أنا لم أكُن أقبله فحسب , أنا كُنت أفضح مشاعري و اعترف بها لنفسي أولاً..ثقيلٌ جداً أن أراك تتألم هكذا , ثقيلٌ جداً..
ثقيلةٌ تلك الكلمات التي تعاتب بها نفسك بصوتٍ مرتفعٍ على مسامعي,
أنت لم تكن هكذا, وانا لم أحب أن استمع الى ترهاتك هذه التي لا تمتُ للحقيقة بأي صله..
كنت أراك مكسوراً كلياً.
كنتُ أراك على شفا حفرةٍ من الهبوط في الضياع.
و أنا لا اريد أن اتركك هكذا.
و انا اريد مالا يمكنني ان احصل عليه.
و انا اريد ان اجعلك تشعر بأفضل حالٍ من الآن.
النظر لعينيك المحمرّه , أنفك المحمر , وجنتيك المبلله,
وتلك العروق الواضحة داخل بؤبؤ عينيك.
كل ذلك يُزعجني بحق.
لوهله ظننت أن ما اقدمت عليه سيجعلك تتحسن, لست اعلم كيف كان الأمر بالنسبة لك , لكنه كان إخماداً لحريق مشاعري المضطّرب لمدة قريبة.
وجدتني أشعر بثقله و السبب يعود لإتكائه على ذراعي التي زرعتُها حول خصره.
دفعتُ بظهره إلى الأمام بقوّةٍ و سرعه.
أريد مالا يمكنني الحصول عليه.. لستُ آبه مطلقاً بما سيحدث خارج حدود هذه اللحظه.
الأنفاسُ المتضاربه .. و بعدها رحيلها المؤقت..
و انقباض الهواء داخل رئيتينا ..
كل ذلك نبأني بأني قد قبلته ,
فتحتُ عيناي ببطء دون أن افيق مما أجرمت به منذ لحظات,
ولا ازال احافظ على ارتباط كلينا , ليس هناك سوى تسربٌ خفيف للهواء داخل افواهنا ..
أنظر إلى عينيه الغارقه تحت تأثير الخمر , و حاجباهُ المعكّران في محاولة ترتيب ما جرى.
وسعت عيناي حين أدركت ماحدث..
عدتُ قليلاً للخلف بينما كاد يتعثر بسبب افلاتي له ..
و بسرعةٍ عُدت لأرفع جسده قبل أن يفع كلياً على الارض..
"أ..أنت بخير؟."
قلتُ في أقصى مراحل التوتر .. بينما أشعر بأصابعي ترتجف..
ظلّ ينظر لوقتٍ في عيني بينما هو جالسٌ على الأرض ..
أغمض كلتا عينيه و وضع رأسهُ على كتفي..
مُريح!!!!
هذا مُريح!!!!!!
لن يتذكر شيئاً في الغد , اوه ؟
ليس واعياً حتى الآن ..
((جونق إن))
