وجهٌ شاحِب, جسد متهالك, وخطوات ثقيله,
سترتي ممزقةٌ نصفياً , أعرج في خطاي إلى المنزل " وحدي".
بعض الرضوض على كتفي تؤلمني, رأسي يؤلمني..
لكن كل تلك الآلآم ليست شيئاً بالنسبة لما يوجد داخل صدري.
كفّي إتكأ على الحائط المبني من الطوبِ الأحمر,
الشمس غربت بالفعل,
مسحت بإبهامي على فمي لأنظر بعد ذلك إلى نقاطٍ من الدّم عليه..
" أنظر مالذي فعلته بنفسك لوهان؟ أنت حقاً مجنون.. مجنون كلياً.."
حادثت نفسي ساخراً, عاد كل ماحدث منذ نصف ساعة إلى عقلي..
" ووبين؟"
كنت أقف جنبا إلى جنب برفقة سيهون, كان كل شيء يسير على مايرام, إلى اللحظة التي توقف فيها المدعو ووبين أمام سيهون مباشرةً.
كاد أن يثقب جسد سيهون بعينيه, بينما الآخر يتجنب النظر قدر المستطاع,
كُسر كل الصمت حين لكم سيهون و أوقعه أرضاً!!!!
اللعنه مالذي يحاول فعله!!
صرخت دون أن أدرك و هرعت إلى جسد سيهون الذي ارتطم بالارض..
"أنت بخير؟؟؟ "
إلتفت لصاحب الجسد العريض و الذي قام بسحب كتفي ليبعدني عن سيهون قبل أن أتحدث..
" إبقى خارج الأمر ياصغيري."
دفعت يده عن كتِفي بقوّة حتى إهتز جسده,
و أنا فعلاً لا اعرف كيف امتلكت الشجاعة لفعل ذلك..
عقد حاجبيه و كأن الامر لم يعجبه, و أنا قلت بصوت مرتجف و متقطّع..
" مالـ.. مالـ.. لما تضربه .. ؟ أنت لا تملك الحق في ضربه هكذا.."
حافظت على إتزان آخر جمله, ولكني بعدها لم احافظ على إتزان جسدي,
" أنا أملك الأحقية في كل شيء اقوم به."
دفعني بقوّة لأتنحى جانبا و تختلط ثيابي بالتراب,
ومن ثم إتجه لسيهون و رفعه بياقته..
" أنت, أراهن أنك تملك بعض النقود, أنا احتاجها الآن."
" أنا لا أملك شيئاً."
" لا أريد أن اضربك أوه سيهون.. أعطني النقود بسرعه."
