" أنت أيها اللقيط ؟ "
كان ذلك الصوت الاول الذي يخترق أذناي بعد رنين المنبه , كرهت صوته الثقيل و المقزز الذي يجعلني أمقت وجودي في هذه الحياة , أدرت جسي عن المرآة لتي كنت انظر اليها لألتقط حقيبتي, لا يمكن أن أطلق عليه مرآة على أي حال ؟ خردة قديمة تجعلني أتأكد من هيئتي قبل خروجي للمدرسة كل صباح.من الصعب جدا أن لا تتمكن من سماع أحد , و أصعب من ذلك بقائك صامتا لوقت طويل و ربما أبدياً. و حينما تصيبك الجُمل القاسية في ساقك لتجعلك تتعثر و تبدو مثيرا للشفقه , تجد نفسكَ واقفا من جديد .لست خالياً من المشاعر ؟ لكني خالٍ من التوقعات و الجيدة على وجه الخصوص , من التفاؤل و الحياة السعيدة و الأشخاص الجيدون. فارغٌ من أن أتمنى.صفحة مهترئة من كِتابٍ قديم في إحدى حكايات الخيال أخبرتني ذات مرة .. " يوما ما ستجد نصفك الآخر " مرّ زمن طويل ولم أعثر عليه حتى إنتابني شعور أنه لم يخلق بعد.خطواتي الثقيلة على الدرج قد إنتهت لتخبرني بأني وصلت للأسفل , عيناي تحدقان بالارض و كنت على وشكِ عبور الممر لأصل الى الباب و أخرج لكني توقفت حين ضغطت يد قوية على كتفي لتمنعني من التحرك.
" ياه , ألم تسمعني ؟ "
" هاه ؟ "
" ناديتك منذ قليل أيها اللعين ! "
أدرت بصيرتي بعيدا عنه , أنظر للحائط بجانبي و الى الغرف المجاورة أي مكان عدا عينيه . في قاموس حياتي ذلك لم يكن خوفا مطلقا .. أنا لا أخاف من هذا العملاق , أنا أبعد نفسي عن الاذية قدر الإمكان .
" إسمع."
دفع صدري بقبضته حتى عدت للخلف قليلا ,
" لا تظهر أمامي في المدرسة حسنا ؟ تعلم .. لا أحب أن يعلم أحد ان لي قريبا مختلا مثلك. "
و لا أزال أحدق في بقعة يميني ولا أنظر إليه ,
" لقد حذرتك أوه سيهون .. ستكون ميتا. "
همس بحدة عله يبث الرعب فيني لكني لم أخف بقدر ما كنت متقززا , تحرك حتى خرج من المنزل و أنا تبعته ولكني سلكت طريقا مختلفا .. الصمت و الصمت و الصمت فقط.
..
..
– بيون بيكهيون –