دعني أغلق عيناي فقط و سأتظاهر أني بخير , لن يكون ذلك كافيا لكنه سيجدي نفعا.
" لقد كسرت ..... أمي.. "
" أمك .. ؟ "
كان من الصعب على تعابير وجهه أن ترتدي الهدوء مجددا ,
كما لو أن إعصارا يهُز كيانه ,
كما لو أن ألما أثقل من حجمه يكبر أكثر في داخله ,
كان يبدو صغيرا جدا .. ضعفا جدا .. ضئيلا جدا و من السهل كسره .
أو بمعنى أصح كان مكسورا بكل شيء فيه , مكسور للحد الذي جعله يبكي كقليل الحيلة أمام ناظريّ .
بيكهيون دائما ماكان باردا ؟ عنيدا و مزعجا بهدوه , لكنه الآن يبكي بحرقة و هذه مرتي الأولى التي أراه فيها هكذا ,
ينتابني شعور أنني أول شخص يراه هكذا , الحزن الذي يلون عينيه مع تكاثر تلك المدامع كان عظيما,
إنفجار بعد صبر عظيم طال أمده.
و لكن مالذي أفعله أنا الآن ؟ بأي حق أسمح لظاهر كفي أن يلامس وجهه المبلل ,
و بأي حق يسمح لي بيكهيون الآن ؟ مهلا أنت تنظر لشخص مختلف .. شخصٍ إنكسر فعليا .
أشعر بسيلان دموعه على كفي , لوهلة بدأ نبضي يؤلمني , و أي شخص سيراه هكذا لن يكون بوسعه سوى أن يشفق عليه ,
لكني لن أشفق عليه فحسب..
إنه ليس بخير ؟ و أنا لن أنظر إليه كـ" بيون بيكهيون المزعج "
" لا تبكي .. "
أهذا ما كنت قادرا عليه ؟ لا تبكي ؟ بربّك أتظنه سيتوقف إن طلبت منه ذلك ؟
وجدتني أسحب كتفهُ ببطء , أنا على يقين أن ما افعله الآن عفوي ,
إنتهى سحبي لكتفه أن إستقر رأسه في منتصف صدري , و تركت المجال ليدي اليمنى أن تمسح عليه ,
" لا تبكي .. "
و لكنه إستمر بالبكاء تماما كطفل جاهل صغير ,
" لا تبكي.. "
كثير ماتصيب الثالثة .. و هنا حوّل بكائه إلى أنين ,
أنينه كان ثقيلا جدا .. سمع بكاء أناس معدودين قبله و سمعت بكاء نفسِي لكن ما أسمعه الآن
كان كفيلا بأن ينصف قلبي إلى نصفين , حزينٌ جدا و مؤلم.
عناق طويل إنتهى بوضع كوب قهوة ساخن أمام الطاولة ,
![](https://img.wattpad.com/cover/160667108-288-k953351.jpg)