخر لم نكشف كثيراً من الأبعاد في شخصية الأب ماريسكولا وهو الأكثر بروزاً من لوحة هذا العمل، حيث لم يكن أقله لم نحصل على وصف مادي لهيئته خاصة وأن الأب وابنه كائنات من كوكب آخر، بدا وكأنهم أقرب تشكيلاً للبشر مع لون بشرة ودموع مغاير للجنس البشري، وصفهما بشكل أدق كان ليمد خيال القارئ بامدادات أكثر كحبر يساعده على رسم الصورة عن عالم الكوكب الآخر، أما البعد النفسي للأب ماريسكولا فقد بدا الحكيم الذي ينقل تعاليماً وأفكار عن حب الكوكب والاخلاص له، إشارات تحذيرية عن الدمار الذي قد يلحق بكوكبهم كما حل بالأرض المصطبغة مسبقاً بأزرق باهر لأبصار من حولها، يعلمه أن يكون شرارة التغيير الذي يريد رؤية لهيبه. من ناحية ثانية نرى أن وجهة نظر الأب أظهرت بعض المحدودية في رفض التطور على اعتبار أنه من أكبر الصدوع في عماد الكوكب، إلا أن التطور ليس بالشكل الذي تم وصفه، فإن كان جزء منه يساهم في تدمير الكوكب ليس علينا أن ننسى أن جزءاً كبيراً منه لا بد وأن يسعى إلى الاصلاح، فالعلم سلاح ذو حدين لا يمكن انكار فوائده للبيئة أيضاً ولربما مستقبلاً إطالة العمر الافتراضي للكوكب.
أنت تقرأ
مسابقة «أسوة» - ٢٠١٨
Acakتريد أن تكون قدوة كتاب الواتباد العرب ومثالًا بارزًا للنجاح والإبداع؟ أسوة هي فرصتك كي تجعل أحلامك واقعًا ولكي تقف في قمة الأدب العربي حيث العظماء!
